مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
حزيران 2013 - العدد 55
لا للكائنات المعدلة لماذا نُسقط البيئة من أجندتنا؟ شذرات بيئية وتنموية: مطر أيار ومحبوب العرب ورُمان العودة وتطبيع التفافي! "عيون" طاليتا قومي "تحرس" طيور فلسطين! سياسات كفاءة الطاقة في المعدات والأجهزة النفط الصخري الأميركي قد يلبي معظم الطلب العالمي! معظم الدول الغنية بالموارد تسيء إدارتها .. والسعودية وأفغانستان من الأكثر سوءا محطات توليد الكهرباء بواسطة الفحم في ألمانيا تفاقم كثيرا تلويث البيئة وفي المقابل تتسارع الاستعدادات لإغلاق المنشآت النووية التغييرات المناخية في الوطن العربي ستؤدي إلى الجفاف هاينريش بول: استخدام الأسمدة الصناعية في أفريقيا يدمر التربة التدوير المنزلي البيئة في أدب معين بسيسو زهرة من أرض بلادي: العنصل الأصفر قراءة في كتاب: دليل عملي للطاقات المتجددة.. نظم توليدها وتركيبها
Untitled Document  

الراصد البيئي :

لماذا نُسقط البيئة من أجندتنا؟

عبد الباسط خلف
خاض بآفاق البيئة والتنمية

تكاد أجندة اهتماماتنا اليومية تُغفل شؤون البيئة، أو تضعها على الهامش. ولا تحظى القضايا الخضراء باهتمام كافٍ في بلادنا، سواء في الإعلام، أو المدرسة، أو المؤسسة، أو الحزب، أو المجتمع عموماً. تبحث "آفاق البيئة والتنمية" في أسباب هذا الغياب-التغيبب، وكيف يمكن أن نغير هذا الحال إلى الأحسن؟

مفارقة
كان الفتية سامر إبراهيم، وفؤاد ناصر، وياسر عبد الستار، يعودون من رحلة عائلية قضوها في الداخل الفلسطيني المحتل. والمفارقة التي سجلها هؤلاء، الذين عبروا لأول مرة إلى حيفا ويافا وعكا، كيف أن الشوارع نظيفة، فيما يُمنع إلقاء النفايات من نافذة المركبة، بفعل القوانين الإسرائيلية.
يُجمع الثلاثة: لا يعقل أن تظل شوراعنا بهذا السوء، وعلى المسؤولين فعل شيء لتغيير حالنا، وفرض عقوبات وغرامات على من يلوث البيئة، ويلقي النفايات العشوائية، ويحرقها.
يقول سامر: البيئة النظيفة مثل الحلم الجميل. ويكمل فؤاد: ليت الساحات والشوارع عندنا نظيفة. ويتمنى ياسر: لو أنني رئيس بلدية أو صاحب قرار، لفرضت عقوبات وغرامات كبيرة على من يُخرب البيئة.
يعجز الفتية عن وصف دقيق لأسباب التراجع الحاد للبيئة في مجتمعنا، بحكم صغر سنهم، لكن إجاباتهم تُدلل على بدايات وعي يتشكل لديهم.

ناشط بيئي في جامعة بير زيت

تحليل
يقول الناشط والقيادي في حزب الشعب بمحافظة طوباس باسل منصور: ببساطة متناهية، البيئة غائبة عنا، مع أنها تخدُم الإنسان، وتوفر له سبل الراحة، وطالما نحن لا نحترم حقوق الإنسان، فسيتأجل اهتمامنا بالبيئة.
وبحسب الخريجة ميساء بشارات، فإن عدم الاهتمام بالبيئة يعود لغياب التخطيط الجيد، فمثلا مرج ابن عامر، وهو من اكبر السهول في فلسطين، والذي بدأ الزحف العمراني عليه، يٌدلل على تدميرنا للبيئة.
تقول: بسبب تدمير الأراضي الزراعية، فإن الخلل في توازن النظام البيئي سيكون سيد الموقف، وهذا الزحف برأيي ناتج عن عدم وجود خطة جيدة مدروسة بدقة للعمران السكاني، وتراجع أو انعدام  الوعي لدى الناس بأهمية المحافظة على البيئة، وأضرار هذه الخطوة على الصعيد المستقبلي.
تتابع: هناك مشكلة السحب الجائر للمياه ليس من قبل الاحتلال فقط، بل إن الكثير من الناس يحفرون الآبار، ما يؤدي الى قلة المياه في الينابيع الطبيعية، مثلما يحصل في الباذان.
ووفق بشارات، فإن التلوث يأتي من المحاجر التي تتواجد وسط التجمعات السكانية، أو القريبة جدًا منها، إضافة إلى النفايات التي تتراكم بالقرب من مصادر المياه، والتي تحتوي على مخلفات المصانع أو غيرها، بحيث تضر بالإنسان وتلوث البيئة، وتنتج الروائح الكريهة التي تسبب الأمراض، وتأتي بالحشرات والكلاب الضالة، وبالتالي تؤثر على التوازن البيئي.
تختم: بالنسبة للإعلام هناك الكثير من القضايا المُغيّبة ومنها البيئة، وإعتماد إعلامنا بشكل كبير على العلاقات العامة بالدرجة الأولى، وعدم تناوله للقصص والتحقيقات والتقارير التي من شأنها التغيير من وعي المجتمع تجاه البيئة والصحة، يُفاقم المشكلة.

نشاط بيئي نادر في الخليل

التعليم مُتهم
ويرى مراسل جريدة إيلاف السعودية الإلكترونية في فلسطين عنان الناصر، أن التراجع في الاهتمام بالبيئة كان لغياب منهجية واضحة في التعليم الأساسي والثانوي والجامعي، وتراجع روح العمل التطوعي لتعزيز هذه الثقافة.
يضيف: المطلوب ليس فقط مؤتمرات متخصصة لبحث وضع استراتيجيات عمل مناسبة وملائمة بالتنسيق ما بين كافة الجهات الرسمية والمجتمعية ووسائل الإعلام، وإنما تغيير وعينا من جذوره.
ويقول الصحافي خالد مفلح، أن وجود ما هو أهم من البيئة لنُفكر به، رغم أهميتها البالغة، والتي أعتقدها من أهم الأمور في حياة الشعوب، إلا أن الوضع الاقتصادي، وحالة اللاهدوء النفسي التي يعيشها الناس، تجعل من التفكير في شؤون البيئة أمراً  ليس بالضروري، فهناك ما هو أهم من ذلك.
يتساءل: كيف لي لنا أن لا نهتم بالبيئة والمياه العادمة تغطي سهولنا، ومحاصيلنا والخنازير تسرح وتمرح في أراضينا كل ليل، حتى أصبحنا نخاف من أكل اللوف والزعتر والفقوس والفول من البر؛ خوفًا على حياتنا؟
ويزيد: اذا قدر لنا أن نهتم بالشؤون البيئية في حياتنا، فيجب أن نُغير الكثير الكثير من ممارساتنا اليومية، أو علينا أن نُغير الكثير من أمور حياتنا، حتى نصبح نفكر بالبيئة، ونسعى للحفاظ على واقعنا البيئي، ونمنع مياه مجاري المستوطنات من الوصول إلى محاصيلنا، وتجمعاتنا.

نشاط توعوي بيئي في نابلس

اشتراطات
واستناداً للأستاذ المقدسي علي عنني، فإن زيادة الوعي بأهمية البيئة على المستويين الرسمي والشعبي، ووضع الميزانيات المناسبة، والاهم من هذا وذاك، إنشاء المحميات الطبيعية، التي قد توفر مردوداً مادياً من خلال جعلها مناطق جذب سياحي وترفيهي، ونموذجا يمكن ان يحتذى به في المستقبل، عدا عن ان زيارتها والتعريف بها سيساهم برفع الوعي البيئي. يفيد: عدم الاهتمام بالقضايا الخضراء، هو نتيجة غياب المؤسسات التي تعنى بالبيئة بالشكل المطلوب.
وترى الصحافية عهود الخفش، أن تبديل المشهد في حياتنا، وتحولنا نحو الاهتمام بالبيئة، لا يحتاج إلى  الورش والندوات التثقيفية الدورية، مع جميع شرائح المجتمع فحسب، وإنما عبر استخدام وسائل الاعلام المختلفة، والتركيز على شريحة النساء والاطفال.

أسباب
واستناداً إلى المحاضر الجامعي والأديب د. سامي الكيلاني فهناك عدة أسباب لتراجع الاهتمام بالقضايا الخضراء. يقول: البيئة شأن عام، ومجال عام، والتربية والثقافة السائدة في مجتمعنا، رغم انتشار القيم اللفظية، تؤكد الفردية والأنانية.
يضيف: لم تتكرس بعد ثقافة تقوم على إندماج الفرد في الكل، وبالتالي فإن الحفاظ على البيئة عمل تطوعي ينطلق من دافع داخلي، يتم الالتزام به دون فرض قوانين في الأساس، وبعد ذلك يأتي دور القوانين؛ ليلزم من يغيب عندهم الدافع الداخلي، ولكن حتى هذه القوانين غير موجودة بشكل مؤثر.
يزيد: القوى السياسية في بلادنا لم تصبح حركات اجتماعية معنية بالتغيير الاجتماعي، وأبقت نفسها في المجال السياسي الشعاراتي، وما تم إنجازه في هذا المجال، مع كل الاحترام للجهود التي بُذلت فيه، ما زال هامشياً وسطحياً ولم يتغلغل في وعينا.

aabdkh@yahoo.com

 
التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية