تموز 2008 العدد (5)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

July 2008 No (5)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب الصورة تتحدث الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

ندوة العدد:

 

خلال ندوة نظمتها "آفاق البيئة والتنمية" في غزة

الإعلان عن تشكيل منتدى الخبراء لتقنية الطاقة الخضراء

 

محمود شاهين:  منذ "18" عاما وأنا أنير منزلي بالطاقة الشمسية وفاتورة الكهرباء لا تعرف منزلي.

صاحبا السيارة الكهربائية:  نمد يدنا للجميع من أجل الحفاظ على البيئة الفلسطينية.

محمد مطر:  يسعى لتشغيل سيارته على غاز الهيدروجين المتولد من الماء، وتكاليف سيارة الهيدروجين. زهيدة وقريبا ستكون في شوارع غزة.

د. عبد الفتاح عبد ربه:  البيئة الفلسطينية تستصرخ وتقنية الطاقة الخضراء هي البديل.

د. فوزي أبو عودة:  تلوث البيئة ناتج من نواتج تلوث الفكر ونحن بحاجة لتغيير ثقافة المجتمع.

م. لؤى الوحيدي:  الندوة أولى فعاليات مجلة آفاق البيئية والتنمية في قطاع غزة.

 

سمر شاهين وماجدة البلبيسي / غزة  

 

كانت الأكثر تميزا بين ورش العمل التي عقدت على مدار سنوات وسنوات، حملت في مضمونها كل جديد، أخرجت من بين محاورها منتدى للخبراء، أثارت الجميع وشكلت من أحاديثهم لوحة بيئية مفادها "نحن مع البيئة وسنعمل من أجلها ولها"، ورغم الصوت الذي ارتفع والحدة التي انتابت النقاش وأيضا الأحاديث الجانبية والتعليقات الحادة وظهور القاعة وكأنها ساحة "حرب علمية"، إلا أنهم عملوا جاهدين وكأنهم في مبارزة شعرية أثمرت فكرة تلو الفكرة.  وأنت عزيزي القارئ وعبر صفحات مجلة آفاق للبيئة والتنمية ندعوك للاطلاع على مجريات الندوة الأولى على مستوى فلسطين والتي نظمها مركز معا للعمل التنموي – مجلة آفاق للبيئة والتنمية- بعنوان "تجارب وتطبيقات محلية رائدة في تكنولوجيا الطاقة المتجددة"، ومدى مساهمتها في مواجهة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة.

وشارك في الندوة الحوارية التي أدارتها الإعلامية سمر شاهين، العديد من الخبراء والمختصين في مجال البيئة وأصحاب التجارب الذين لم يجدوا حتى اللحظة من يمسك بيدهم ويساعدهم من أجل إنجاح تجاربهم وتعميمها على المجتمع الفلسطيني.

وافتتح الورشة المهندس لؤي الوحيد مدير المشاريع في مركز معا بغزة، مرحبا بالحضور ومؤكدا على أن الورشة هي أولى باكورة أعمال المجلة في قطاع غزة والهادفة إلى تحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة الفلسطينية.

مخاطر بيئية

وفي مطلع الندوة تحدث د. عبد الفتاح عبد ربه المحاضر في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية والمهتم بالشؤون البيئية عن عناصر البيئة الفلسطينية، وما يتعرض له الهواء من ملوثات مقصودة وغير مقصودة جراء عوادم السيارات، مشيراً إلى أن المياه العادمة وسوء تصريفها في المستوطنات الإسرائيلية في المحافظات الشمالية أثر سلباً على التنوع الحيوي.

وذكر أن حجم النفايات الصلبة للمواطن الفلسطيني في الضفة وقطاع غزة 1.4 كيلوا يومياً، منوهاً إلى أن عمليات الحرق للتخلص منها تسبب في مشاكل صحية وتلوث التربة بفعل الترسبات التي تمتصها.

كما استعرض عبد ربه ما تعانيه البيئة الساحلية بفعل تصريف المياه العادمة في البحر، إذ يصرف يومياً 750 ألف كوب في المياه الساحلية، مشيراً أيضاً إلى عمليات الاستنزاف التي تتعرض لها الكثبان الرملية في القطاع، ذاكراً أن 12% من المقالع الرملية فقط مرخصة، أما النسبة الباقية فهي على شكل سرقات.

وأشار إلى أن البيئة الفلسطينية تستصرخ في ظل الحجم الهائل للملوثات وأن تقنية الطاقة الخضراء هي البديل لإنقاذ ذلك.

 

بنك أفكار

من جانبه قال د. فوزي أبو عودة عن بنك أفكار للاستشارة والتدريب والاستثمار، إن أصل الحرارة وضوء الشمس طاقة متجددة لا تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من عدم، لافتاً النظر إلى أن الوقود المُصنع بدت آثاره واضحة على طبقة الأوزون.

وبين أن الأسباب الداعية لاستخدام الطاقة الشمسية تعود لارتفاع ثمن الوقود، بالإضافة إلى سطوع الشمس في محافظات قطاع غزة لأكثر من 300 يوم في السنة بحسب الدراسات العلمية، مضيفاً أن محافظات غزة تعاني من إغلاق المعابر المتقطع والمتواصل من الجانب الإسرائيلي، وتحكمه في عمليات إدخال الوقود، وكذلك ضعف الحالة الاقتصادية، وأخيراً مرونة العمل بأجهزة الطاقة الشمسية.

واستعرض مدير بنك أفكار عدداً من التجارب التي قاموا بها، من بينها تحويل الضوء إلى كهرباء، تركيز حرارة الشمس للحصول على أكثر من 1200 درجة مئوية، تحلية المياه، والطباخ والفرن الشمسي، والمجفف.

ووجه حديثه  لأصحاب الفكر والإبداع قائلا:" ”إن الأفكار العظيمة تبدو للعاجزين على أنها درب من الخيال“ فلا تغرنكم العقبات الكأداء، ولتبادروا ولو بالبدايات البسيطة لتكبر معكم وبكم.

وشدد في نهاية حديثه على أن تلوث البيئة ناتج من نواتج تلوث الفكر ونحن في حاجة لتغيير ثقافة المجتمع وقال :" أحلامنا كبيرة، وكل منا لديه الكثير الكثير من الأفكار والإبداعات، ولكن ما ينقصنا هو المبادرة والتطبيق ، وفي هذا المقام أقول بأن الأحلام العظيمة دون تنفيذها واقعاً عملياً تبقى بيوتاً من رمال وسط البحر.

 

تجارب متميزة

في غضون ذلك تحدث أ. محمود شاهين عن تجربته في تحويل ضوء الشمس إلى كهرباء، مشيراً إلى أن تجربته الناجحة يحيا عليها هو وعائلته منذ 18 عاماً، وذلك من خلال الخلايا الشمسية وتخزينها في بطاريات، تمد منزله بأقل من 220 فولت، لافتاً النظر إلى أن جميع منزله يضاء ويعمل بالكهرباء الشمسية، باستثناء الثلاجة والغسالة للجهد العالي اللذين تحتاجانه.

وقال ضاحكا: لا تعرف فاتورة الكهرباء عنوان منزلى باستثناء الثلاجة والغسالة وقريبا جدا لن تعرفه فانا دائم البحث والتفكير، منوها إلى أنه يوم أن قطعت الكهرباء عن جميع المنازل والمؤسسات بقي بيته مصدراً للضوء وتهافت المواطنون لمتابعة الأحداث عبر التلفاز.

كما عرض فكرة الطباخ الشمسي التي اعتمدها في منزله والتي وفرت عليه الكثير لافتا النظرإلى أن الطباخ الشمسي يعتمد على تحويل الدبال إلى غاز. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى له عدة مخارج منها لتدفئة المنزل في فصل الشتاء وتوفير الطبخ.

وناقش مع الحضور العديد من الأفكار البيئية والمبتكرة والتي يعمل على استخدامها داخل منزله منذ سنوات، ومنها توفير مياه ساخنة على مدار العام في منزله وبخاصة في فترة الليل .

ودعا شاهين لزيارة منزله والاطلاع عن كثب على إدارة شؤون حياته وحياة أسرته في جو بيئي. 

 

ماء مقطر وسيارة الكهرباء

بدوره عرض م. محمد أبو جبل المحاضر في جامعة الأزهر تجربة الجامعة في تقطير المياه بالطاقة الشمسية، وهو مشروع ياباني نفذت تجاربه في ثلاث مناطق هي الصين، وإحدى الجزر اليابانية، ومدينة غزة.

وأفاد أبو جبل أن المشروع نجح ولكن ثمة تحفظات بشأن المياه المقطرة لخلوها من الأملاح المعدنية التي يتوجب أن يحتويها الماء ويحتاجها الجسم، مشيراً إلى أن الجهاز المستخدم ينتج يومياً 200 لتر من الماء، في حين تستوعب الخزانات ست لترات مكعبة، ويبلغ وزن النظام 11 طن، وهو متوقف عن العمل ويحتاج لصيانة بفعل الصدأ داخل الأنابيب.

إلى ذلك عرض كل من م. وسيم الخزندار، م. فايز عنان تجربتهما في تشغيل مركبة صغيرة على الكهرباء، ونوه الخزندار إلى أن ما يميز تجربته هو عمل السيارة بموتور AC قوته 15 حصاناً، بخلاف السيارات الكهربائية العالمية التي تعمل بموتور DC، مشيراً إلى أن الأخير يعيبه ثقل وزنه وحجمه الكبير، بخلاف الأول.

وأكمل عنان الحديث:" السيارة تحتاج إلى شحن لمدة سبع ساعات متواصلة إذا كانت فارغة نهائياً من الطاقة، وتستطيع في كامل قوتها أن تسير 180 كيلو متراً بسرعة 100 كيلو بالساعة"، منوهاً إلى إمكانية زيادة السرعة ولكن حفاظاً على البطاريات حددت بالرقم السابق ذكره.

وعن تحديد السرعات ( قوة الدفع) أوضح الخزندار أن ذلك تم التغلب عليه بتحول دواسة البنزين إلى مفتاح (فولتيم – مقاومة متغيرة)، ويتحكم الأخير بجهاز سرعة يقوم بتغيير سرعة الموتور حسب ما هو مطلوب.

وأبدى صاحبا التجربة امتعاضهما لعدم اهتمام وزارة النقل والمواصلات بتجربتهما، مشيرين إلى أنهما تواصلا معها منذ أسبوعين لبحث كيفية ترخيص المركبة في وضعها الجديد، ولكن دونما أي رد.

وصاحب عرض تجربة السيارة الكثير من التساؤلات العلمية التي بلا شك زودت صاحبي السيارة بالمعلومات العلمية والتي من شانها أن تساهم في تطور وتفعل المشروع، كما طرح العديد من النقاط السلبية التي ستكون مثار تفكير وبحث من أجل تلافيها لاسيما في كيفية التخلص من البطاريات لأنها خطرة جدا على البيئة.

 

ضخ وإنارة بالشمس

من جانب آخر، عرض م. بشار عاشور تجربة مجموعة الهيدرولوجيين في حماية مصادر المياه والبيئة، وفي ضخ المياه من بئر على عمق 40 متراً بالطاقة الشمسية، بتصريف 5 متر مكعب بالساعة.

وأفاد بأن الطاقة الشمسية المتولدة من الألواح، يتم تخزينها بواسطة 12 بطارية خاصة إلى تيار متردد بواسطة محول كهربائي خاص.

وأوضح أن المشاكل الأساسية في المشروع ارتبطت بشكل أساسي بوضع الاحتلال والتعامل الأمني مع المناطق المؤهلة لتنفيذ مثل هذا المشروع، كمنطقة المواصي جنوب قطاع غزة لقرب المياه الجوفية.

وأضاف بشار أن العائق الثاني هو ارتفاع سعر الألواح الشمسية ارتفاعاً كبيراً بالنسبة لمشاريع الضخ باستخدام الطاقة التقليدية، إذ بلغ سعر الألواح الشمسية تقريبا 12000 دولار، رغم أن الجدوى الاقتصادية لها على المدى الطويل أكبر بسبب انعدام معامل الصيانة، إضافة إلى عدم وجود مستوردين محليين داخل الأراضي الفلسطينية.

 كما تحدث عاشور عن تجربة المجموعة في إنارة جسر وادي غزة بالطاقة الشمسية، الذي عمل 100% حتى شهر حزيران 2006 حين تعرضت الألواح والبطاريات للضرر جراء قصف الجسر .

سيارة الماء المقطر

ومن جانبه عرض ا. محمد مطر محاولة إنجاز مشروع تشغيل سيارته على "الماء المقطر"، للتغلب على أزمة الوقود في قطاع غزة ، مشيراً إلى أنه ومنذ حوالي ثلاثة أشهر يسعى لتشغيل سيارته على غاز الهيدروجين المتولد من الماء، فصنع جهازاً يعمل على ذلك، واستطاع بالفعل أن يستخرج الهيدروجين من الماء، وتمكن من السير بها ولكن لمساحة معينة، لافتا النظر إلى أن جملة من العقبات حالت بينه وبين تنفيذ فكرته عمليا؛ لكنه وكما قال لم ييأس بعد، وسيعمل على تنفيذ الفكرة خلال أيام قليلة.

يقول المدرس مطر، الذي يعمل مدرسا لمادة العلوم في إحدى مدارس القطاع، إنه في أثناء قيامه بتجربة كان يشرحها للطلاب قبل ثلاثة أعوام، نتج عنها "غاز الهيدروجين"، فجاءته فكرة "تشغيل السيارة على غاز الهيدروجين".

ويضيف مطر، الحاصل على شهادة الكيمياء من الجامعة الإسلامية بغزة: "إن البنزين ينفجر داخل السيارة فيعمل على حركة مكابس المحرك فتتحرك السيارة، ولكن الهيدروجين ينفجر بشكل أفضل من البنزين".

واشترى مطر أسطوانة "هيدروجين"، وأوصلها بمحرك سيارة ابن عمه، لعدم امتلاكه سيارة، فعمل المحرك بشكل جيد وبقوة أفضل من البنزين، لكنه لم يهتم بالموضوع كثيرا آنذاك بسبب عدم وجود أزمة الوقود في ذلك الوقت.

ومع تقليص الاحتلال كميات الوقود المدخلة للقطاع بدرجة كبيرة، عادت الفكرة مجدداً إلى ذهن المدرس مطر، وبدأ بتجربة تشغيل سيارة ابن عمه على توليد "الهيدروجين" من الماء.

وتوصل المدرس محمد وابن عمه المحاضر في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية محمد، إلى تصميم الشكل النهائي للجهاز الذي يقوم بتوليد الهيدروجين مع الأكسجين من الماء.

وعن آلية العمل في الجهاز، يقول المدرس مطر، وهو ينظر إلى الجهاز الموضوع في السيارة "الجهاز يتكون من وعاء يحتوي على ماء، إضافة إلى مادة كيميائية (رفض الإفصاح عنها)، وهذا الوعاء مثقوب من الأعلى وبداخله قطعة مكونة من صفائح كهربائية متصلة ببطارية السيارة عن طريق أسلاك، وتقوم هذه الصفائح بعملية تحليل كهربي كيميائي لتوليد الهيدروجين والأكسجين من الماء بكمية تكفي لتشغيل السيارة".

ويضيف: " ثم يخرج من الوعاء أنبوب بلاستيكي يمتد إلى جهاز آخر من صنعه يسمى "الببلر"، والذي يتكون من أنبوب داخل أنبوب، وكلاهما داخل وعاء صغير بداخله كمية قليلة من الماء، ويخرج من هذا الوعاء أنبوب بلاستيكي يمتد إلى محرك السيارة ليزوده بغازي الهيدروجين والأكسجين".

 

عقبات

لكن ما هي المشاكل التي تعيق إنجاز المشروع؟ يؤكد مطر، أن عدة مشاكل واجهته في أثناء عمله، وذكر منها أنه عندما بدأ بتشغيل السيارة لم تستمر طويلا حتى توقف المحرك، وتبين  أن السبب هو تصاعد بخار الماء مع الغاز المتصاعد، ولتفادي المشكلة صنع جهاز "الببلر".

وأشار إلى مشكلة أخرى واجهته وحالت بينه وبين النجاح، وهي ارتفاع درجة حرارة الأسلاك الواصلة ما بين الجهاز وبطارية السيارة، لكن ذلك لم يوئسه، ورأى فكرة وضع جهاز يعمل على تنظيم الكهرباء المتدفقة من البطارية إلى الجهاز، ليخفف من درجة حرارة الأسلاك، لكن هذه المشكلة بقيت قائمة بسبب صعوبة الحصول على الجهاز المذكور.

وبين مطر، أن الجهاز تعرض للانفجار أكثر من مرة في أثناء إجراء التجارب، لكن بعد تصميم الشكل النهائي أصبح الجهاز آمنا لدرجة كبيرة، منوها إلى أنه بعد عدة محاولات قام بها لم يستطع حتى الآن تطبيق فكرته على أرض الواقع، لكنه يواصل تجاربه.

أما عن كمية الماء اللازمة لتشغيل السيارة، في حال نجاح الفكرة، ذكر مطر، أن لتراً من الماء يستطيع أن يوصل السيارة من دير البلح إلى مدينة غزة، دون توقف، موضحاً أن تكلفة المشروع النهائية لا تتعدى 800 دولار.

شدد على أنه لا يصلح أي ماء لتشغيل السيارة بل يجب أن يكون مقطراً، ويقول عن طريقة تقطيره "من السهل تقطير الماء العادي عن طريق وضعه بحوض مطلي باللون الأسود، ووضع غطاء من النايلون مرتفع قليلا عن الحوض، ليتبخر الماء وينحدر من غطاء النايلون إلى وعائين على جانبي الغطاء، ليكون ماء مقطراً صالحاً لتوليد الغاز منه".

وأوضح المدرس مطر، أن العادم الناتج عن عملية احتراق الهيدروجين هو بخار ماء لا يمكن أن يسبب أي ضرر للبيئة.

وفي ختام حديثه، شدد مطر، على أنه سيعمل جاهدا على تشغيل السيارة وتفادي كافة المشاكل التي يتعرض لها.

 

أسباب الأزمة

إلى ذلك شخص م. عوني نعيم مستشار سلطة الطاقة والموارد الطبيعية أزمة الطاقة في مناطق السلطة بارتباطها بالجانب الإسرائيلي على صعيد شبكات الكهرباء والوقود ومشتقاته، مبيناً أنه على الرغم من تدني الدخل الفلسطيني إلى ما دون 50 % من مستوى دخل الفرد الإسرائيلي إلا أن ثمن البترول والغاز ووحدة الاستهلاك من الطاقة الكهربائية (kWh) تباع في المناطق الفلسطينية بنفس القيمة إن لم تكن أعلى مما يباع للفرد الإسرائيلي، قائلاً :" الفلسطيني يدفع ما يزيد على 20 % من دخله الشهري لتغطية فواتير الطاقة بأشكالها المتعددة".

واستعرض نعيم جملة من الحقائق، التي تدلل على ما سبق قوله، وهى افتقار المناطق  الفلسطينية إلى أي من مصادر الطاقة التقليدية، وإن وجدت فهي بكميات قليلة، والاعتماد على استيرادها من خارج الحدود، تأثير سياسات الطاقة الإسرائيلية التي تتميز بالاحتكارية والتضارب والتناقض في الأولويات والمصالح بين المستهلك الفلسطيني والمورد الإسرائيلي، إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية في مناطق السلطة الفلسطينية وأثرها على إمكانية وضع الخطط وتنفيذ المشاريع الإستراتيجية فيها، ومنها المشاريع المتعلقة بالطاقة.

مصادر الطاقة المتجددة

هذا وتحدث نعيم عن مصادر الطاقة المتجددة في فلسطين مستهلاً حديثه عن الطاقة الشمسية حيث تتمتع فلسطين بإشعاع شمسي مرتفع نسبياً ويقدر متوسط عدد ساعات سطوع الشمس سنوياً بحوالي 2863 ساعة، ويتراوح المتوسط السنوي لشدة إشعاع الشمس الساقط على سطح أفقي في المنطقة ما بين 5.2 – 5.7 كيلووات ساعة / م2 / يوم، وتقدر عدد الأيام المشمسة حوالي 300 يوم في السنة ويقدر المتوسط الشهري للإشعاع الشمسي خلال فصل الشتاء بحوالي ثلث قيمته في فصل الصيف.

أما عن طاقة الرياح التي تهب صيفاً من الشمال الغربي، ومن الجنوب الغربي شتاءً، وفي شهري نيسان وأيار تهب رياح الخماسين الجافة من الصحراء في الجنوب، وتابع قائلاً " يقدر المتوسط السنوي لسرعة الرياح حوالي 3 - 4 م/ث في كل من قطاع غزة ووادي نهر الأردن، قد تصل في بعض المناطق الساحلية إلى  10 م/ث في شهر كانون الأول، أما في المناطق الجبلية من الضفة الغربية فإن متوسط سرعة الرياح يتراوح من  6 – 10 م/ث، وقد تصل سرعة الرياح إلى أضعاف هذه القيمة في بعض أيام السنة".

كما تحدث نعيم عن المصدر الثالث للطاقة المتجددة، وهو الغاز الحيوي، أحد نواتج التخمر اللاهوائي للمخلفات العضوية (روث الحيوانات – المخلفات الآدمية – مخلفات نباتية) (ومن مكوناته غاز الميثان، ثاني أكسيد الكربون، النيتروجين، الهيدروجين ) حيث يشكل غاز الميثان نسبة عالية تتراوح ما بين 50-70%.

وذكر أنه وبحسب المعلومات المتوفرة تقدر كمية الغاز المنتج في السنة بحوالي (32.9) مليون متر مكعب. يصل الاحتياطي في المناطق الفلسطينية إلى حوالي 33 مليون متر مكعب من الغاز الحيوي وقيمته الحرارية تتراوح ما بين 5.8  -  7 ك.و.س / م3، وكفاءته الحرارية تعادل 60%.

وأضاف " يقدر الاحتياطي من هذا الغاز ما يقارب 80,000  مليون متر مكعب سنوياً  أو ما يعادل 127 جيجا وات ساعة من الطاقة الكهربائية وهذا الغاز عديم اللون وأخف من الهواء وله رائحة مميزة ويعطى شعلة زرقاء نظيفة ولا ينتج عن احتراقه دخان".

وأشار نعيم إلى أن أهم التجارب المحلية ذات الطابع التجاري في استخدام مصادر الطاقة المتجددة هي الاستفادة من الطاقة الشمسية في مجال تسخين المياه في المنازل، موضحاً: "على الرغم من معرفة السوق لهذه التقنية منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أن هذه الصناعة لم يحدث عليها أي تطور ولم تحظ باهتمام رسمي مؤسسي حتى  منتصف التسعينيات".

تشكيل المنتدى

 وفي نهاية الورشة أعلن عن تشكيل منتدى خبراء التقنية الخضراء والذي ضم في عضويته خبراء البيئة المشاركين وأصحاب التجارب، ليكون أول منتدى في فلسطين يعمل على تبني الطاقة النظيفة، كما أجمع المشاركون على جملة من التوصيات تمثلت في المطالبة  بتشكيل بنك معلومات حول البيئة في فلسطين، بما يساعد على تبني الأفكار البيئية المعززة لواقع البيئة، ودعا هؤلاء القطاع الخاص للاستثمار في المشاريع التي تعتمد على الطاقة الشمسية، وصناع القرار إلى دعم الشباب المبدع والمبتكر.

كما وطالبوا بتشكيل ثالوث من الجامعات والمؤسسات الأهلية والحكومية لدراسة الأفكار والمشاريع ذات الصلة بحماية البيئة واستخدامات الطاقة البديلة، والإعلان عن تشكيل خبراء التقنيات الخضراء.

وركز الباحثون في الورشة على البعد التنموي والاقتصادي للطاقة المتجددة، باتجاه التخلص من التبعية الفلسطينية (لإسرائيل).

ودعوا إلى إعداد إستراتيجية فاعلة تعمل على تغيير في السلوك والفكر من أجل انتهاج ممارسات بيئية للمحافظة على الإنسان وكذلك المحافظة على البيئة.

 

للأعلىé

 

 

التعليقات

 
 

البريد الالكتروني ِAymanth@hotmail.com:

الموضوع: ندوة العدد

التعليق:

لا يسعني إلا أن أحيي مركز معا على دوره الخلاق في إبراز هذه الطاقة الابداعيه المتميزة باتجاه الاستدامة،وعلى رأسها هذا الإبداع الفلسطيني العظيم من قبل خبرائنا الأفاضل الذين طرحوا تجاربهم وخبراتهم,لإعلان هذا المنتدى وإلى الإمام


البريد الالكتروني ِ: maher_d@gmail.com

الموضوع: ندوة العدد

التعليق:

 

بدلا من تبديد الأموال ويعثرتها في مشاريع وهمية وغير مجدية، ألا يستحق أولئك المبدعين من غزة بعض الدعم المادي لمساعدتهم في تطوير إبتكاراتهم بما يساهم في تحدي الحصار والجوع والتقليل من الممارسات القسرية المدمرة للبيئة والإنسان بفعل الحصار؟

كل الاحترام لمركز العمل التنموي الذي كان السباق في احتضان وتشجيع أولئك المبدعين والمخترعين الذين، بلا شك، يساهمون بشكل فعلي ونوعي في وضع لبنات هامة في مبنى الاقتصاد الفلسطيني المقاوم، ويعلون شمعة تنموية وبيئية أصيلة وحقيقية في ظل العتمة المنتشر في كل مكان من حولنا.

باحترام..

ماهر دحداح


البريد الالكتروني: engineer_guy28@ymail.com

الموضوع: ندوة العدد

التعليق:

اخوتي واخواتي

فكرة رائعة عمل هكذا منتدى وان يكون هناك مشاريع ايضا ولو بسيطة من الطاقة المتجددة انا شخصيا بصدد جلب تمويل لمشروع طاقة شمسية لبيتي لتزويده بالكهرباء وان شاء الله اتمكن من الحصول على التمويل للمشروع البالغ اكثر من 20000 دولار كتجربة لفكرة تزويد المنازل بالطاقة الكهربائية عبر اشعة الشمس عبر خلايا الفوتوفولتيك وايضا دعيت لحضور دورة تدريبية لصناعة مراوح لتوليد الكهرباء كما قمت بترجمة الكتاب المنوي تدرسيه لنقله لكل من يتحدث العربية وهو جاهز وسيوضع على موقع الكتروني بالطريقة الكاملة والسهلة لصناعة هذه المراوح

أشكركم


 

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
:
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.