تموز 2008 العدد (5)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا 

July 2008 No (5)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية
تراثيات بيئية اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب الصورة تتحدث الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

 

القنابل العنقودية...جرائم حرب مفتوحة ضد الإنسان والبيئة في لبنان والعراق

 

جورج كرزم

خاص بآفاق البيئة والتنمية

أعلن مؤخرا مكتب تنسيق نزع الألغام التابع للأمم المتحدة، أنه، حتى أوائل حزيران الماضي، قد تم تنظيف 43% من مساحة المناطق التي تعرضت للقصف بالقنابل العنقودية الإسرائيلية في أثناء حرب تموز 2006.  وذكر المكتب نفسه أن الجهاز التابع للأمم المتحدة أحصى وجود 970 موقعا ملوثا بالقنابل العنقودية تمتد على مساحة نحو 39 مليون متر مربع.  وقدرت جهات مختلفة، لبنانية ودولية، حصيلة الإصابات ببقايا هذه القنابل التي تصنف عالميا باعتبارها من أسلحة الدمار الشامل، بأكثر من 300 بين قتيل وجريح، وذلك منذ انتهاء الحرب في آب 2006 إلى أوائل حزيران 2008.

وأكدت الأمم المتحدة أن إسرائيل ألقت نحو مليون قنبلة عنقودية أميركية الصنع على البلدات والحقول اللبنانية،  في أثناء عدوانها على لبنان بين 12 تموز و14 آب 2006، وأن 40% من هذه القنابل لم تنفجر لدى اصطدامها بالأرض.  ولا يزال المواطنون في لبنان يعانون من بقايا هذه القنابل حتى يومنا هذا، فيتواصل سقوط الضحايا.

والجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة ألقت أيضا كميات كبيرة من القنابل العنقودية على الشعب العراقي، وذلك في حربيها ضد العراق (عامي 1991 و2003)، فأصابت آلاف المدنيين، علما بأن الأجزاء غير المتفجرة والمنتشرة في مختلف أنحاء العراق، لا تزال تشكل تهديدا جديا على المواطنين. 

وتتمثل معظم الإصابات في فقدان الأطراف السفلية و/أو العلوية، أي الأذرع والسيقان.  ولا يزال الأهالي في جنوب لبنان، يشهدون انفجارات القنابل العنقودية التي تفاجئهم بشكل شبه يومي في محيط منازلهم وفي حقولهم الزراعية وبياراتهم.  ومعظم الذين بترت أطرافهم أو استشهدوا هم مزارعون مسالمون ورعاة الماشية والأطفال.

ويمكن للقنبلة العنقودية الواحدة أن تحوي 200 – 650 قنبلة صغيرة تنتشر عند انفجارها على مساحات واسعة، علما بأن معظم القنابل الصغيرة لا تنفجر فورا عند ارتطامها بالأرض؛ فتبقى مكانها سنوات طويلة، لتنفجر لاحقا عند ملامستها.

 

المطلوب عدد قتلى ومعاقين أقل!

يدعي الجيش الإسرائيلي بأن عدم دقة القنابل العنقودية الأميركية الصنع وبالتالي حجم الخسائر البشرية الكبير والمتواصل، هو نتيجة نوعية القنابل غير المزودة بجهاز تفجير آلي.  أي لا بأس من استعمال القنابل المحرمة دوليا وممارسة جرائم الحرب، لكن المطلوب عدد قتلى ومعاقين أقل!!  وكان يمكن تحقيق هذا الهدف، لو أن الجيش الإسرائيلي استخدم قنابل عنقودية إسرائيلية الصنع مزودة بجهاز تفجير آلي يعمل على تفجير القنابل عند إصابتها للهدف؛ وبالتالي يزيل التهديد المميت الذي تشكله القنابل غير المنفجرة؛ مما يقلل كثيرا عدد الإصابات في أوساط المدنيين!!

وحسب ادعاء مجرمي الحرب الإسرائيليين، فإن سبب عدم استخدامهم القنابل العنقودية إسرائيلية الصنع هو أن دولتهم اشترت قنابل عنقودية من الولايات المتحدة الأميركية، من خلال المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل، وبالتالي تراكمت في مخازن أسلحتهم كميات كبيرة منها، مما اضطرهم إلى استعمالها!!

وبالإضافة للقنابل العنقودية، خلف الجيش الإسرائيلي أيضا، بعد انسحابه مهزوما من الجنوب اللبناني عام 2000، نحو 450 ألف لغم أرضي معظمها مضاد للأفراد.

ولم تستجب إسرائيل لطلب الأمم المتحدة المتكرر بتزويدها بخريطة تبين عدد القنابل العنقودية التي ألقتها  والألغام التي نصبتها ومواقعها في جنوب لبنان، بهدف تسهيل العمل على إزالتها وتفجيرها.  

ضحايا القنابل العنقودية الإسرائيلية في لبنان

 واحدة من بين آلاف القنابل العنقودية غير المتفجرة في الجنوب اللبناني والتي لا تزال تهدد حياة اللبنانيين

 

 للأعلىé

 

 

التعليقات

 
 

البريد الالكتروني:  mzbeidat@gmail.com

الموضوع: رئيسي 4

التعليق:

أين المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية الذي طالب باعتقال البشير لأنه كسر عصا الطاعة الأميركية، من هذه الجرائم الصهيونية والأميركية البشعة في لبنان وفلسطين والعراق؟

محمد زبيدات


 

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.