مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
أيـــلول 2012 العدد-47
 
Untitled Document  

مبادرات بيئية :

أم الناجي: سيدة التطوّع

1

عبد الباسط خلف:

بشق الأنفس ومع تجاعيد الوجه العميقة، تجتاز رابعة أبو يونس( الزعبي) درجات منزلها في مدينة طوباس، لتعيد عجلة الزمن إلى الوراء، وهي تختزل حكاية تطوع عتيقة، فاقت ربع قرن.
تقول أم الناجي بلهجة لا زالت تصون ذكرى حيفا التي ولدت فيها عام 1933: "بدأت في العمل الخيري والتطوع عام 1966، وتساعدت مع زميلاتي في مواصلة العمل ببناء جمعية طوباس الخيرية، حيث بدأنا بعد نكسة عام 1967 بثلاث سنوات، حين كانت روضة الجمعية بيتاً خشبياً، وغرفة واحدة وحمام صغير، وفيها 35 طفلاً، وكانت الفئران تنزل علينا من السقف".
دعم زوج السيدة رابعة فكرة إنشاء بناية مستقلة للجمعية، فيما نشطت هي ورفيقاتها، بعد عودتها من غربة لم تدم طويلاً في الكويت، في محاولات افتتاح مقر، وإكمال ما بدأت  به أول هيئة إدارية للجمعية رأستها صديقة عبد الرحمن، والسيدات رضية أم زياد، ونوال العمري، وسعدة المبسلط، ورحاب خضيري، وإقبال المبسلط، وسعاد القني.

بداية
تضيف: "بدأنا نجري اتصالات مع الاتحاد العام للجمعيات الخيرية، والشؤون الاجتماعية، وسافرنا إلى الأردن، وبدأنا نجمع التبرعات من نابلس وطوباس وطولكرم وجنين ورام الله، واتصلنا بالبلدية للحصول على قطعة أرض، وبدأنا بالبناء عام 1971".
مما لا تنساه، كيف أن بعض التجار ظنوا في أن أم الناجي ورفيقاتها متسولات، لكنهن كن يتفاخرن بالتطوع، وبتأسيس جمعية خيرية، فيحصلن على الاعتذار عن الوصف، ومساعدات مالية.
تتابع: "انتخبت عام 1970 رئيسة للجمعية، وبقيت في هذا المنصب حتى عام 1996، وفي تلك الفترة أسسنا  برنامج محو الأمية، وروضة أطفال، ومدرسة، وصالون تجميل لتعليم الفتيات، ومخيطة، ومركز رعاية أمومة وطفولة".

مراحل
واصلت  السيدة رابعة مساعيها لتوسيع مقر الجمعية، وبدأت ومن معها لإضافة دور ثانٍ، واستحدثن سوقاً للجمعية، وألعاباً للأطفال، ومشغلاً لتعليم الفتيات الغزل والنسيج، ونقلن  نشاطاتهن، وبخاصة في حقلي الخياطة ورعاية الأمومة والطفولة وتثقيف النساء، إلى عقابا وطمون وتياسير المجاورة، فيما استفاد المئات من الأطفال والنساء من خدمات الجمعية ومبادراتها.

أم الناجي سيدة التطوع

انتخابات
تسترد: "في عام 1976 ترشحتُ للانتخابات البلدية، وشجعني زوجي لأكون أول سيدة تفعل ذلك في جنين ونابلس، ولم يعجب قراري الكثير من الرجال، غير أنني حصلت على نحو 100 صوت، وكنت احتاج أصواتاً قليلة للفوز، في وقت لم تكن فيه تخرج النساء من بيوتهن".
تقول أم الناجي، التي تلقت دراستها الأساسية في حيفا قبل النكبة: "لم نكن ننتظر مقابلاً مادي، وكنا نغيب عن البيت ونسافر، من أجل جمع التبرعات لإكمال بناء الجمعية، ولم نكن نبحث عن الشهرة، وأردنا خدمة البلد، لكن الحياة وطبيعتها تغيرت اليوم بشكل كبير، وصار الناس ينتظرون مقابل أي شيء يقومون به".

سيرة
والسيدة رابعة هي حفيدة الشيخ عبد الله أبو يونس الذي لازم المجاهد عز الدين القسّام، وفر إلى سوريا، فيما اعتقلت قوات الاحتلال البريطاني والدها (رشيد)  نيابة عنه ستة أشهر، وأخرج من السجن إلى المستشفى، واستشهد بعد وقت قصير من علاجه، وبقيت هي وأخواتها( 3 بنات وولدان)، وخرجت من المدرسة، لتعمل ممرضة وتعين أسرتها.
تنهي: "أكثر شيء أعتز به التطوع، ومشاهدة نتائج ما زرعناه، رغم أن الكثير ممن ساعدناهن، لم يزرنني خلال فترات مرضي الطويلة".

 

التعليقات

الله يعطيكم العافيه
السيدة ام الناجي لها فضل كبير على جمعية طوباس الخيرية

إكرام

 

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية