l مشاهد بيئية
 
 
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
أيـــلول 2012 العدد-47
 
Untitled Document  

مشاهد بيئية :

شذرات بيئية وتنموية

عبد الباسط خلف

(1)
انجاز

يصلك طرد بريدي من هيئة محلية، يتطوع ناقله في الكشف عن فحواه، قبل فتحه. فيقول: "هذه انجازات البلدية الكبيرة". في المغلف البني تستلقي  ثلاثة منشورات ملونة وأنيقة الطباعة، تتحدث عن  مسيرة انجازات المجلس البلدي. الغريب في كل ما تشاهده، أن الفترة الزمنية التي  يغطيها الانجاز تتحرك بين الأعوام 2006 و2009. أي قبل اربع سنوات فقط!
تكتب على حائطك الافتراضي في "الفيس بوك": في بلادنا كل شيء يتأخر عن موعده، إلا الدعاية الانتخابية.

(2)
تكريم

تتكاثر حفلات التكريم لمتفوقي الثانوية العامة وناجحيها، وتتسابق أطر واتحادات وأحزاب وهيئات وحركات ومؤسسات وجمعيات لتنظيمها. ما لا يمكن تصوره، كيف أن الكثير من الاحتفالات- إذا لم نقل معظمها- تحفل بالكلمات المكررة، والبعيدة عن الموضوع، لتنتهي القصة بتوزيع جوائز صينية الصنع، تتلف مع أول استخدام.
السؤال: لماذا لا نُجيد تنظيم احتفالاتنا، واختزالها بحفل مُوحد، وجوائز معقولة تعين الناجحين، في مواجهة الضائقة الاقتصادية؟

(3)
اكتفاء ذاتي

يجتمع رجال ونساء عاصروا النكبة، وتجرعوا مرارة الاقتلاع من قراهم المدمرة: الريحانية، وصبارين، والكفرين، والفالوجة، وقاقون، في ندوة نظمتها وزارة الإعلام بمخيم الفارعة لإعادة رسم تفاصيل شهر رمضان قبل عام 1948.
يجمع الشهود والرواة، على أنهم كانوا يأكلون ما يزرعون من خضروات وفواكه، ويعتمدون على أنفسهم في القمح واللحوم والألبان.
بعد 64 عامًا من النكبة،  يتغير المشهد، وتصطبغ الموائد الرمضانية كلها بمنتجات لا تصنعها أيدينا، وتكرم بها علينا إبداعات الصين، أو نشتريها من الاحتلال!

(4)
حجل

تشهد منطقة جبلية بين بلدتي قباطية وجنين أول نتائج الزحف البشري عليها، فيعمد صاحب المنزل إلى نشاط عدواني ليلي، فيشعل بطاريته، ويبدأ بالبحث عن طائر الحجل( الشنّار) للإيقاع به. بعد يومين فقط من هذا السلوك العدواني، يفتك الجار غير اللطيف بأسراب الحجل، دون رقيب أو حسيب، ولتوفير بضعة شواقل بدل شراء الدجاج.

(5)
اضطراب

شهدت نهاية تموز الماضي حالة عدم استقرار جوي، وسط بلاد الشام النازفة. فقد أدى سقوط الأمطار غير المعتاد، وفق الأرصاد الجوية، إلى تشكل سيول في بعض المناطق، وذلك بعد موجة  حر.
المتابع للطقس يلاحظ التطرف الواضح في درجات الحرارة، وارتفاعها أحياناً عشر درجات عن معدلها السنوي العام، وما يرافق ذلك من جفاف ورطوبة.

(6)
انقلاب

أدى الارتفاع في درجات الحرارة، ومصادفة ذلك مع شهر الصوم إلى تشكل ظواهر جديدة في صفوف المزارعين. يقول محمود حسن عمر لـ( شذرات): اشترينا مصابيح توضع على الرأس، وصرنا نبدأ بالعمل الساعة العاشرة ليلاً، فنقطف محصول الفلفل والكوسا، ونهرب من الحر، ونستمر في ذلك حتى ساعات الصباح.
لا يخفي الراوي، قلقه على النبات أيضاً، الذي لا يستطيع تحمل درجات الحرارة المرتفعة، وسط شح المياه. كما يخشى –كغيره من المزارعين- الزواحف التي قد تتسبب لهم بالأذى خلال عملهم الليلي.

(7)
مهرجانات

تكاثرت المهرجانات الفنية والثقافية الصيف الحالي، وصارت عملية عدها واستذكار مواقعها مسألة ليست هينة. بعضها يرفع شعارات كبيرة، والآخر يدعي أنه الأول والمميز، وثالث تخصصي، وآخر ضروري، وغيره يؤكد على الهوية الوطنية ومقاومة الاحتلال والحصار والجدار.
غير المنطقي في هذه الظاهرة، يتجسد في الكلفة المادية الباهظة لها، وقلة أثرها، وفوضى التكرار والتشابه الذي يرافقها، في وقت نتحدث فيه عن تقشف وضائقة اقتصادية، بجوار وجود هيئات تعنى بالتخطيط الاستراتيجي، وفي ظل أولويات مُلحة كثيرة مؤجلة.

(8)
ألعاب نارية

شنت الهيئات المختصة حملة لملاحقة المتاجرين والمستخدمين للمفرقعات والألعاب النارية، بالتزامن وحادثة ترمسعيا بمحافظة رام الله، التي حولت العرس إلى سبب لإصابة العشرات بجراح؛ بفعل المفرقعات. وقبل أيام من إعلان نتائج الثانوية العامة.
لم تفلح كل القرارات وحملات التفتيش من وضع حد نهائي لهذه الظاهرة، والتي لا تفرق بين ليل ونهار، وتتسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة، ولا تعني غير الإزعاج المٌنظم، وبخاصة في أوقات الليل المتأخر.
قد تكون أحد الحلول الأقصر لمواجهة اللعب بالنار، حظر استيرادها، وفرض غرامات باهظة جداً على من يتعامل بها، وتطبيق ذلك عملياً-دون استثناءات- عندها فقط سنتوقف عن اللعب بالنار، في وضح النهار وظلمة الليل؛ بدعوى الفرح والابتهاج.

(9)
مفردات يوم حار

شوب، جهنم، تكييف، رطوبة، عرق، غبار، حرارة، قيظ، ماء، ظل، انقطاع مياه، صهاريج مياه، تيار كهربائي يتراقص أو ينقطع  طويلاً، سائق سيارة يتباخل في إشعال جهاز التكييف بدعوى تأثيره السلبي على محرك الحافلة، ارتفاع أسعار السجائر والوقود، حرائق بفعل الإهمال، محاولات للهرب من الحر بطرق مختلفة، انقلاب مناخي، تطرف، مثلجات مليئة بالأصباغ، نشرة جوية، موجة حر قادمة، قوارض، وفوق كل هذا شريط إخباري نازف في غير مكان...

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية