مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
أيـــلول 2012 العدد-47
 
Untitled Document  

خلال ورشة نظمتها آفاق البيئة والتنمية
مختصون يطالبون بتحلية مياه البحر تفاديا لحالة التعطيش في قطاع غزة
الصحة: ارتفاع النيترات رفع أعداد المصابين بهشاشة العظام
بلديات الساحل: المطلوب مصادر بديلة لمياه الشرب والتوقف عن استنزاف الخزان
الهيدرولوجيون: مياه الشرب أكثر عرضة للتلوث جراء النقل والتخزين غير السليم
البيئة: التحاليل أكدت ارتفاع نسبة التلوث البيولوجي

سمر شاهين / غزة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

طالب مختصون وأكاديميون في مجال المياه بضرورة إعداد دراسات بحثية لحل المشاكل التى تعاني منها المياه في قطاع غزة، ووضع خطة إستراتيجية للتوعية بضرورة الإرشاد في استهلاك المياه، وتبيان مواصفات المياه الصالحة للشرب بالدرجة الأولى، والعمل على  تفعيل دور المؤسسات الرقابية على محطات التحلية وسيارات النقل وآبار المياه العذبة، وإقامة مشاريع تحلية مياه البحر بالقرب من الشاطئ.  
واجمعوا على ان تحلية مياه البحر هي من ضمن المشاريع الإستراتيجية التي من شأنها أن توفر الجانب الأكبر من احتياجات الغزيين للمياه في ظل شح المياه وصعوبة توفر البدائل.  
وأكد المختصون على ان المياه التى ترد من البلدية هي أفضل وأكثر أمنا من المياه المحلاة، حيث المراقبة المستمرة ووضع مادة الكلور التى تحافظ على سلامتها، مطالبين المواطنين بفحص صهاريج المياه الموجودة في منازلهم بصورة مستمرة وتنظيفها كل ستة أشهر، وان لا تبقى المياه المحلاة والمشتراه لأكثر من عشرة أيام لأنها تفقد صلاحيتها.
وشدد المختصون على ضرورة توعية المواطنين بمخاطر المياه المالحة وكيفية التعامل مع العذبة، وتوفير خانات المياه من "السلستين" بدلاً من الخزانات البلاستيكية لخطورة الأخيرة مع الزمن، والعمل على استخدام مادة الكلور لاسيما الحبيبات الصغيرة منها للحفاظ على سلامة المياه وصلاحيتها للشرب دون إحداث أي خطورة على صحة المواطنين.
ودعوا أصحاب محطات التحلية، إلى تطهير خراطيم مياه الشرب بشكل مستمر، وتخصيص سيارات جديدة لنقل المياه العذبة إلى مواطني القطاع للحد من نسبة تلوثها، كما دعوا المؤسسات الرسمية إلى فحص العينات بصورة مستمرة.
وطالبوا بنقل مشاريع تحلية المياه إلى شاطئ البحر، وتأسيس مركز لتوحيد البيانات حول المياه لاسيما وأن الأرقام متضاربة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها مركز العمل التنموي / معا– من خلال مجلة آفاق البيئة والتنمية- بعنوان المياه المحلاة ومخاطرها الصحية والبيئية، بحضور عدد من المختصين وممثلي المؤسسات الأهلية والحكومية ذات العلاقة ووسائل الإعلام وذلك في مطعم المارنا هاووس بغزة.
ورحب المهندس ماجد حمادة من مركز معا في مستهل الورشة بالمشاركين، وأكد على أنها تأتي انطلاقا من أهمية مناقشة مسألة المياه في القطاع والمشاكل التي تعاني منها، مع ازدياد سيارات بيع المياه المحلاة والتذمر من قبل المواطنين لعدم تمتعها بمواصفات صحية سليمة.
ولفت إلى أن مجلة آفاق تشكل منبراً إعلاميا مختصاً بالشأن البيئي ولا تتورع عن فتح ومناقشة كافة الملفات ذات العلاقة بالجانب البيئي.
وطرح على المشاركين مجموعة من التساؤلات حول المياه وواقعها في غزة ومدى صلاحيتها للشرب معلناً بدء انطلاق الورشة.

استراحة الإفطار التي تخللت ندوة المياه المحلاة

متابعة مستمرة
أكد مدير الرعاية الأولية في وزارة الصحة فؤاد الجماصي، أن ارتفاع نسبة الينترات (الأملاح) في مياه الشرب أدى لزيادة أعداد المصابين بأمراض هشاشة العظام، والأسنان وغيرها في القطاع.
كما أشار إلى أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على متابعة وفحص آبار وشبكات المياه وخزاناتها، ومحطات التحلية المنتشرة على طول السهل الساحلي، للتأكد من سلامة مياه الشرب وصلاحيتها للاستخدام.
وأضاف أن وزارته تمكنت من أخذ 4088 عينة العام الماضي من مياه الشرب من مختلف محافظات المدينة، أظهرت تلوث قرابة 422 عينة منها.
وأوضح أن شبكات المياه المنتشرة في القطاع تحمل قرابة 147 ملوثاً، وذلك حسب فحص تم إجراؤه على شبكات المياه في القطاع، مبينًا أنه تم أخذ 1413 عينة منها.
وأكد مدير الرعاية الأولية، أنه تم إغلاق عددٍ من آبار مياه الشرب ومحطات التحلية نظرًا لشدة ملوحتها ولاحتوائها على ملوثات عدة.

جانب من ندوة المياه المحلاة في غزة

تلوث بيولوجي
ودعا ممثل مياه بلديات الساحل عمر شتات إلى البحث عن مصادر بديلة لمياه الشرب والتوقف عن استنزاف مياه الخزان الجوفي، والعمل على استيرادها من الخارج أو التوجه لتحلية مياه البحر.
وعزى شتات، ارتفاع ملوحة المياه لاستنزاف مياه الخزان الجوفي، وزحف مياه البحر إلى الآبار العذبة، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة النترات في بعض المناطق التي وصلت لقرابة 500 ملغم / لتر؛ أي أكثر بعشر مرات من معايير صلاحية مياه الشرب حسب منظمة الصحة العالمية، إلى جانب استخدام السماد والمبيدات الكيميائية في الزراعة.
وشدد على ضرورة تحلية مياه الآبار الواقعة شرق مدينة غزة والبريج نظرًا لانخفاض نسبة ملوحتها، لافتًا إلى أن تحلية كوب المياه الواحد من مياه البحر يحتاج لقرابة خمسة شواكل، إلى جانب ضرورة توفر التيار الكهربائي على مدار الساعة لتتمكن المحطات من العمل بشكل سليم.
ودعا لخلط المياه المحلاة بالمالحة وإيصالها لمواطني القطاع عبر أنابيب ناقلة من شمال القطاع إلى جنوبه، وتخصيص عدد من الأراضي في المناطق القريبة من البحر لإنشاء محطات التحلية فيها.
ولفت إلى ضرورة التنبه من النسب الكبيرة من فاقد المياه بسبب اهتراء شبكات المياه، إضافة إلى الوصلات غير القانونية التى يمتلكها المواطنون، مؤكدا على ضرورة وضع خطوط شبكات جديدة من أجل الحفاظ على المياه
وقال: "نحن بحاجة إلى وضع خطط تتلاءم واحتياجات الناس مع الحفاظ على الخزان الجوفي (...)95% من المواطنين في القطاع متصلين بشبكات المياه التي يستخدمونها لاحتياجات المنزل دون الشرب، حيث يعتمدون على المياه المحلاة  لسد ظمأهم".

التوعية اساس!
من جانبه، بيّن محمد عبد الجواد ممثل سلطة جودة البيئة، أن عدداً من التحاليل التي أجرتها عدد من الجهات المعنية العام الماضي 2011 على مياه الشرب في عدد من مناطق القطاع، أثبتت أن 95% من مياه الشرب في القطاع غير صالحة للشرب، إلى جانب ارتفاع نسب التلوث البيولوجي فيها.
وأشار إلى أن عددا من محطات التحلية التي أنشئت في قطاع غزة في وقت لاحق والمقدر عددها بتسع محطات، تعمل منها ثلاث محطات، وثلاث أخرى بشكل جزئي وبعضها متوقفة.
ولفت إلى أن سلطة جودة البيئة تعمل بشكل مستمر على حماية المياه الجوفية من خلال عقد عدد من الجلسات وورش العمل واللقاءات التوعوية التي تدعو طلبة المدارس وربات المنازل ومواطني القطاع، لعدم الإسراف أو التبذير  في مياه الشرب أو استنزاف خزان المياه الجوفية.

ندوة جودة مياه الشرب المحلاة في غزة

توعية مستمرة
وأشار بشار عاشور من مجموعة الهيدرولوجيين، إلى أن مياه الشرب أكثر عرضة للتلوث جراء النقل أو التخزين غير السليم، لافتًا إلى أنه تم عقد عدد من اللقاءات وورش العمل التوعوية التي تدعو مواطني المدينة لنقل المياه وتخزينها بشكل جيد.
وبين أن آبار مياه الشرب المرخصة في قطاع غزة تبلغ قرابة 204 بئر، لافتًا إلى وجود مئات الآبار غير المرخصة ضمن ما يعرف بالعشوائيات، مشددًا على ضرورة مراقبتها.
ودعا كافة المؤسسات المعنية لتأخذ دورها في توعية مواطني المدينة بمياه الشرب، وإنشاء مركز معلومات مشترك بين الضفة الغربية وقطاع غزة لمعالجة مشكلة المياه بشكل سليم.s

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية