نيسان 2008 العدد (2)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

April 2008 No (2)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب الصورة تتحدث الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

بسبب النهب الإسرائيلي للمياه

على أعتاب الصيف القادم... الأراضي الفلسطينية تنتظر أزمة مياه حادة

 

عزيزة ظاهر

خاص بآفاق البيئة والتنمية

 

مع نهاية كل ربيع في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، تبدأ معاناة جديدة للفلسطينيين حيث يواجهون مع بداية كل صيف أزمة مياه حادة بسبب سيطرة إسرائيل على مصادر المياه الخاصة بأربعة ملايين مواطن في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ولكن الصيف المقبل ستصل أزمة المياه إلى ذروة لم تشهدها من قبل.

ويحمل خبراء ومسئولون فلسطينيون إسرائيل مسؤولية أزمة المياه التي تعاني منها الأراضي الفلسطينية، ويحذرون من تداعيات النقص في المياه. ويلفتون الأنظار إلى أن الحرب القادمة ستكون على المياه بالدرجة الأولى ويدعون المسؤولين إلى إدارة عملية توزيع المياه بطريقة علمية صحيحة.

وقال رئيس سلطة المياه في السلطة الفلسطينية المهندس فضل كعوش:  "إن الاحتلال يصادر 85% من المصادر المائية الفلسطينية الذاتية، حيث تقوم إسرائيل بسرقة المياه الجوفية ومياه الأمطار عن طريق حفر الآبار الارتوازية، وكذلك حفر شبكات امتصاص كبيرة، وذلك منذ بداية الخمسينيات حتى الآن. فسكان الضفة والقطاع لا يحصلون على سوى 15% فقط من المياه المتجددة المقدرة بنحو 600 -670 مليون متر مكعب سنويا". ولفت النظر إلى الطريقة التي تجري فيها عملية استغلال إسرائيل لأكبر حوض مائي جوفي في الضفة (الحوض الغربي) موضحا أن ما يحصل الفلسطينيون عليه من مياه هذا الحوض المقدرة بنحو 340- 370 مليون متر مكعب سنويا لا يتعدى 20 – 25 مليون متر مكعب.وأشار إلى تراجع حصة سكان الضفة والقطاع من المياه بعد إقامة الجدار العنصري الفاصل حيث أصبحت 11 بئراً ارتوازية من تلك التي كان سكان الضفة يستفيدون منها خلف الجدار الآن.    

ونوه كعوش إلى وجود أكثر من 45 بئراً امتصاصياً إسرائيلياً، إضافة إلى قيام الاحتلال بحفر شبكة مياه بما يزيد عن 500 بئر لسحب كل قطرة مياه من الأرض.وأوضح،  أن الفلسطينيين يحق لهم حوالي 750 مليون متر مكعب من المياه، ورغم ذلك لا يضخ لنا إلا حوالي 120 مليون متر مكعب، ونشتري حوالي 40 مليون متر مكعب من شركة مكوروت الإسرائيلية".

نابلس تعاني من عجز مائي كبير

أشار رئيس سلطة المياه الفلسطينية المهندس فضل كعوش أن عدد التجمعات المحرومة من شبكات المياه في الضفة الغربية بلغ 220 تجمعاً يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة و مجموع التجمعات المحرومة من شبكات مياه في محافظة نابلس بلغ 27 تجمعاً وعدد سكانها 70 ألف نسمة ومرد ذلك إلى التحديات الضخمة التي تواجه سلطة المياه في سد الفجوة بين الكمية المتاحة من المياه والكمية المطلوبة حيث بلغ العجز المائي في الضفة الغربية لهذا العام 80 مليون متر مكعب نتيجة لعدم تمكن سلطة المياه من القيام بحفر الآبار المقرر حفرها وفق المخطط التطويري؛ ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى سياسة المماطلة والعرقلة الإسرائيلية في إطار لجنة المياه المشتركة والمرتبطة بالتغيرات السياسية بالإضافة إلى وجود مناطق كبيرة في محافظة نابلس ضمن المنطقة C  الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية لاسيما أن المصادر الإسرائيلية متوفرة فيها.

ولفت كعوش النظر إلى أن أهالي تلك القرى مازالوا يتزودون بالمياه بوسائل تقليدية مثل جمع مياه الأمطار أو شراء المياه بالصهاريج، التي تشكل عبئا اقتصاديا على المواطن الفلسطيني أو التزود بالمياه من الينابيع المجاورة، التي تكون أحيانا ملوثة.

وحول العجز المائي في محافظة نابلس يقول كعوش "إن عدد سكان محافظة نابلس يصل إلى 360 ألف نسمة لديهم عجز مائي قرابة 12 مليون متر مكعب للاستخدام المنزلي لهذا العام و 4 مليون متر مكعب للاستخدام الصناعي، علما أن ما هو متوفر الآن في المحافظة 11 مليون متر مكعب فقط مبينا أن معدل حصة الفرد الواحد من المياه المتاحة للاستخدامات المنزلية وصل في نابلس 85 لتر/لليوم لكل فرد، علما أن الحد الأدنى المقترح من قبل منظمة الصحة العالمية يصل إلى 150 لتراً للفرد في اليوم الواحد.

وشدد م. كعوش على ضرورة اتخاذ عدة خطوات لتقليل العجز المائي في المحافظة منها: توفير الجهود والأموال الكافية لتطوير قطاع المياه والصرف الصحي، بما يضمن توفير كميات مياه كافية وآمنة صحيا ودائمة للسكان الفلسطينيين؛ وهذا التطوير يجب أن يشمل استكمال إعادة تأهيل شبكات توزيع المياه وتخفيض الفارق, حفر آبار جديدة، ومثال ذلك بئر سبسطية التي ساهمت في توفير نسبة مياه جيدة لقرى شمال نابلس؛ وبناء وتوزيع شبكات جديدة، ومثال ذلك شبكة مياه قرى عقربا, ونوه إلى ضرورة توعية المواطن حول أهمية حفر آبار الجمع المنزلية بالإضافة إلى مراقبة جودة المياه ومنع تسرب المياه العادمة إلى المياه الجوفية، وتطبيق عقوبات بحق من يشجعون على سرقة المياه، وركز أيضاً على ضرورة التزام المواطن بتسديد أثمان فواتير المياه حتى تلتزم سلطة المياه بالقيام بمسؤولياتها.

دور البلدية في حل الأزمة

أوضح المهندس عماد المصري رئيس دائرة المياه والصرف الصحي في بلدية نابلس دور الدائرة في توفير المياه النقية الصالحة للشرب في المدينة ومخيماتها الأربع بالإضافة إلى 14 قرية محيطة؛ ويبلغ عدد السكان المخدومين في المياه حوالي 230 ألف شخص، مشيراً إلى أن المياه الجوفية هي مصدر المياه الوحيد لمدينة نابلس ويوجد في المدينة 4 آبار رئيسية و 5 ينابيع ويبلغ طول شبكة المياه 277 كيلومتر ونسبة المخدومين 99% ؛ وأكد على دور الدائرة في الوصول إلى نسبة مستوى منخفض من الفائض 25% كحد متوسط، وتامين مصادر مياه جديدة وتامين خدمات للقرى المجاورة وترشيد استهلاك المياه؛ وأشار إلى المعوقات والتحديات التي تواجه عمل الدائرة وتتمثل في الوضع الاقتصادي الصعب والتمويل الخارجي الذي يتغير مع التغيرات السياسية في المنطقة وشح مصادر المياه وبعد مصادره عن المدينة، حيث تقع ضمن حدود المنطقة C وعدم التزام المواطن بتسديد ما عليه من ديون للبلدية.

بئر دير شرف 3 سيساهم في حل الأزمة

كان مجلس بلدي نابلس قد صادق على أمر المباشرة في إعادة  تأهيل وتشغيل بئر دير شرف 3 الذي تم افتتاحه مؤخرا، وتم تمويله من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي بكلفة 5 ملايين دولار. وأشار المصري إلى أن هذه البئر كان من المفترض أن تقام على أراضي دير شرف وأقيمت على الأراضي الواقعة بين بلدتي برقة وسبسطية.

يقول المصري انه تم إعداد الموقع من حيث إقامة المباني اللازمة وبناء خزان وتركيب مضخات الدفع للمياه والخطوط الناقلة لتزويد مدينة نابلس، وكذلك مضخات لتزويد القرى المحيطة للبئر كقرى برقة واجنسنيا وسبسطية ودير شرف والناقورة ونصف جبيل وعصيرة الشمالية.

وأكد المصري على أن مدينة نابلس لم تحصل على مصدر جديد للمياه منذ عام 1996 نتيجة شح التمويل والمعيقات السياسية والفنية وغيرها من الظروف المحيطة بالمدينة.

ومن ناحيته، بيّن فضل كعوش أن المؤشرات الأولية لبئر دير شرف تشير إلى أن النتائج كانت واعدة وايجابية حيث تصل إنتاجية البئر إلى 300 متر مكعب في الساعة، الأمر الذي سيساعد في تغطية العجز الدائم في مدينة نابلس والقرى المحيطة.

المياه العادمة في نابلس

تعاني مدينة نابلس من أزمة خطيرة بخصوص المياه العادمة ، ففي الجهة الشرقية للمدينة وتحديدا في وادي الساجور المحيط بقرى سالم وعزموط ومنطقة المساكن الشعبية؛ تتدفق المياه العادمة على شكل شلالات إلى مجرى الوادي وتشكل بحيرة من المياه العادمة؛ الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات والقوارض والخنازير البرية والأوبئة خاصة الجلدية والمعوية، كما أن بعض ضعاف النفوس ساهموا بنشر الأمراض من خلال ري المزروعات بمياه المجاري.  وفي هذا السياق يقول امجد جبر مسؤول سلطة جودة البيئة في نابلس:  قام عدد من المزارعين في سهل عسكر بري مزروعاتهم بمياه المجاري والمياه العادمة، وهو ما يشكل مخالفة صريحة للسلامة والصحة العامة والبيئة الفلسطينية، حيث يتسبب استخدام هذه الخضروات بالإصابة بالاسهالات والوباء الكبدي وغيرها من الأمراض، وقد تم تجريف تلك المزروعات بالتنسيق مع محافظة نابلس وشرطة المدينة .

كما تعاني المدينة من نفس المشكلة في المنطقة الغربية وتحديدا في منطقة بيت ايبا، حيث يوجد مجرى مكشوف للمياه العادمة تتدفق إليه المياه من المنازل والمناشير والمصانع وتشكل مكرهة صحية خطيرة.

وحول دور سلطة جودة البيئة يقول جبر:  "نقوم بمتابعة شكاوى المواطنين بخصوص حدوث تلوث بالمياه العادمة أو ري مزروعات بها أو وجود تدفق للمياه العادمة الصناعية، إلى جانب الجهات الأخرى المختصة كالبلدية  كما نقوم بإعطاء الموافقات اللازمة لبناء محطات معالجة أو محطات الصرف الصحي .
وعن دور بلدية نابلس في معالجة المياه العادمة، أوضح المهندس سليمان أبو غوش مسؤول المشاريع الألمانية في البلدية أنهم اتفقوا على تنفيذ إقامة محطتين لتنقية المياه العادمة في المنطقتين الشرقية والغربية للمدينة وقد تم رصد التمويل اللازم لتنفيذ محطة التنقية في المنطقة الغربية؛ وهم بصدد اخذ الموافقة الإسرائيلية على ذلك؛ والهدف من محطات معالجة المياه العادمة هو منع تلوث المياه الجوفية وحماية البيئة وأيضا إمكانية ري المزروعات بها بعد معالجتها . وحول محطة التنقية في المنطقة الشرقية أفاد أبو غوش انه سيبدأ العمل بها بعد الانتهاء من معالجة المياه العادمة في المنطقة الغربية .

مياه نابلس خالية من المعادن الثقيلة

يوجد تسعة مصادر للمياه في محافظة نابلس وأربعة آبار ارتوازية وخمسة ينابيع، بحيث يتم توزيع المياه لكافة المواطنين من تلك المصادر؛ وحول جودة تلك المياه وآلية تعقيمها يقول السيد علي قرقش مراقب تعقيم المياه في بلدية نابلس: "يتم تعقيم المياه بواسطة هيبوكلورايت الصوديوم في عشر محطات لضمان تعقيم جميع المياه. وهذه المحطات هي البادان –خط الفارعة – خزان عين بيت الماء الجديد – نبع عين بيت الماء – خزان عين دفنة – الخزان الجديد – نبع القريون – نبع رأس العين – نبع عين العسل – خزان المجمع التجاري . ويتم الرقابة على نسبة الكلور صباحا ومساءا في جميع محطات الكلورة بحيث يتم اخذ 25 فحص كلور متبقي لضمان نجاعة التعقيم".  ويضيف: "أثبتت الفحوصات أن مياه الآبار الارتوازية تخلو من الملوثات حتى قبل التعقيم، وفي الغالب تكون ملوثة بنسبة بسيطة للغاية في فصل الصيف وتقل في الشتاء وبعد التعقيم تكون خالية تماما".  وأكد قرقش على أن مياه نابلس خالية من المعادن الثقيلة حيث أثبتت الفحوصات أن نسبة تركيز المعادن الثقيلة فيها مثل الكروم ، النحاس ، الرصاص ، النيكل هي صفر . وحول شكاوي المواطنين يقول: "نقوم باستقبال شكاوي المواطنين على جودة المياه ويتم التعامل معها بأقصى سرعة فقد تم استقبال 57 شكوى سنة 2007 ثبت وجود تلوث في 5 شكاوى تم معالجتها بالتعاون مع شعب المياه الأخرى، والتأكد من سلامة المياه بعد الصيانة .

المواطنون : ارتفاع في الأسعار وانقطاعات متكررة

المواطنة تغريد ياسين من بلدة عصيرة الشمالية تقول " إن المياه لا تصلنا كما يجب وأحيانا تنقطع لأكثر من أسبوع في الصيف، وتصلنا بكميات قليلة، الأمر الذي يضطرنا أحيانا إلى شراء المياه .

أما المواطن أبو محمود من نفس البلدة يقول "اضطررنا في الصيف الماضي لشراء عدة صهاريج ماء لغياب المياه لأكثر من أسبوع أحيانا، وعندي مواشي وقد نفذت كمية المياه المتجمعة عندي من الأمطار في البئر المنزلي .

وآخرون تذمروا من ارتفاع سعر الكوب فالمواطن عبد الرحمن حمادنة موظف في الأجهزة الأمنية يقول بأن "فاتورة المياه الشهرية تتجاوز 150 شيكل ومرتبي 1500 شيكل، وسعر الكوب الواحد في عصيرة الشمالية 6 شيكل وطالبنا بتخفيض سعر المياه ولكن دون جدوى".

وحول تعرفة المياه وأسعار التزود أوضح كعوش انه توجد أنظمة متفاوتة لفئات التعرفة، وحسب التحليل للأسعار فان السعر الوسطي للمياه المبيعة (المزودة) يقدر بحوالي 4.5 شيكل للمتر المكعب الواحد.  وسجل التقرير أعلى سعر للمياه للفئة من 21 متر مكعب وحتى 40 متر مكعب بسعر 7.8 شيكل في بلدية نابلس، و5.5 شيكل في بلدية جنين و4.9 شيكل في رام الله والبيرة واقلها في قلقيلية 0.7، شيكل وشيكل واحد لبلدية أريحا، علما أن سعر التزود بالمياه المبيعة من خلال دائرة مياه الضفة الغربية (مصادر ذاتية ومشتراة) يقدر بحوالي 2.5 شيكل للمتر المكعب الواحد وكما اشرنا في البداية بأن 51%من اجمال المياه المنتجة والمشتراة والمزودة تأتي من شركة ميكوروت . وأشار إلى انه سيتم خلال هذا العام إعادة دراسة التعرفة المائية مع البلديات وتحديدا بلدية نابلس .أما عن الانقطاعات المتواصلة أشار المهندس عماد المصري أن نسبتها تزيد بالصيف بسبب انخفاض الكمية المتاحة من المياه بالإضافة الى انخفاض منسوب المياه في الينابيع و الآبار الارتوازية مقارنة مع زيادة الطلب في الصيف الأمر الذي يجعلنا نقلل عدد مرات الضخ الى المنازل وليس قطعها وهنا دعا المصري المواطنين الى ضرورة ترشيد استهلاك المياه وتحديدا في اشهر حزيران وتموز وآب كما وركز على ضرورة وجود آبار للجمع في كل منزل لاستخدامه وقت الحاجة .

أهالي قرى عقربة يتذمرون

تقع بلدة عقربة جنوب شرق نابلس وحتى اليوم مازالت البلدة محرومة من شبكة مياه بالإضافة الى القرى المحيطة. ويقول جودت بني جابر رئيس بلدية عقربة "أن البلدة تعاني من نقص كبير في المياه وهي بحاجة ماسة الى شبكة مياه".  ونوه إلى معاناة أهل البلدة في شراء المياه من خلال الصهاريج حيث يصل سعر 10 كوب إلى 300 شيكل وهناك عائلات تضطر لشراء أكثر من ذلك خاصة المزارعين الأمر الذي يسبب لهم إرهاق مادي كبير في ظل الأوضاع المالية الصعبة.

السيد هاني أبو شهاب يقول " أنا مزارع ونحن بعقربة نعتمد على آبار الجمع التي لاتفي بحاجتنا فنضطر لشراء المياه ونقلها بالصهاريج،  10 كوب ثمنها 300 شيكل ولا تكفينا أسبوعين، كاستخدام منزلي واستخدام زراعي ما يعني أننا بحاجة الى 700 شيكل شهريا للمياه". من جهته المزارع أبو محمود من مجدل بني فاضل يعاني هو الآخر من نفس المشكلة ويقول: "أبنائي متزوجون ويسكنون في بناية واحدة مكونة من خمس شقق وفيها بئر واحدة. مع بداية الصيف يكون قد فرغ من مياه الأمطار فنضطر للشراء، ونحن بحاجة الى 20 كوباً شهريا للاستخدام المنزلي والزراعي، أي 700 شيكل فقط ماء عدا عن المصاريف الأخرى".

وفي نفس السياق تحدث جودت بني جابر عن مشروع قرى عقربة الذي سيزود عقربة وقراها بالمياه من خلال تمديد شبكة مياه سيتم تزويدها من بئر روجيب التي تقدر القدرة الإنتاجية لها ب 250 متراً مكعباً في الساعة وسيبلغ عدد السكان المستفيدين من هذا المشروع حوالي 70 ألف نسمة وقرى عقربة 11 قرية وهي عورتا , اوصرين , يانون , مجدل بني فاضل , دوما، فصرة , جوريش , تلفيت , قريوت ,  جالود عقربة . وأشار الى أن العمل في المشروع متوقف حاليا بسبب إضراب المقاولين احتجاجا على انخفاض قيمة الدولار. من ناحيته نوه المهندس كعوش الى أن العمل في المشروع جار على ما يرام؛ وقد حصلوا على دعم من الصليب الأحمر ومن الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي الذي قدم مبلغ 2 مليون دولار، كما صادق مجلس الوزراء الفلسطيني على قرار بتقديم مبلغ 2 مليون دولار من الحكومة الفلسطينية دعما للمشروع كما ساهم الألمان بمبلغ 5 مليون دولار.  وتوقع كعوش أن العمل بهذا المشروع سينتهي خلال صيف 2008 وستكون قرى عقربة جميعها مزودة بشبكة مياه .

دور المؤسسات الأهلية بسد الفجوة في نقص المياه

الإغاثة الزراعية هي واحدة من المؤسسات تساهم في سد الفجوة في نقص المياه في نابلس.  وحول دور المؤسسة يقول السيد خالد منصور مسؤول العمل الجماهيري في المؤسسة:  " لقد ساهمت الإغاثة في سد الفجوة المائية بمحافظة نابلس من خلال حفر الآبار، حيث قمنا بحفر 400 بئر لجمع مياه الأمطار لأغراض الاستخدام المنزلي والزراعي؛ وذلك في قرى برقة وبزاريا وبيت دجن وبيت فوريك وعصيرة الشمالية وياصيد، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع الحدائق المنزلية، حيث تم إنشاء أكثر من 200 حديقة منزلية وهي مشاريع اقتصادية نستخدم بها آلية الري بالتنقيط".  وحول دور الآبار المنزلية يقول منصور: "آبار الجمع التي نستخدمها نستفيد منها للتوفير على المواطن للاستخدام المنزلي والزراعي، كما يستفيد منها المواطن وقت الانقطاع في الشبكة" . وأشار الى مشروع دوما الذي نفذته الإغاثة حيث اشتمل المشروع على حفر 100 بئر لمياه الشرب يتوزع على 20 بئراً في بلدة دوما، و38 في بلدة قصرة، و20 في أوصرين، و22 في قريوت، بالإضافة إلى 100 حديقة منزلية تضم خزان سعة كوب واحد ومضخة وأنابيب مياه بلاستيكية ولوازمها".

أما مجموعة الهيدرولوجيين فلا يختلف دورها عن دور الإغاثة الزراعية حيث بيّن السيد سامي داوود أن المؤسسة قامت بحفر الآبار المنزلية في قرى نابلس، واستصلاح مياه الباذان والفارعة، بالإضافة إلى صيانة خزانات المياه في بعض القرى.

وأكد داوود على ضرورة توعية المواطن حول أهمية ترشيد استهلاك المياه من خلال إقامة ورش العمل والندوات والمؤتمرات ومن خلال المدارس ووسائل الإعلام.

 للأعلىé

 

 

التعليقات

 
 

البريد الالكتروني: saedah_hassan@hotmail.com

الموضوع: على أعتاب الصيف القادم... الأراضي الفلسطينية تنتظر أزمة مياه حادة

التعليق:

 

لا يوضح لنا التقرير فيما إذا ظاهرة الري بمياه المجاري لا تزال مستمرة في منطقة نابلس، علما بأن في العديد من المناطق الفلسطينية لا تزال هذه الظاهرة تتفاقم، مثل بعض المواقع في مرج ابن عامر، وبعض المزارعين في الخليل، بل وبعض

قرى رام الله! أين وزارة الزراعة الفلسطينية من جرائم التسميم هذه التي تقترف بحق أطفالنا؟  أين أجهزة الأمن الفلسطينية؟  أوليس المكان الطبيعي لآولئك المجرمين هو السجن؟


 

 

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.