"بكانون الأصم، اقعد ببيتك وانطم" أقدم نظام ريّ وتوزيع للمياه في فلسطين الماء في اللغة والأدب نبات قرن الغزال المهدد بالانقراض
 

نيسان 2008 العدد (2)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

April 2008 No (2)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب الصورة تتحدث الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

تراثيات بيئية:


 

 

علـى الحـافـة

"بكانون الأصم، اقعد ببيتك وانطم"

حبيب معلوف - بيروت
رأى البعض في موجة الصقيع التي ضربت لبنان والمنطقة، أنها غير مسبوقة، بينما اعتبرها البعض الآخر من نتائج ظاهرة تغير المناخ العالمي، كما أكد آخرون أنها غير طبيعية...! في الواقع، إن ما تشهده المنطقة من موجات برد وصقيع وانحباس المطر، هو أمر طبيعي في مثل هذه الأيام. ولكن ما تغير فعلا، هو نحن، كوننا لم نعد أناسا طبيعيين. من يراجع «أرشيف المناخ» منذ بدأ التدوين لحالات الطقس في الأرصاد الجوية، يكتشف أن حالات كهذه هي جد طبيعية، ولا شيء استثنائيا، لا بل مرت سنوات، قست الطبيعة أكثر من ذلك على البشر والشجر... والحجر أيضا. لا بل تقول الأمثال الشعبية، التي تعتبر بمثابة مرصد جوي تاريخي أيضاً، في مثل

 هذه الأيام، أي الكوانين، «بين المولود والمعمود بتوقف المي (المياه) عامود»، بسبب الجليد، وشدة الصقيع الذي يجمد المياه كيفما كانت. إلا أن الناس تنسى البرد ما إن ينتهي فصل الشتاء. وكلما عاد الصقيع مع كل سنة، «في أيامه»، يقال إن برد هذه السنة ليس له مثيل! لذلك قيل في شهر أيار، في الشهر الذي تعود فيه الحرارة تدريجيا: «نوار الورد، اقعد بالفي وتذكر أيام البرد». ما لم يعد طبيعيا فعلا، هو الناس وطريقة عيشهم. فغالبية الناس الذين يعيشون في المساكن الشبيهة بعلب الباطون والتي يغلب على غالبيتها في أسس البناء الطابع التجاري وليس اتجاهات الشمس، والذين باتوا يستخدمون أنظمة التكييف والتبريد والتسخين التي يتم تعييرها على درجات حرارة عالية جدا، بشكل مبالغ فيها (30 درجة على سبل المثال)، والتي تفوق كثيرا الحرارة الخارجية، يتأثرون أكثر من غيرهم، بتدني أو ارتفاع درجات الحرارة، وقد تعودت أجسامهم على تلك «الزيادة»، غير الضرورية. كما أن نوعية الغذاء، تؤثر أيضا على برودة الجسم. فهناك بعض الأنواع من الأطعمة التي تزود الإنسان بالطاقة، وهناك بعضها الآخر التي تأخذ الطاقة من الإنسان. وكان على الإنسان أن يبقي على الأطعمة الموسمية، حسب طبيعة النباتات، فلا يأكل في فصل الشتاء، على سبيل المثال، إلا من النباتات التي تنبت في فصل الشتاء. ففي مثل هذه الأيام، يجب الإكثار من الحبوب المجففة والثمار المجففة في الجبال والبرتقال والليمون على الساحل، والمجدرة والخضار الشتوية كالملفوف والقرنبيط على سبيل المثال. والابتعاد عن الخيار والبندورة، ولاسيما تلك التي تنبت الآن تحت الخيم البلاستيكية. ولهذا قيل قديما أيضا «فواكه كانون قرامي مخلوطة بسيكون». أي لا يفترض أن نأكل من ثمار الصيف، إلا إذا كانت مجففة، وخصوصا تلك التي لا تفسد. كما أن الطعام الذي يفرض علينا أن نتناوله بسرعة كالبوظة في الصيف والهمبرغر في الشتاء، لكي لا يفسد، فيجب أن لا نتناوله أبدا. وهكذا لا نفهم الآن هذا الصراخ على إتلاف بعض المحاصيل تحت الخيم بسبب موجة الصقيع. فهذه المنتوجات، ما كان يجب أن تنبت في غير أوانها أصلا! فلماذا نستغرب أن تتلف منتوجات الصيف في فصل الشتاء؟! فالقمح والشعير والثوم والملفوف الذي يفترض أن يزرع في الأماكن الساحلية والقريبة منها، على سبيل المثال، لا تتأثر في مثل هذه الموجات. الطبيعة خلقت للملفوفة طبقات، وللقرنبيط غطاء، تحميها من الصقيع، وإذا أمعن الملاح والبرد في ضربها، فتناول ملفوفة شوهها الصقيع، خير من تناول أي نوع آخر من الخضار غير الموسمية، نمت في ظروف اصطناعية وعلى مخصبات كيميائية، غير طبيعية. والصقيع طبيعي وضروري في كانون، وذلك لكي يؤخر «تحريك الملك»، كما يقال. لأن ارتفاع درجات الحرارة في كانون، مضر جدا بالأشجار المثمرة، التي يمكن أن تدب فيها «الماوية» وتتحرك براعمها، وتزهر في غير أوانها. ولهذا قيل «يا لوز يا مجنون، كيف بتزهر بكانون؟" كما لا نفهم كل هذه الشكوى من انعكاسات الصقيع على حركة الإنسان. من الطبيعي أن ينعكس البرد على نشاط الإنسان وطاقته. والمعروف أن آلاف الكائنات الطبيعية، "تكن" في فصل الشتاء، ولا تتحرك كثيرا، لتوفير الطاقة. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإنسان الذي تنصحه الأمثال الشعبية بأن يهدأ و"يكن" قليلا في كانون بالقول: «بكانون كن ببيتك، ما فيك تروح عند خيتك». و«بكانون الأصم، اقعد ببيتك وانطم». و«بكانون كتر النار بالكانون»...إلخ وكان على الإنسان، انسجاما مع قوانين الطبيعة، أن يغير من دوام عمله في فصل الشتاء، ولاسيما في الأشهر الأربعة بين الكوانين وآذار، وان يغير في ساعته البيولوجية، حسب إيقاع الطبيعة، وليس حسب متطلبات السوق. وهذا الأمر كان يتطلب التقليل من ساعات العمل، إن لناحية التأخر صباحا في الذهاب إلى المدرسة والعمل، أو لناحية العودة باكرا إلى المنزل. وهذا ينطبق بشكل حاسم في الأماكن الجبلية، إذ تفرض الطبيعة نفسها، بسبب الجليد على الطرقات، فيمنع التجول، في الصباح الباكر، وقبل غروب الشمس. ولعل الشعور بالبرد، هو مثل المرض والألم، من أصدقاء الجسم المخلصين الذين ينبهونه بأن هناك أخطاء وسوء معاملة لأجسامنا، ويحثوننا على تصحيح هذه الأخطاء...إلخ وكوب من القمح الكامل المسلوق مع الجوز (أو اللوز أو الصنوبر) والزبيب، لا يشكو من شيء في صباحيات هذه الأيام.

 للأعلىé

بمناسبة يوم المياه العالمي

أقدم نظام ريّ وتوزيع للمياه في فلسطين

 

نادية البطمة

 

اشتهر الرومان بنظامهم المائي فبرعوا في بناء القنوات والجسور والبرك والآبار. وحفظت الحضارة الإسلامية التي تلت هذه التركة الحضارية وزادت عليها، ورافق هذه الآثار التاريخية المعمارية إرثاً، اجتماعياً، وحياتياً، حتى أصبح نمطاً وأسلوباً ثقافيا بقي سائداً، في كافة أنحاء الريف الفلسطيني، أينما توافرت الينابيع والعيون، وأيام كان الفلاح فارس الأرض وسيدها وصاحب الينابيع والعيون ومالكها والحريص على حفظها والعناية بها ورعايتها.

وكان التعاون والترابط وكثير من العادات والتقاليد ضرورة لاستمرار الحياة وحفظ البيئة بالفطرة السليمة ومن أشهر الأماكن التي تعتبر متحفا واقعياً وعلمياً وعملياً حياً لهذه الآثار ومثالاً ونموذجاً لأقدم نظام للريّ وتوزيع عادل للمياه في فلسطين، قرية بتير جنوب غرب مدينة القدس منطقة بيت لحم.  وقد تميزت قرية بتير عن سواها من القرى بان حظيت منذ وقت مبكر في القرن الماضي برعاية احد أبنائها، رائد التنمية المجتمعية والعمل التطوعي في فلسطين والوطن العربي المرحوم حسن مصطفى الذي قاد عملية النهوض بالمجتمع المحلي في قريته وقرى المنطقة (حوسان، ونحالين، وادي فوكين، والخضر)، حيث طور مفهوم "العونة" كعادة سائدة في المجتمع الفلاحي والزراعي بين الأفراد والعائلات إلى "العونة" من أجل المصلحة العامة. شقت الطرق في الجبال الوعرة والينابيع الأثرية وسط القرية حيث تم بناء عين "بتير" ومدرجاتها على شكل يليق بالنبع الكريم في الحجر الأحمر المسمسم والأحواض الرخامية، ورممت القنوات والجسر الأثري الذي يحمل القناة التي تصب في البركة.  وبتجدد هذه الآثار العامة تجدد نظام الريّ التقليدي المناسب والملائم لجغرافيا الأرض وطبيعتها وملكية الأرض المروية.

ويتلخص هذا النظام بجمع ماء النبع طوال الليل لمدة 12 ساعة في البركة الأثرية، ومنذ الصباح يجري قياس الكمية الكلية بواسطة عود من نبات " السكرون" الأجوف حيث يقصفه مزارع كبير وخبير بحصص أهله وأقاربه في وسط البركة حيث غرست بلاطة صغيرة مربعة،  يوقف عليها عود "السكرون" عمودياً ويقيس الكمية الكلية المتوافرة ثم يضع علامة بعود كعود الثقاب للحد الأعلى للماء، ثم يتولى تقسيم المسافة المبلولة على العود إلى حصص متساوية تسمى "معاديد" بعد حصص العائلة لطول النهار؛ كما يقسم عملية الري على أصحابها إلى فترتين  صباحاً وبعد الظهر ويعكسها في المرة الثانية، فالذي يروي هذا الأسبوع قبل الظهر سيروي الأسبوع القادم بعد الظهر.

 وينطلق الأفراد كل يأخذ دوره بتتابع وترتيب دون نزاع، فهذا له معدود واحد وآخر له اثنان أو ثلاثة حسب ملكية الأرض والماء معاً.....إلخ.

ويحرص الجميع على التعاون حيث يتناوبون المراقبة والضبط لبداية المعدود ونهاية وفتح البركة عند بداية المعدود وإغلاقها عند النهاية، بينما يتولى آخر السير مع الماء الجاري حتى يضمن عدم وجود ما يعيق الجريان في القناة، حتى تصل الموقع وهناك في  ارض الجنان من يقوم بعملية الريّ.

 

والريّ: عبارة عن توزيع الماء في الأحواض المزروعة حتى يروى كل حوض ويوجه الماء إلى الحوض التالي وهكذا حتى تتم عملية الريّ للأرض ضمن الحصة أو المعدود المقدر. وحال انتهاء المعدود تغلق المياه وتوجه لأرض أخرى وساقٍ آخر.

 وتوزع الماء على المزارعين خلال ثمانية أيام كل يوم لعائلة أو حمولة؛ وبذلك تتم عملية الريّ بشكل دوري معروف لديهم لا جدال ولا خلاف فيه.

أمّا بالنسبة لتوزيع الماء على الأرض العالية الموازية للنبع فيتم وفق نظام حركة الشمس والظل، إذ لم تكن هناك ساعات تتحكم في الوقت، حيث كانوا يضعون علامات بالحصى لموقع ضوء الشمس وامتداد وانحسار الظل لصخرة في الموقع أو عمود، وكل مسافة ما بين الحصوة والأخرى هي فترة زمنية لمعدود أو حصة الماء المخصصة للفرد، وإذا ما قاربت  على الانتهاء يعطي إشارة أن معدود سينتهي وسيغلق الماء ليوجه إلى غيره. أما اليوم فيعلمون حسب الساعة فيكون لفلان ¼ ساعة من جريان الماء من الحوض أو نصف ساعة وهكذا.

إن لعين الماء والنبع مكانة مرموقة في الوجدان الشعبي، ومن المعروف أن الحضارة القديمة قامت حول الأنهار، كما أن الصراع كان ولا يزال على موارد الماء ومصادرها. كما شهدت الينابيع وعيون الماء تجمع السكان حولها، لتكوّن القرى القديمة، لأنها عصب الحياة ومصدر الرزق وعنصر رئيسي للتنوع الحيوي، فلا حياة لإنسان أو حيوان أو نبات دون الماء؛ لذا تتركز حركة المجتمع الريفي حول النبع، مما يخلق أنواعا من التفاعل والاحتكاك والسلوك الايجابي، يحمل في طياته أحداثا ومعاني مختلفة.  فالينابيع ملتقى الفرسان والخلان والعشاق وهي أيضا ساحة الصراع على الملكية فإذا ما حصل غزو بين القبائل تكون العيون هي أول وأهم ما يجب السيطرة عليه من قبل الغازي، وأهم وأولى ما يجب حمايته وحفظه من قبل أهلها وأصحابها.

كان السكان يتعاونون بسلاسة ويسر في عمليات صيانة الينابيع والقنوات والبرك، وكذلك تنظيفها من الطحالب والحجارة التي يقل أثرها أمام خطر الحفر الامتصاصية والمياه العادمة، الملوثة لمياه الشرب والتربة والبيئة بشكل عام وهي التي لم يعد بالإمكان السيطرة عليها وللأسف.

وأخيراً، إن الحرص على حفظ الآثار وترميمها يساهم في تنمية المجتمع وازدهار البيئة وحفظ الثقافة، وتطوير المشهد السياحي.

وظلت بتير القرية النموذجية في الوطن العربي بجدارة، وبشهادة وتقييم منظمة اليونسكو، وبشهادة  جامعة الدول العربية التي طلبت المساعدة في وضع برامج التنمية للدارسين منذ الخمسينيات، فأصبحت بتير محجاً للطلاب والدارسين في مجال البيئة والتنمية، متفوقة ومتميزة بنوعية وثقافة المرأة وتعليمها وتربيتها ومشاركتها في العمل البيئي والتنموي.  

 

هذه القصيدة للشاعر المرحوم اسكندر الخوري البيتجالي، تغنى بها في مهرجان شعبي احتفالي بمناسبة انجاز العمل التنموي وبناء العين وشق الشارع الذي ربط بتير بمدينة بيت لحم بعد النكبة مباشرةً

عين بتير

 

يا عين بتير هاتي

من ثغرك العذب جرعة

يحلو لثغري رضاب

يسيل من فيك روعة

إذا الثغور تلاقت

فيها تعلة قلبٍ  

سالت من العين دمعة

يذوب شوقا ولوعة

هاتيه عذباً رحيقاً

من ثغرِ أكرم نبعة

 

 للأعلىé

 

 

الماء في اللغة والأدب

 

علي خليل حمد

الماء رمز الحياة

تحمل العبارات البلاغية التي ترد فيها كلمة الماء في اللغة العربية معاني إيجابية تدل على الحيوية، مثل: "ماء الشباب" أي نضارته؛ و "ماء الوجه" أي نضارته،كما تعني الحياء؛ و "ماء الحياة" أي الخمر، وقد تعني في الأساطير والحكايات الشعبية الماء الذي ينضح به الميت فيعود إلى الحياة. 

وفي هذا السياق،ترد عبارة "ماء السماء" التي تشير إلى المرأة الجميلة، وتدل بوجه خاص على أم النعمان بن المنذر، الملك العربي الذي تنسب إليه شقائق النعمان، أو "النعماني"؛ ولعلّ الكلمة الأجنبية Anemone التي ترد إلى بنت الريح في الإغريقية – تكون مشتقة من هذا الاسم.

والأصل اللغوي لكلمة ماء هو ماه، ولذلك تجمع كلمة ماء على مياه أو أمواه، وتصغيرها مويه، ولعلّك تدرك من هنا أن الأصل في معنى "موّه"و "تمويه" بمعنى حاول تجميل الشيء يعود إلى إضافة الماء أو وجوده فيه ممّا يسبغ عليه الحسن والجمال.

ليس من المستغرب أن يكون للماء كل هذا الإعزاز في العربية، إذا أخذنا في الحسبان العلاقة العريقة بين اللغة العربية والبادية، التي كان الماء فيها –وليس النفط- أغلى الكنوز وأكرمها منذ القدم.

 

الماء من البداوة إلى الحضارة

 

كان الماء في الجاهلية بؤرة صراع بين قبائل العرب، ويبدو هذا واضحاً جليّاً في قول زهير:

ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه          يهدّم، ومن لا يظلم الناس يُظلمِِ
وقل عمرو بن كلثوم:

ونشرب إن وردنا الماء صفواً          ويشرب غيرنا كدراً وطينا

 

أما في العصر العباسي،عصر الحضارة، فقد أصبح الماء الكدر عاملاً من عوامل تعزيز الصداقة، كما يقول بشار بن برد:

إذا كنت في كلّ الذنوب معاتباً          صديقـــــــك لم تلق الذي لا تعاتبه

إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى     ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه؟

 

فالصداقة التي ينبغي أن تستمر، لا تخلو من الهفوات، مثلما لا يخلو الماء الذي تشربه من بعض الكدر. 

ولعلّ من المفيد أن تلحظ كيف تطورت اللغة فأصبحت المشارب التي كانت تعني مواضع الشرب من الحوض، تدل على الميول والأهواء، كما تطور مفهوم الحوض نفسه فبعد أن كان يدل على مجتمع الماء في عهد البداوة، أصبح يدل على الأراضي المحيطة بالنهر"حوض النهر" أو بالبحر "حوض البحر" في العصور اللاحقة.

 

الماء والبخلاء

روى الجاحظ في كتابه "البخلاء" عدة قصص عن علاقتهم بالماء، منها أن أحدهم حاول أن يسقي حماره ماءً مالحاً فلم يُسغه، وعندئذٍ أخذ يسقيه ماء مالحاً ممزوجاً بماءٍ عذب، ثم اهتدى أخيراً إلى حيلة لطيفة، وهي أن يسقي الحمار بالماء العذب بعد أن يغتسل به أو يغسل خروفاً له به.

 

أليس هذا من باب ترشيد الاستهلاك، أو إعادة الاستعمال بلغة العصر؟

الماء والأمثال

يقال:

"فسّر الماء بالماء"

لمن يكرّر عبارة بشكل مختلف دون أن يضيف لها شيئاً مفيداً.

 

"كالقابض على الماء"

لمن يطلب شيئاً لا يحصل عليه.

 

"الجمع بين الماء والنار"

للشيء المستحيل، كما قال المتنبي:

وما الجمع بين الماء والنار في يدي       بأصعب من أجمع الجّدّ والفهما.

والجد هو الحظّ.

 للأعلىé

 

 

نبات قرن الغزال المهدد بالانقراض

 

 

 د. عثمان شركس

 

الاسم اللاتيني                                                

Cyclamen persicum Miller

الاسم الانجليزي                 

Aleppo cyclamen

العائلة الربيعية    

 Primulaceae

الأسماء العربية المحلية الشائعة: هي كثيرة ومتعددة (قرن الغزال، صابون الراعي، غليون القاضي، كعب الغزال، ركف، حنون زوزو، بخور مريم، زعمطوط، تاج سليمان، منوم الحوت (السمك)، ذنيبة الخاروف، زقوقيا، وسكوكو وزقوقو، جرين الحمام، قرعة سيدي، غليون الواوي، قريعة، جوز الحمام، برج الحمام، خروف أبو علي  وخيزران).

يعتبر نبات قرن الغزال من النباتات المحمية في فلسطين ويمنع اقتلاعها وقطفها. فنبات قرن الغزال من النباتات العشبية الدرنية المعمرة، وتخرج منها الأوراق الخضراء المسننة والمرقطة باللون الأبيض على شكل قلب الإنسان، والأزهار الجميلة الجذابة بلونها الزهري على شكل غليون أو تاج، التي تجذب السكان المحليين إلى قطفها وتجميعها ووضعها في المزهريات داخل البيوت.     

التوزيع الجغرافي:  ينمو نبات قرن الغزال في جبال فلسطين في المناطق الظليلة والغابات وبين الصخور الرطبة الظليلة.

فترة الإزهار:  تمتد من شهر تشرين الثاني حتى شهر نيسان.

استعمالاته:  تستخدم أوراق قرن الغزال (الزعمطوط) في عمل بعض المأكولات الشعبية حيث يوضع فيها بعض الأرز واللحم المفروم وتلف كالأصابع مثل لف ورق الدوالي. وفد زاد الإقبال على استخدام أوراق قرن الغزال بالطبخ مما دفع الكثير من الفلاحين والفلاحات إلى قطف أوراق قرن الغزال بكميات هائلة وبيعها في الأسواق الفلسطينية. الأمر الذي أدى إلى تعرض هذا النبات إلى التهديد بالانقراض وخاصةً لأهمية هذا النبات من الناحية الطبية حيث إن أكل أوراقه المملوءة بالأرز تقوي القدرة الجنسية عند الذكور.

للأعلىé

 

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.