|
|
![]() |
|
||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
أيار 2009 العدد (14) |
مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا |
May 2009 No (14) |
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
مشـــاهد بيئيــــــة:
أطفالنا ...والحفاظ على البيئة سمر شاهين / غزة
رغم كثرة المشاهد البيئية المؤلمة، التي تبين للمواطنين قبل المسؤولين والمختصين ان البيئة الفلسطينية لا سيما في قطاع غزة باتت تقترب من الكارثة إن لم تكن تعيش فعليا في كارثة حقيقية، إلا أن هناك بصيص أمل في الحفاظ على بعض النواحي البيئية التي من شانها ان تؤسس لبيئة فلسطينية سليمة حتى ولو بعد سنوات .
بعض من المؤسسات باتت تنتهج سياسة تربوية تهدف إلى زرع سلوكية ايجابية
لدى اطفالنا من أجل الحفاظ على البيئة ،
الطالب أحمد "14" عاما كان ينظف الشاطئ قبل مغادرتهم المكان بنشاط كبير، وكأنه للتو وصل إلى المكان ويقول لـ"للبيئة والتنمية " التي التقته في المكان:" جميل أن تعيش في بيئة جميلة، ومكان يخلو من المخلفات التي تؤذي العين قبل أن تؤذي البيئة(...) البحر نعمة كبيرة وهو المتنفس الوحيد لنا في غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المشدد. علينا أن نحافظ عليه إذا ما أردنا أن نعيش ونتمتع بجمال الطبيعة ". ويضيف أحمد أنه يعمل برفقة أصدقائه على تنظيف شارعهم كل يوم خميس ليبقى نظيفا كما أنهم يعمدون إلى التحدث مع الأهالى بعدم إلقاء الأوساخ ومخلفات المنازل في الشارع بدون وضغها في أكياس نايلون حفاظا على المكان. ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي مشدد منذ ما يزيد على عامين؛ وقد انعكس بصورة سلبية على كافة مناحي الحياة ومنها البيئة الفلسطينية التي تعاني الكثير خاصة وأن مخلفات القصف الاسرائيلي متراكمة في الأحياء والأزقة، وأنه لا علاج يلوح في الأفق القريب إلا بفتح المعابر وفك الحصار. وتتوالى المشاهد البيئية التي نادينا بها .. فهنا في منطقة الشعبية بحي الدرج عكف مجموعة من المواطنين على إزالة أكوام الركام التي خلفها القصف الإسرائيلي مستخدمين وسائل بدائية وشعارهم بأقل الوسائل سنحافظ على بيئتنا. ويقول أبو محمود حسين الذي تواجد في المكان هذه الركام تؤلم العين كما تصيب الأجساد بالضرر؛ لذا قررنا وبهذه الوسائل في إشارة إلى -عربة كارو يجرها " بغل" وبعض من الأدوات الخاصة بإزالة الركام – سنواصل عملنا إلى أن ننظف المكان ونخفف من الضرر البيئي. وفي وسط مدينة غزة وتحديدا في سوق فراس بات الجميع بلا استثناء يشهد بحيوية المكان واتساعه وتخصيص موقف للسيارات ، كما أن النظافة تعم المكان حيث انتهجت الشرطة في غزة سلوكا جديدا مع المواطنين وأصحاب المحال تحت شعار " بيئة نظيفة تعادل حياة سليمة" حيث يمكن للجميع التسوق واقتناء ما يحتاجه دون الشعور بضيق المكان. ويقول البائع خليل رمضان "36" عاما في البداية كنا مستائين من عملية النظام والقضاء على المخلفات بصورة عاجلة، أما الآن فقد أثبتت التجربة نجاعتها، ولم نعد نشعر بأن ما يحيط بنا كومة من البضائع فحسب بل مجمع من النفايات. ويضيف رمضان وهو من سكان حي الشجاعية شرق عزة وبدأت علامات الارتياح تغزو ملامحه: في الماضي كنا نختنق من الزحمة ولا أحد يجد مكانا لبضائعه، أما اليوم فقد تبدل الحال وبات السوق عنوان للنظافة والنظام معا وأصبح كل منا يحرص على جمال المكان وعلى نظافته. وفي حي الزيتون كان المشهد الأكثر جمالا حيث حرص مجموعة من الأطفال على شراء بعض الشتلات المختلفة لزراعتها في محيط منازلهم؛ ويقول الطفل مصعب "12" عاما لـ"آفاق البيئة والتنمية" التي التقطته في سوق فراس :" سأجمل واشتل ما جرفه الاحتلال فانا في كل نهاية أسبوع أشتري شتلة جديدة وذلك بعد أن اعمل على توفير كافة مصروفي الأسبوعي (...) وهذا العمل أقوم به بصحبة مجموعة من رفاقي منذ أن انتهت الحرب الإسرائيلية التي دمرت كل أشجارنا وحديقتنا الجميلة". ويشير إلى أنه تمكن حتى اللحظة من زراعة ما يزيد على 20شجرة وشتلة مختلفة الأصناف، وأن عائلته سعيدة بإنجازه، وأنه سيواصل ذلك العمل حتى لو لم يتبق له شئ من مصروفه الذي يدخره رغم قلته. |
||||||||||||||||
|
|
|
|
||||||||||||||
|
التعليقات |
||||||||||||||||
|
|
||||||||||||||||
|
الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة. |
||||||||||||||||