شباط 2009 العدد (11)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا

February 2009 No (11)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

شخصية بيئية:

ضحى المصري: تربية بيئية بامتياز

عبد الباسط خلف:

   تدلل جدران المكتب الصغير لضحى المصري ومحتوياته على ملامح شخصيتها البيئية، فهنا ملصقات خضراء وحوض للأسماك، وفي ركن مجاور ما يشبه مختبر تحويل النفايات العضوية لأسمدة.

 تعمل المصري في روضة الفرندز منذ ستة وعشرين عاماً، وتقود فريقا من المعلمات فيها منذ سبع سنوات مننبثقا عن مدرسة عملت منذ عام 1889.

 تروي بهدوء ولغة بعيدة عن الأنا: عملنا منذ ست سنوات في مشروع التوعية البيئية وحماية الطبيعة لأطفال الروضة، وأدخلنا الموضوع في دروس الرياضيات والعلوم واللغة العربية ، وأهم من ذلك كله أننا لا نلقن الصغار تعليماً جافًا، وإنما نترجم كل ما نقوله لممارسات عملية.

 

فريق أخضر

  تقف المصري على رأس فريق  متناغم من المعلمات: سلمى مرعي، ومي جيوسي، وناريمان حصري، وربى ناصر، وإلينا عطا الله، ورنيم خوري، وأنيتا نصر،كنار مردوسيان وكارولين قفة اللواتي يصقلن في كل يوم المزيد من المفاهيم الخضراء.

  قبل أن ينطلق الحوار، تشعل المصري أسطوانة مدمجة، هي لفيلم وثائقي قصير صورته بنفسها، ويتحدث عن تلاميذ الروضة والدروس العملية التي يتلقونها، ويشير إلى تفاصيل كثيرة.

 يجتمع أطفال الروضة الذين لم يختتموا بعد سنتهم الخامسة ، ليستمعوا إلى شرح من المهندس والخبير البيئي سعد داغر وهو يرشدهم إلى أسرار صناعة الأسمدة العضوية من مخلفات الروضة نفسها، ثم يجربوا ذلك بأنفسهم.

 ويتحلق الأطفال في درس العلوم ويطبقون المزيد من الأفكار، كما يظهر الشريط منافسات بيئية تلتهب بين الصغار للحصول على كأس صديق البيئة.

 

الصغار يُعلمون ويتعلمون

توالي المصري:" نشرك الأسرة في  أسلوبنا التربوي، فنرسل عبر التلاميذ جدولاً أسبوعياً يكتب فيه الأهالي عدد ما يلقونه من قمامة، ويصنفون علب الألومنيوم والكرتون المبطن من الداخل بالألومونيوم، والمواد المصنوعة من الحديد وأكياس القصدير والأكواب البلاستيكية والكرتون، ويعيد الأطفال الجدول للروضة، ويشرعون بمساعدة معلماتهم بمقارنة الأعداد التي  كتبتها كل عائلة بواسطة استخدام  مفاهيم رياضية (أكثر وأقل ومساوِ وغيرها)، ويسعون في جداول قادمة لتقليل استخدام المواد غير القابلة للتحلل.

 تتابع: نتيح بهذه الجداول الفرصة للأطفال كي يخرجوا باقتراحات لحل مشكلة تراكم النفايات غير العضوية، كما يتتبعون أساب التلوث التي تحيط ببيئتهم كعوادم السيارات؛ وفي نهاية المطاف، يخطط الصغار لأنشطة تعزز التقليل من استهلاك منتجات تسبب تراكم نفايات غير عضوية، عبر منافسات بين الصفوف المختلفة، ليحظى الفريق الفائز بجائزة وميدالية وكأس تعزز تغيير سلوكهم واتجاهه نحو الحرص على البيئة.

  تخرج ورقة من حاسوبها، وتسرد لنا وبلغة الأطفال أنفسهم ما قدموه من اقتراحات لحل مشكلة تراكم النفايات غير العضوية.

 

اقتراحات كبيرة

 من القائمة الطويلة التي توصل إليها هؤلاء: استخدام أكياس الساندويتشات مرة أخرى، واصطحاب سلة كبيرة عند التسوق؛ لوضع السلع فيها بدلاً من الأكياس البلاستيكية، واستخدام أكياس السلع مرة ثانية للنفايات، واستعمال العبوات البلاستيكية التي تتراكم من وراء العصائر والمياه المعدنية والمشروبات الغازية، لتخزين المخللات والزيتون، وإحضار الساندويشات للروضة في علبة حافظة وليس في أكياس بلاستيك.

 ومما اجترحه الصغار من أساليب، نوردها بلغتهم الأصلية:" لازم نعمل من العلب الحديد  مقالم نزينها ونحط فيها ربطات شعر أو المقصات، أو أشياء أخرى كمان، وبنقدر نزرع في الكراتين أو العلب البلاستكية ورد، ولازم نشرب مية من الحنيفة لأنها نظيفة، أو من البئر وما نشرب من المية اللي في القناني، ولازم ما نحرق الزبالة علشان بتلوث الجو، ولازم نحط المواد العضوية عند الدودة اللي في الروضة علشان بتحلل وبتصير سماد منيح للأرض بخلي التربة منيحة بطلع فيها ورد كبير."

  تصف المصري سلوك الصغار: صار الأولاد يراقبون تحركات أمهاتهم ووالديهم وأفراد أسرهم، ويعلقون عليها، ولا يطلبون من أصحاب البقالة أكياس بلاستيكية، ويرجون أصحاب السيارات التي تحدث دخاناً اسود بإصلاحها كي لا تلوث الجو أكثر فأكثر، ولا يستخدمون في البيت أو عند الأصدقاء أدوات بلاستيكية.

تطلق ابتسامة لطيفة، وتقول: صار أصحاب الحوانيت يعرفون أطفال روضتنا بسرعة، لأنهم لا يطلبون من البائع أكياس لوضع مشترياتهم فيها.

 

جائزة ذهبية

  تخطط اليوم السيدة ضحى وفريقها للإطلاق جائزة الدودة الذهبية لأفضل "كمبوست" (سماد عضوي) يحضره أطفال الروضة، كما أن الصغار يجرون تجارب ويزرعون في السماد الذي ينتجونه.

  تقول المصري: لست خبيرة بيئية، ولا أنظر لنفسي على هذا النحو، غير أنني أصاب بالحزن عندما أشاهد ممارسات خاطئة بحق البيئة، ولهذا أهتم بتعليم الأطفال ممارسات تطبيقية تدافع عن البيئة.

  أبصرت المصري النور في نابلس عام 1959، وتلقت دراستها الثانوية والابتدائية فيها، ثم انتقلت لجامعة بيرزيت ودرست علم الاجتماع، وتخرجت قبل 26 فوجاً، وهي أم لابنتين: رنا، ودانا.

  تطبق السيدة ضحى أفكارها في بيتها قدر المستطاع، وذلك بالتقليل من استخدام الأكياس البلاستيكية وتحويل النفايات العضوية لأسمدة . حتى إنها تخلت عن سيارتها الخاصة، وصارت تستخدم مواصلات عامة، كما أنها تحث بناتها على عدم الإسراف في استخدام السيارة.

للأعلىé

 
 

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.