شهد قطاع غزة حدثًا مميزا مع انطلاق مخيم الابتكار الإنساني، الذي نظمه مركز معا للريادة والابتكار التابع لمركز العمل التنموي- معا. ومن الجدير بالذكر بأن مركز معا للريادة والابتكار يقوم بتنفيذ هذا البرنامج من خلال برنامج تعزيز دور اللاجئين الفلسطينيين في التأثير على مناحي حياتهم" (PART II)، والذي تنفذه GIZ بالنيابة عن الوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)بالتعاون مع شركة خبراء الشام.
اجتمع عشرات الرياديين والرياديات عبر وسائل الاتصال الرقمي، من جنوب غزة إلى شمالها، ضمن أنشطة مخيم الابتكار الإنساني. حيث كان المخيم منصة حيّة للأفكار الريادية القادرة على مواجهة التحديات الإنسانية في غزة، وتحويلها إلى حلول عملية على أرض الواقع.
رحّب السيد جبر قديح – مدير مركز العمل التنموي "معا" في غزة، بالحضور، مؤكدًا أن غزة، رغم ما تمر به من إبادة وحصار وتدمير ممنهج، ما زالت تنبض بالعقول المبدعة القادرة على ابتكار حلول واقعية للتحديات. وأشار إلى أن حجم المشاركة في المخيم كان لافتًا، وهو ما يعكس إصرار الشباب على الاستمرار في الإبداع رغم الظروف القاسية.
أوضح قديح أن هذه المبادرة ليست سوى بداية لمسار طويل لدعم الأفكار الريادية وتحويلها إلى مشاريع تخدم المجتمع وتواجه الأزمات.
واختتم كلمته متمنيًا التوفيق لكل من شارك، وأن تتحول المشاريع الفائزة إلى نماذج ناجحة وقصص ملهمة على المستوى الوطني، مترحمًا على الشهداء، وداعيًا بالشفاء العاجل للجرحى، وبأن تنتهي هذه المعاناة لنرى غزة أفضل وأجمل.
وأعربت المهندسة فداء مرجان – مديرة مركز الريادة والابتكار عن فخرها بعودة أنشطة الريادة في غزة من خلال برنامج الابتكار الإنساني بعد انقطاع فرضته الظروف مؤكدة أنه أول برنامج في القطاع يركّز على الابتكار الإنساني بشكله الحالي. وأعربت عن أملها في نجاح الجهود واستمرار دعم الأفكار الفائزة لتكبر وتتوسع وتقدّم خدماتها على نطاق واسع شمال وجنوب القطاع. أكدت ثقتها بأن التعاون والإصرار كفيلان بإثبات أن غزة قادرة، متمنية التوفيق لجميع الفرق، ومشددة على أهمية تنظيم فعاليات كهذه لتأكيد قدرة أبناء غزة على خدمة مجتمعهم بإمكاناتهم وجهودهم الذاتية. واستعرضت مرجان مراحل تنفيذ المشروع بداية من استقبال الطلبات التي تجاوز عددها 2000 طلب ومرورا بالفرز، المقابلات، التدريب ونهاية بمخيم الابتكار الذي هدف لاختيار فكرتين للعمل عليهما أملة بأن تتحول هذه الأفكار لنماذج عملية تساهم في تخفيف الأزمة في قطاع غزة وتفرض حلولا عملية تساعد الناس .
بدروه أكد الدكتور سامي أبو شمالة استشاري المشروع أن مخيم الابتكار الإنساني يمثل تجربة فريدة في مجال الريادة، كونه أول برنامج في فلسطين يركز على الابتكار الإنساني كأداة لمعالجة التحديات الطارئة.
أشار إلى أن الفكرة انطلقت بعد فترة انقطاع لأنشطة الريادة في غزة، في وقت ساد فيه شعور باليأس لدى الرياديين، فجاءت المبادرة لتؤكد أن غزة ما زالت قادرة على إنتاج حلول واقعية تخدم الناس.
وأوضح أنه تم استقبال 2,673 طلب مشاركة، جرى فرزها لاختيار 30 فكرة للمقابلات، ثم 9 مشاريع للتأهل النهائي.
وتلقى المشاركون تدريبًا مكثفًا على مفاهيم الابتكار الإنساني ، ما أسهم في تطوير أفكارهم
وشدد على أن الهدف الرئيسي هو تحقيق أثر إنساني حقيقي يساهم في إعادة بناء غزة وتمكين سكانها من الصمود، مع إمكانية أن يكون للمشاريع عائد اقتصادي منطقي لكن دون أن يطغى على البعد الإنساني.
تم خلال المخيم عرض الأفكار الريادية المشاركة، وفي ختام الحدث جرى الإعلان عن الفائزين، وهم:
§ مشروع جرين روك – سليمان عوض أبو حسنين (قطاع المأوى)
§ مشروع شفاء الطبيعة (خل الخشب) – آمنة محمود عفيفي (قطاع الزراعة)
سيحصل كل مشروع على تمويل لبدء التنفيذ على أرض الواقع، مع التزام الشركاء بدعم هذه المشاريع بالتدريب والتوجيه والتشبيك مع الممولين.

هذا الحدث أكد أن الإبداع والابتكار في غزة ليس ترفًا، بل هو فعل مقاومة وبقاء، ورسالة واضحة بأن العقول قادرة على كسر الحصار وصناعة الأمل وسط الدمار.