ظّم مركز العمل التنموي "معاً"، بالشراكة مع جامعة فلسطين التقنية – خضوري فرع العروب، وبدعم من الجمعية الدنماركية DCA، ورشة عمل تدريبية متخصصة حول إنتاج طحالب السبيرولينا في فلسطين ودمجها ضمن النظام الغذائي الفلسطيني، وذلك ضمن أنشطة مشروعه الريادي:
"استكشاف إمكانيات الإنتاج المحلي والتكيف المناخي للأغذية المستحدثة والمغذية لتحسين التغذية في سياقات الأزمات الممتدة".
جاءت الورشة بحضور مميز من ممثلي وزارة الزراعة، والجمعيات النسوية والزراعية من محافظة الخليل، وأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة كلية الزراعة في جامعة خضوري، بالإضافة إلى طاقم الباحثين العاملين على المشروع.
وافتتحت الورشة مديرة برنامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي في مركز "معاً"، مؤكدة أن هذا المشروع يُجسد توجه المركز في إيجاد حلول غذائية محلية ومستدامة تستجيب لتحديات الأزمات الممتدة التي تواجه المجتمع الفلسطيني، من خلال تحويل البحث العلمي إلى منتجات قابلة للتطبيق والتسويق عبر مركز ريادة الأعمال والابتكار التابع لـ"معاً".
كما أوضحت أن السبيرولينا، كغذاء عالي القيمة، تُعتبر من "الأغذية الخارقة" (Superfoods) لاحتوائها على نسب مرتفعة من البروتينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة، ما يجعلها خيارًا غذائيًا واعدًا لتحسين التغذية خصوصًا في سياقات الطوارئ والفقر الغذائي.
وقدّم الزميل محمد شلالدة عرضًا علميًا شاملاً حول الخصائص البيولوجية والتكاثرية لطحالب السبيرولينا، موضحًا طرق زراعتها في أنظمة مفتوحة ومغلقة، وآليات الحصاد والتجفيف والتحويل إلى منتج غذائي قابل للاستهلاك المحلي، سواء على مستوى الإنتاج المجتمعي أو التجاري.
وأشاد الأستاذ الدكتور تحسين سياعره، مدير فرع العروب في جامعة خضوري، والدكتور عبد الله العمري، رئيس قسم العلوم والتكنولوجيا الزراعية، بالشراكة النوعية مع مركز "معاً"، معتبرين أنها تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون في البحث التطبيقي، تهدف إلى إنشاء وحدة بحث وتطوير ضمن كلية الزراعة في العروب، تُعنى بدعم الباحثين والطلبة في مجالات الأغذية المستدامة.
كما أكدت المهندسة سحر الشعرواي، مديرة محطة العروب الزراعية في وزارة الزراعة، على أهمية هذه المبادرات في تعزيز الإنتاج المحلي كرافعة لتحقيق السيادة الغذائية في فلسطين.
يُذكر أن هذا المشروع يأتي في إطار برنامج البحث والتطوير التابع لمركز ريادة الأعمال والابتكار في مركز العمل التنموي "معًا"، ويُعد نموذجًا عمليًا يُحتذى به في تحويل المعرفة إلى منتجات ذات أثر اجتماعي واقتصادي طويل الأمد، بما يعزز الفكر الريادي ضمن الأطر التنموية، ويرسّخ مفهوم الابتكار في البحث والتطوير لخدمة أولويات المجتمع الفلسطيني.
