جُزءًا من العمل القوي والمستمر لمنظمة "معًا" في مجال المناصرة في منطقة غور الأردن، تم تنظيم جولة سياسية في الغور يوم 5 يناير 2014، استهدفت الصحفيين الفلسطينيين المحليين والدوليين، بما في ذلك ممثلون من قناة الجزيرة، وصحيفة القدس، ومجلة "Egypt Today"، وتلفزيون رؤيا، وغيرهم. كشفت هذه الجولة التي استمرت ليوم كامل للصحفيين عن بعضٍ من أكثر الحقائق حدة عن الحياة تحت الاحتلال المستمر في الغور، وخاصةً العوائق الاستراتيجية التي يفرضها هذا الاحتلال على الحفاظ على الأمن الإنساني الأساسي والتنمية المستدامة للعيش في المنطقة.
صحفي يجري مقابلة مع أحد السكان المحليين حول تجربتها في الحياة في غور الأردن.
بدأت الجولة في المجتمع البدوي الجنوبي في رأس العوجا، حيث تحدث السكان عن الخطط الإسرائيلية الأخيرة لتغيير وضع الأراضي المحيطة بمنازلهم إلى منطقة عسكرية مغلقة. وأشاروا إلى أن هذا التغيير سيعوق بشدة قدرتهم على الوصول إلى أراضيهم للحفاظ على سبل عيشهم وحتى للوصول إلى منازلهم.
اختُتمت الجولة في الجزء الشمالي من غور الأردن، حيث استمع الصحفيون إلى السكان الذين تحدثوا عن تجربتهم العامة تحت الاحتلال، بما في ذلك التهديدات المستمرة لمصادر دخلهم وحتى لحياتهم. في هذا الموقع، التقى المشاركون في الجولة أيضًا بزعماء المجتمع المحلي وممثلي المحافظات للحصول على وجهات نظرهم حول الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في الغور، وسماع "الحقائق على الأرض" التي تنبع من تجاربهم كممثلين لمجالس محلية.
تُعدّ هذه الجولة جزءًا من مجموعة واسعة من الأعمال التوعوية التي تنفذها منظمة "معًا" في غور الأردن. ويكتسب هذا الجانب من عمل المنظمة أهمية خاصة في ضوء أجندة الحكومة الإسرائيلية الأخيرة المعلنة للتصويت على ضم غور الأردن. وعلى الرغم من أن هذا يُعتبر شكلاً رمزيًا من العدوان السياسي (إذ يُعترف بعدم احتمالية تنفيذه فعليًا)، فإن هذا الاستفزاز المستمر يعرض المجتمعات الفلسطينية في غور الأردن لضغوط نفسية واجتماعية واسعة، ويعزز وضعهم الهش كشعب تحت احتلال إسرائيلي كامل. ولذلك، نجحت الجولة في تسليط الضوء على هذه الحقائق للصحفيين، مما جعلهم يدركون الصعوبات المستمرة التي تواجهها مجتمعات الغور - الصعوبات التي تسعى إلى دفعهم للخروج من أراضيهم بشكل كامل.
صحفي يتحدث مع الأطفال المحليين خلال الجولة لاكتساب وجهات نظرهم حول الحياة اليومية في الغور.
