حزيران 2009 العدد (15)

مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا 

June2009 No (15)

 

لماذا "آفاق البيئة والتنمية" ؟

منبر البيئة والتنمية الراصد البيئي

أريد حلا

أصدقاء البيئة

شخصية بيئية

تراثيات بيئية

اصدارات بيئية - تنموية قراءة في كتاب البيئة والتنمية في صور الاتصال بنا الصفحة الرئيسية

 

مشـــاهد بيئيــــــة: 

العقاب والثواب ..إجراء لحماية البيئة

سمر شاهين / غزة

 

يقول المثل الفلسطيني "من برة هالله هالله ومن جوه يعلم الله" مثل طالما رددته النساء قبل الرجال فيما يتعلق بنظافة المنازل من الداخل والخارج.  هنا في أحد أحياء مدينة غزة كنت على موعد مع سلوكيات تبعث على الألم والمرض في حياة المواطنين قبل أن تبعث بالدمار والويلات فيما يتعلق بالبيئة الفلسطينية، المكان من الخارج بدا نظيفا، الكل حريص على ان يكون امام بيته نظيف خال من الأوساخ ولا يهمه ماذا يوجد على باب جاره...حاجتى إلى السؤال عن إحدى العائلات قدرت لي أن اطرق باب منزل جذبتني إليه نظافته من الخارج ..لحظات لتفتح لي الباب طفلة ما إن رايتها حتى تملكني الألم . فالنظافة تكاد تكون شبه معدومة أما الأوساخ التي بدت، ما إن فتح الباب، جعلتني أسأل دون هوادة ما هذا، متناسية أن طرقي للباب كان لشئ آخر.

للوهلة الأولى، رأيت الطفلة تنظر إلي بتعجب وقالت:  "هذه الأوراق وقطع القماش والقمامة وما تم تجميعه من روث الطيور في منزلنا -الحمام والدجاج-  في الليل تقوم أمي بحرقه"، ومن ثم نعمل على تنظيف المكان".

ويبقى السؤال أي نظافة تلك التي تبحث عنها هذه العائلة وهي تكدس القمامة والأوساخ داخل منزلها لتحرقها ليلا والناس نيام، بدلا من أن تضعها في أكياس وتلقى بها في مكب النفايات.

وتأبى المشاهد أن تتوقف.. فغزة تئن الكثير والحصار يزيد من آهاتها، وبيئتها تقاوم ولكن أنى للمقاومة أن تنجو بالبيئة لبر الأمان، وسلوكياتنا الخاطئة تزداد كل يوم وتأبي أن تتوقف ولو ليوم واحد.

المشهد الثاني ... هنا في جباليا ..كان المشهد الأليم "فحمار" ميت ملقى على الطريق والذباب يجد له مستقرا لينقل الأوبئة والأمراض إلى الناس.  المارة، كل يمشي بجواره ويغمض عينيه ويغلق أنفه ويسير وكأن الأمر لا علاقة له به، مشهد يتكرر مرات ومرات وسلوكيات تزداد خطورة؛ لأن السلوك الذي يتبعه الناس، كما رصدت "آفاق البيئة والتنمية"، هو أن يلقى عليه المزيد من القمامة أو يحرق على مرأى من الناس دون توعية بخطورة ذلك.

غادرت المكان والألم يعتصرني والسؤال الذي يطرح نفسه ألن يأتي اليوم الذي يستفيق فيه من يدعون حماية البيئة؟ ألن تقترب منا يوما حملات التوعية الجماهيرية؟ ألن تتخذ إجراءات وقائية للناس وأيضا إجراءت عقابية لكل من يعمل على تلويث البيئة بصورة متعمدة؟

المشهد الثالث..كان الليل يسدل ستاره حينما قررت أنا ووالدتي وشقيقتي أن نجلس قليلا في منتزه الجندي المجهول، في حي الرمال بمدينة غزة..المكان بدا عامرا بشيئين لا ثالث لهما، المواطنين، ولاسيما الأطفال من ناحية، والأوساخ التي عمت المكان من ناحية أخرى.. منظر يبعث على الالم..فلا زاوية نظيفة ولا مكان يخلو من بقايا الطعام والأوراق ومخلفات اللب وغير ذلك الكثير، الناس تلقى على الأرض، ولسان حالها يقول هكذا جرت العادة.

عدنا أدراجنا إلى المنزل وكلنا أمل بأن يأتي اليوم الذي يؤمن فيه الصغير قبل الكبير ماذا يعني أن تعيش في بيئة نظيفة، أن ترى سلوكيات بيئية تنمو مع صغارنا كما ينمو الجسد ..!!

المشهد الرابع... الصباح بدا غريبا، فالأصوات تعم المكان لحظات لأكتشف أن إجازة الصيف قد انطلقت ربما في موعدها، ولكنني شعرت أنها جاءت قبل أوانها، خرجت من منزلي وتوجهت لعملي لأرى ثلة من الأطفال قد بدأوا رحلة الإجازة ولكن اتخذوا من مكبات القمامة طريقا لهم ..أطفال بالأمس فقط كانوا على مقاعد الدراسة ينهلون من العلم ويتعرفون على أضرار التلوث وخطورة عدم الحفاظ على البيئة، والآن يسلكون عكس ما تعلموه داخل أروقة الدراسة.

أحد الأطفال بدا وكأنه يسبح في حاوية القمامة بحثا عن صيد ثمين لا يتعدى قنينة بلاستيك أو قطعة حديد أكلها الصدأ وربما كان صيد آخر..!

المشهد الخامس ...الساعة كانت تقترب من الثانية عشر ظهرا حينما قررت أن أتجول في شارع الوحدة وسط غزة لأرصد بعضا من المشاهد البيئية وأدونها في أوراقي ..هنا بالقرب من ملعب اليرموك يقبع مكب النفايات، مكب عرف قديما وتناقلت وسائل الأعلام الكثير من أخباره، وبأنه سيزول ذات يوم، ولكنه مازال جاثما في المكان، فالروائح تعم المكان رغم أنه محاط بمنتزه غزة المركزي، ومركز القطان للطفل وتقترب منه مجمع المحاكم، كل هذا لم أسع لتدوينه ولكن المنظر بدا غريبا. فهنا يقبع العشرات من البائعين الذين يعملون على البيع في ذلك المكان ..مكان بدا موحشا وأناس يجلسون وكأنهم في صحراء ومارة يهربون من المكان، ويبقى السؤال لماذا نجازف بصحة أولئك الناس وكيف بنا ندفعهم للجلوس هنا دون أن نعمل على حمايتهم من التلوث إذا ما أردنا مواطنا سليما وبيئة خالية من الأمراض والتلوث.

آفاق البيئة والتنمية، وإيمانا منها بأن الإنسان والبيئة أغلى ما نملك، تدعو إلى رفع شعار" فلنتوحد من أجل سلامة أبنائنا وبيئتنا".

ولنا لقاء ..

 للأعلىé

 

 

التعليقات

 
 

 

هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟

 

الاسم:
بريدك الالكتروني:
 
التعليق:

 

 
     
 

 الآراء الواردة في مجلة "آفاق البيئة والتنمية" تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر مركز معا أو المؤسسة الداعمة.