لا يثير في ذكر "الخبيزة" طعم ورقها المطبوخ فقط على الرغم مما فيه من روعة الطعم في الفم، والرائحة ..بل إن للذكر قوة استدعاء ذكريات عزيزة عليّ كعضو في أسرة قروية آثرت في ظروفها الاقتصادية المختلفة الانحياز للورق الأخضر للنباتات البرية!
وبما سيستدعي ذلك أمرا آخر له علاقة بحاضرنا، وبثقافة الاستهلاك، أكانت سلبية أم إيجابية..
نعم تستحق الخبيزة أن أفرد لها إذن مقالا، باعتبار حضورها الأسطوري، وهي التي كانت ليس بعيدا، من نستند عليها في أمننا الغذائي في الربيع!
اعتادت السيدة الوالدة الحاجة شفيقة عبد الله "ام منصور" أن تطبخها، بعد أن كنا نجمع أوراقها من الجبال النظيفة، التي تستقبل ماء المطر فقط. وكنا نجمعها على شكل "ضمة" حزمة، كطريقة جمع الحنون والنرجس..
وفي الطبيخ لها مذاق طيّب، أصاحبها لحم أم لم يصاحبها، وقليلا ما صاحبها، ليس نفورا منها، ولكنه نفور المال الكافي من جيوب معظم القرويين..
وفي الطريق إلى البيت كنا نقضم أوراقها اللذيذة والمحببة للأطفال، لنصبّر معدنا (جمع معدة)، ولربما نتشت منها شاة أو عنزة بضع ورقات!
وفي مرة، صاحبني فيها ابن أختي لمساعدتي في تسميد الأرض وكان طفلا، وحين جاع قبل الانتهاء من العمل، رحت ابحث عن بعض النباتات البرية التي تؤكل سيقانها أو أوراقها الطرية، ومن ضمنها كانت الخبيزة، وقد علمّته، وتركته يسعد يتلك الأوراق..حتى ضرب صفحا عن الجوع..
نسمي الخبيزة، اسما آخر هو البقّيلة، ولعل قرويين آخرين يسمونها البقلة، بدون الياء..
هل كنا نصغّر البقلة بالبقيلة، بضم الباء وفتح القاف وتسكين الياء، وننطقها بلهجتنا بدون فتح وتسكين!
لم يكن هذا ما يحيرني في طفولتي..لقد كان أمرا آخرا!
هو أنني اعتدت كثيرا أن أبحث عما يربط البقيلة بالخبز!
فخبيزة، هي تصغير خبز، فمن أين جاء الخبز للبقيلة أو للبقلة كما يسميها فلاحون آخرون؟
كان السؤال يلحّ عليّ، وكنت أخفف على نفسي من صعوبة السؤال اللغوي حين أجيب باجتهاد عقل طفل بريء، رابطا بين مكونات الخبيزة المطبوخة وبين الخبز؛ فكنت اقول أن تسمية الخبيزة لها علاقة بالخبز، كون الطبخة كانت تحتوي عدة قطع من العجين، والتي كانت تضاف لشوربة الخبيزة، ويبدو أنني استرحت لهذا التفسير، فهذا العجين المطبوخ ما هو غير الخبز!؟
تحليل مكونات "الخبيزة" كان ضروريا للتحليل اللغويّ!
لكنه كان يخف في إلحاحه حتى ليكاد ينتهي ما أن أبدأ بتناول الخبيزة مع خبز الطابون..
قبل أيام طلب مني أن أقول شيئا عن الخبيزة، فتشجعت لكتابة هذا المقال بشكل أوسع، فما أن بدأت أخط أولى الكلمات حتى عادني سؤال الطفل فيّ. عاد السؤال ملحا هذه المرة غير مكتف بتحليل مكونات الخبيزة..فرحت أسأل زملائي، فلم يعرف أكثرهم الجواب!
أفضلهم كان من فسّر تفسيرا ربط فيه بين الرغيف المدور واستدارة ورقة البقيلة- الخبيزة!
ربما يكون صحيحا..!
قلت لنفسي لا تتعب نفسك، ستجد الجواب لدى سيدة في القرية، خمسينية أو ستينية أو سبعينية وهذا أفضل..
ضحكت النسوة قريباتي الجالسات حول كانون النار في بيت العائلة عند أمي، التي ابتسمت كعادتها حينما أعود إليها كمرجع تراثي، وتكرر دوما استغرابها من الأسئلة!
سأكتب عن الخبيزة، فهل من سبب لتسميتها؟ وما علاقة الورق الأخضر بالخبز!؟
نبتة البقيلة حين تترك حتى تزهر وتصنع الحب، فإنه يظهر عليها ثمر يشبه شكل رغيف الخبز..
كانت أعين النسوة تجمع على هذا التفسير..فاكتفيت، أو ربما أردت أن أكتفي..
هل ما زال القرويون يأكلون الخبيزة؟
نعم..لكن أقل كثيرا من السابق، رغم أن سوق الخضار لا يخلو منها طوال أشهر الشتاء والربيع..فلها زبائنها من كبار السن الذين لم يعودوا قادرين على التجوال وتسلق الجبال بحثا عنها...
زمان، كان الناس، النسوة والأولاد بشكل خاص يتنافسون في قطف الخبيزة، وكانوا يعلمون جيدا أماكن انتشارها، ويعرفون الأوقات المناسبة للقطف قبل أن تصبح قاسية...واليوم لا تنافس في البحث عن نبتة الخبيزة، حيث زهد الناس بها حتى في القرى..
ماذا بقي؟
الكثير من النباتات البرية..
وهل استطعنا البقاء وتنمية أسرنا وتعليمها بغيرها؟
من الأعشاب..النباتات البرية!
ثقافة تناول ما في الأرض من خير وصالح للأكل جعل الأجيال السابقة تقدّر الأرض وتحبها كأم وأب، كما خلقت لدينا شعورا بتقدير النعم جميعا، من نباتات برية وخضار عادية معروفة تشتريها من السوق..
وهل تظن أن أسر زمان كانت تتردد على الدكاكين في كل صغيرة وكبيرة، إذن لو كان الأمر كذلك، لما استطعنا التعلم..لقد كنا نوفّر، نتقن ثقافة الاستهلاك الإيجابي..أضف لذلك أساليب حفظ الطعام الني يمكن أن نخصص لها مقالا خاص..
أخبرنا يا محب الخبيزة!
ليست الخبيزة وحدها، إن لها أخوات فاضلات تعاهدن معا على تأمين جزء من مأكلنا..
سأترك صاحبي قليلا، زاهدا بالحوار، مؤثرا السرد كما ينبغي لقرويّ ينشأ على القصص الشعبية والخراريف!
بالأمس أكلت محشي "ورق اللسين والركف"، كان شهيا لم يخلف وعده، لم يتغير طعمه، كما الأرض الرائعة، التي ابتليت بمشهد جدار الفصل العنصري شرقها وشمالها!
وبعد أيام سأهنأ بتناول "العلك"، أما "رجل الحمام" فستكون مكون الأقراص بالزيت،..وكل منطقة في الوطن لها طعامها، هناك ما هو المشترك، وهناك ما هو خاص، حسب تضاريس الأماكن ومناخاتها في فلسطين الكبيرة..وفي هذا العالم الأكبر هناك من يعتاشون مثلنا على أسرار الأرض..
أخوات الخبيزة كثيرات، أكثر من أخوات كان وأخوات إن!
هل أحدث عن الذنبح؟ عن الحلبة والجلثون؟ عن السعيسعة؟ والخس؟ أي نعم خس وأجمل من الخس العادي! هذه كانت بمثابة فواكه نأكلها نيئة..
ولا تنس إن نسيت ملك النباتات البرية الزعتر، الذي صار يزرع كنبات غير بريّ أيضا..
ما أشهى الأرض إذن؟
اللوف هل تعرفه؟ إنه يطبخ طبيخا أو يتم "حوسه" حوسا! كذلك الرجيلة البرية ما ألذها سلطة وطبيخا!
العكوب، لا أظن أن هناك نباتا يضاهيه دسما وطعما..يصعب إقناع من يتناوله أنه لم تضف له شوربة الدجاج أو اللحم!
إننا إذا أردنا استقصاء نبات الأرض البري سيطول أمرنا..إذن ما أردنا بهذا مثلا؟
إنما أردت فقط أن أقول أن هناك لكل زمان مجالا للتكيف..
أعلم أن اليوم غير الأمس، ومن تربى وتغذى على النباتات البرية، غير من كانت له تغذية تناسب الوفرة المالية..وكما استطاعت الأسر أن تبحث بذكاء عن طعامها بين الصخور، ليظل رأسها مرفوعا، فإن هناك في هذا العصر ما يمكن أن نبحث عنه في غير الصخور والجبال..
لنتعلم من أساليب زمان، ليس تقليدها في طبخ النباتات البرية، رغم أن ذلك ما زال قائما ولذيذا لم يتغير طعمه، ولكن بالأحرى لنتعلم من روح الأجداد ذكاء البحث، حولنا، وقتها سنصير أكثر قوة في تأمين لقمة العيش، فإن المائدة التي يكلف إعدادها 100 شيقل والمائدة التي لا تكلف أكثر من 10 شيكل، هما مائدتان، تطعمان، حتى إذا نمّت الأسرة من دخلها ستستطيع إضافة 10 شواقل أخرى وهكذا..
ماذا بقي؟
بقي الإنسان وفكره وذكرياته وحاضره ومستقبله، إذن فليفكّر وليخطط وليتعلم من تجاربه وتجارب الآخرين..في الطعام والشراب واللباس..تلك رحلة ممتعة، ذات قيمة، ولذيذة كطعم الخبيزة..الباقية، رغم ما يكتنف الجبال من غزو همجي لم يعرف يوما معنى الخبيزة! Ytahseen2001@yahoo.com
كانت علا أحمد، وهي طالبة في صفها العاشر بإحدى مدارس رام الله، تتجول في معرض بساتين فلسطين بمركز جبل النجمة للتأهيل. في ركن الجبل الأول تعرفت علا على نباتات وأزهار محلية وأخرى منتشرة في فلسطين. لكنها توقفت كما تقول مطولاً عند زاوية مركز جبل النجمة للتأهيل، وحديقة القيقب حيث عرضت عينات من "الكمبوست" المصنوع من بقايا الأطعمة والمواد العضوية، وكرات البذور. تفيد: هذه المرة الأولى في حياتي التي أشاهد فيها أسمدة عضوية وآمنة، وكرات بذور، وصرت أعرف الكثير من المعلومات عن طريقة صناعتها.
لم تتوقف علا عند هذه النقطة، يوم التاسع عشر من آذار الماضي، لكنها تعمقت لتصف إعجابها بزاوية المجلس المشترك لإدارة النفايات الصلبة، بمحافظة رام الله والبيرة. وفي جناحه شاهدت أقلام حبر جافة مصنوعة من ورق معاد تصنيعه، مثلما رأت أطباق ورق مرت بمراحل تدوير، ولم تعرف طريقها إلى مكبات النفايات العشوائية أو غيرها.
أهداف "خضراء"
بعيدًا عن علا، التي تمنت أن تشاهد نباتات فلسطينية نادرة في المهرجان، وقريباً من جدار حمل ملصقات لبعض الأزهار الوطنية كالحنظل والعرعر والجرجير والعكوب وغيرها، وقف المهندس الزراعي ومنسق المشاريع في مؤسسة جهود للتنمية المجتمعية والريفية رياض نصار ليشرح فكرة التظاهرة الخضراء: واجهنا صعوبات عديدة في عرض النباتات الطبيعية، لكن هدفنا العام تمثل في حماية النباتات البرية والبلدية، وزيادة الوعي بأهميتها، والتعريف بما تتعرض له من انقراض وقلة رعاية.
يُضيف نصّار: "وضعنا تعريفا عاما ببعض النباتات وبخصائصها واستخداماتها الطبية وبمناطق تواجدها، ونجحنا في تقديم نماذج طبيعية لتصنيع "الكمبوست"، وإعادة تدوير الورق، وإنتاج العسل، وصناعة الصابون والشمع، وعرضنا مساعي حماية البذور البلدية من خطر الانقراض".
تقول مسؤولة العلاقات العامة في "جهود" ديانا مخلوف، إن مؤسستها حاولت إطلاق نداء استغاثة لحماية البيئة ونباتاتها، في وقت صرنا نتمنى رؤية نباتات طبيعية عديدة، وصار خطر التصحر يتسلل إلينا.
تشير مسؤولة التوعية المجتمعية في مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة بمحافظة رام الله والبيرة، أحلام الخطيب إلى جهود مؤسستها في إنتاج أقلام رصاص من ورق أُعيد تصنعيه، إضافة لبطاقات كرتونية. مثلما تعرض أكياساً صديقة للبيئة، وتقدم في زاوية جانبية مشاهد للمكبات العشوائية التي تشوه البيئة وتدمر تنوعها الحيوي.
بجانب الخطيب، وقف زائران قادمان من ألمانيا، أعجبتهما فكرة إنتاج قلم حبر صديق للبيئة، وأثنيا عليها، وطلبا الاحتفاظ بعينة منها.
"نضال" نباتي
في صالة داخلية، يقف المهندس صايل عطاونة مدير البنك الوطني للبذور البلدية، وهي الفكرة التي أطلقها اتحاد لجان العمل الزراعي منذ العام 2003، يشرح للزوار عن أهمية البذور وقيمتها وطرق تخزينها وإكثارها.
يروي: "الهدف العام للبنك حماية وحفظ وتوثيق البذور البلدية، التي تعود لأصناف الخضار والحبوب والمحاصيل الحقلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، عبر تجديد وإحياء البذور البلدية والمعرفة التراثية المرتبطة بها، والانتفاع بمصادرها الوراثية النباتية، وتوثيق هذه المصادر باستخدام التكنولوجيا الحيوية. مثلما يعمل البنك كنظام تدعيم يمكن فيه إحياء وإعادة إدخال سلالات مفقودة أو تلك التي على وشك الانقراض، وتساعد على إدارة الجفاف في مستوى المجتمع".
يتابع عطاونة في استعراض آلية العمل العامة للبنك، فيقول: تأتي مهمة تعيين وجمع وانتقاء وخلق آليات لتوفير سلالات بذرية أصلية للمزارعين ولأفراد المجتمع، تليها مسؤولية تحسين السلالات البذرية عن طريق الانتخاب بأسلوب التحسين بالمشاركة، وزيادة كمية البذور وحفظها في عدة مستويات آمنة وتكثيرها، بجوار إدخال معلومات تفصيلية عن كل صنف لقاعدة البيانات تشمل الصفات المظهرية والوراثية.
ويتكون البنك من وحدات الاستقبال، والتجفيف، والتخزين، والإكثار، وقاعدة البيانات، ومختبر بنك البذور، ومختبر الكشف عن الكائنات المعدلة وراثياً.
يكمل عطاونة: نعيش حرب بذور، إذ تمارس الشركات التجارية تخريباً بما تنتجه، وتتعرض الأمهات التقليدية لخطر الانقراض. ويصف البذور البلدية بالأكثر قدرة على تحمل الآفات وظروف الجفاف، وبالمنتجة اقتصادياً.
يُعدد مراحل التعامل مع سلالات البذور البلدية، والتي تمتد في سياق زمني قصير ومتوسط وطويل المدى، تتم خلالها التعامل مع البذور بدرجات حرارة مختلفة تبدأ من 5 درجات مئوية، وصولاً إلى 18 درجة مئوية تحت الصفر، وانتهاء بحفظ البذور في درجة حرارة الغرفة( 24) درجة مئوية.
ينتقل لاستعراض أصناف البذور التي حافظ عليها البنك، و تبلغ نحو 30 صنفًا، وأهمها دوار الشمس، والشمام، والبطيخ، والفقوس، والحمص، والعدس، والملفوف، والكوسا، والباذنجان، والفجل، والبقدونس، والبندورة، والقمح، والشعير، والسمسم، والفاصوليا، والذرة البيضاء والصفراء، واليقطين وغيرها. ويحافظ البنك على رصيد احتياطي يصل لقرابة 30 كغم من بعض الأصناف.
بنك بذور
تدوير الكرتون إلى أقلام حبر
استثمار 1.3 تريليون دولار سنويا في الاقتصاد الأخضر سيولد استقرارا اقتصاديا
خاص بآفاق البيئة والتنمية
استنتج تقرير حديث لخبراء في الأمم المتحدة بأن استثمارات سنوية بقيمة 1.3 تريليون دولار في المجالات الاقتصادية الخضراء ستجلب البركة إلى العالم وتمنحه أيضا، على المدى البعيد، استقرارا اقتصاديا. وتعد هذه أول مرة يحدد فيها مصدر كبير في الأمم المتحدة تقديرا كميا لتلبية احتياجات العالم في المجالات البيئية.
وبالرغم مما يبدو لأول وهلة بأن الحديث يدور عن مبلغ ضخم يقدر بالتريليونات؛ إلا أن المقصود هو استثمار 2% فقط من إجمالي الناتج القومي العالمي في عشرة مجالات رئيسية تعتبر "أساسية". وفي المحصلة، سيحصل العالم على اقتصاد أخضر وكفؤ يستخدم الموارد الطبيعية بحكمة أكبر ويقلص تلوث الهواء. وقُدِّم التقرير، في أواخر شباط الماضي، إلى وزراء مئة دولة اجتمعوا بشكل خاص في نيروبي لدراسته، علما بأنه أُعِد من قبل طاقم خبراء في الاقتصاد الأخضر من الدول الصناعية والنامية؛ بإشراف برنامج الأمم المتحدة لحماية البيئة (UNEP ).
ويشدد معدو التقرير بأن على حكومات العالم أن تلعب دورا مركزيا، من خلال إجراء التغييرات اللازمة في تشريعاتها وسياساتها.
كما ذكر التقرير بأن على دول العالم أن تباشر في استثمار أموال عامة كبيرة في برامج تهدف بشكل أساسي إلى تحقيق رفاهية المواطنين وتحسين جودة حياتهم. وستتيح هذه التوجهات تحقيق التغير المطلوب للتحول إلى مستقبل أكثر اخضرارا واستقرارا.
ووفقا للحسابات الواردة في التقرير، يشير الخبراء إلى ضرورة وضع استثمارات فورية بقيمة 108 مليارات دولار سنويا في الزراعة الخضراء، التي لا تبدد الموارد الطبيعية وتشجع العودة إلى العمل في نطاق الحيازات الزراعية الصغيرة.
وأشار التقرير أيضا إلى ضرورة استثمار 134 مليار دولار سنويا في قطاع الإنشاءات؛ وبخاصة لتحسين كفاءة استهلاك الطاقة. ويجب كذلك، استثمار 110 مليار دولار لتحسين صناعة الأسماك العالمية؛ بما في ذلك تقليص حجم الصيد. كما يجب استثمار 15 مليار دولار سنويا في قطاع الغابات الذي يعد مكونا أساسيا في النضال ضد التغيرات المناخية. وأخيرا، يلزم أيضا استثمار 110 مليار دولار لتحسين الأنظمة المائية في العالم ولمعالجة المياه العادمة؛ مع التركيز بشكل خاص على التدوير ومحطات التنقية.
وبحسب التقرير، فإن اتباع "اقتصاد أخضر" سيولد نموا سنويا إضافيا يتراوح بين خمسة وعشرة بالمائة. أي أنه سيكون أفضل بكثير للعالم من الوضع الاقتصادي الحالي، حيث لا تفعل معظم دول العالم في هذا الاتجاه أي شيء أو أنها تفعل القليل جدا.
مسؤوليتنا تجاه كوكبنا -فيلم وثائقي
الجزء الأول
الجزء الثاني
قصص بيئية بقلم طالبات مدرسة الوردية في القدس المحتلة
الحفاظ على البيئة شيء مفيد وجميل، وهذا ما حاولت طالبات مدرسة راهبات الوردية في القدس، إيصاله للأطفال الآخرين عبر القصص التالية:
البطارية
تأليف: لبنى ادكيدك الصف: السادس
مرة كان هناك بطارية، هذه البطارية قالت: أنا لا أحب أصحابي، لأنهم كلّما انتهوا مني، يرمونني بسلة المهملات، أما عائلة صديقتي البطارية، فعندما لا تعود تعمل، لا يلقيها أصحابها في سلة المهملات، بل يعطونها إلى شركة تعيد صناعتها وثم يشترونها من جديد ، وهذا ما يحصل دائما.
ولكن حين يرميني أصحابي بسلة المهملات، يأخذني عمال النظافة إلى مكان كله تراب، حيث يدفنوني فيه.
ثم بعد فترة، ينزل مني سائل مضر بالتربة، يتغلغل إلى الماء الذي يتجمع أسفل الأرض.
وهكذا ألوث الماء والتراب، اللذان يحتاج النبات إليهما في النمو، لأنهما من العوامل الأساسية لنمو النباتات.
فأنا انصح كل من يشتري بطارية ان يعيد صناعتها أو يشتري بطارية من النوع الذي يشحن بالكهرباء، حيث يستعملها أصحابها لسنوات.
أهمية المياه
إعداد وتأليف : ميار النتشة وملاك حسونة من الصف الرابع رسم: ساجدة حسونة
في يوم من الأيام، عندما كنت أسير في شارع بيتنا، رأيت صديقتي رشا وهي تمسك خرطوم المياه وتغسل سيارة أبيها، وبعد أن غسلتها تركت خرطوم المياه مفتوحاً، فذهبت إليها مسرعة وقلت لها: أغلقي خرطوم المياه، فلا يجب أن تهدري الكثير من الماء.
وقلت لها: فكري إذا انقطعت المياه، فهل نستطيع أن نعيش بدونها؟
فأجابت رشا بسخرية: نعم، نستطيع العيش من دون الماء.
ذهبت إلى البيت حزينة فرأتني أمي وسألتني عن حالي، فأجبتها أن صديقتي رشا تهدر الكثير من الماء، وحين طلبت منها أن تغلق الصنبور لم تسمع نصيحتي.
أجابت أمي: سأشكوها إلى والدتها.
في اليوم التالي، رأيت رشا وأختها تلعبان بخرطوم المياه، فقلت لها: ماذا تفعلين؟ فصرخت في: ابتعدي عنا.
عدت إلى البيت حزينة غضبانة، وقلت ما حدث لأمي فأخذت الهاتف وهاتفت أم رشا ...
وبعد أن انتهت من الحديث الهاتفي، أخبرتني أمي أن أم رشا وعدتها أن تنصح ابنتها عدم اللعب بالماء.
وفعلاً، دخلت أم رشا غرفة ابنتها وقالت لها: إنني منزعجة منك، فقد سمعت انك تهدرين الكثير من المياه. أجابت رشا بأنها تفعل ذلك لأنها تتسلى والماء ليس مهما، فقالت لها أمها: كيف الماء ليس مهماً وهو أساس الحياة ومن دونه نموت! وأكملت: أريدك ان لا تهدري المياه بعد اليوم.
لكن رشا لم تسمع كلام أمها وعادت تهدر المياه.
فكرت والدتها ان تلقتها درساً، فقطعت صباح اليوم التالي الماء عبر إغلاق محبس خزان سطح المنزل، وحين استيقظت رشا وذهبت للحمام، لم تجد مياهاً، فصرخت، وحين سألت أمها، أجابتها أن البلدية قطعت الماء عن البيت، بسبب شكوى عن استهلاكنا المبالغ فيه للمياه.
بكت رشا وقالت: كيف سأذهب إلى المدرسة وأنا أعجز عن غسل وجهي، أو تنظيف أسناني، قالت لها أمها مؤنبة: كان يجب ان تفكري بذلك، قبل ان تهدري المياه.
ذهبت رشا إلى المدرسة وهي خجلة من نفسها، فلم تغسل وجهها أو تسرح شعرها أو تنظف أسنانها، فكان يوما صعبا عليها.
حين عادت إلى المنزل انفجرت في البكاء وبكت في حضن أمها وقالت لها: كم كنت غبية لأنني هدرت المياه، كم كنت مخطئة.
قالت لها أمها: لا تحزني، ان اقتنعت من قلبك فستعود الماء للبيت مجدداً
وفي صباح اليوم التالي عادت المياه، فلم تصدق رشا نفسها، وقالت: شكرا يا الله، أعدك أنني سأقدر نعمتك ولن أهدر المياه بعد اليوم.
ما أجمل البيئة
تأليف ورسم: روزانا غوانمة الصف الرابع
تلبدت السماء بالغيوم السوداء، وعندما شعرت بأنها ثقيلة وتريد ان تمطر مع انه لم يكن موسم المطر، سألت غيماتها السوداء عن السبب وراء تجمعهن، فأجابت إحداهن باستهزاء:
- من الذي قال لك بأننا غيمات مطر، نحن غيمات من دخان المصانع، وقد تم إرسالنا لكي ندمرك وننثر الفوضى في هذا الكون.
خافت السماء من قول غيمة الدخان، وقالت لها أن الله انعم علينا بهذا الكون الجميل لنتمتع به ونحافظ عليه، ولكن للأسف دمر الإنسان الكثير من البيئة الجميلة، عبر انبعاثات دخان المصانع والسيارات والسجائر، والمواد السامة التي لا تتحلل، فنفقت الأسماك في البحار، وهربت الطيور من السماء، وصار الكون فارغاً من معالم الحياة.
وأضافت السماء: ولا تنسي أنك أنت يا غيمة قد جئت من الحرائق التي التهمت غاباتي، وجعلت كثيراً من المساحات صحراء قاحلة، فأنتم من دمرنا وأضاع منا البهجة.
غضبت الغيمات من كلمات السماء ووعدوا بأن يدمروا الطبيعة، وقالت إحداهن: - أصلا الإنسان هو سبب وجودنا لأنه هو من يؤذي الطبيعة ويسبب الحرائق، ولذلك سنؤذيه بأن نلوث الهواء ونجعله يستنشق السموم، فلا يمر عليه وقت حتى يقع طريحا في الفراش.
ضحكت السماء، وقالت غدا سيأتي المطر النقي ويمحي سمومكن من جسدي النظيف، نادت السماء الطيور والغيمات البيضاء الجميلة وأمرتها ان تبقى في السماء ولا تفارقها
غضبت الغيمات السامة وانسحبن بعيدا عن السماء الجميلة الزرقاء، التي امتلأت بزقزقة العصافير وهديل الحمام الأبيض، وقد عاش الجميع في بيئة نظيفة، لم يعد فيها ما يلوث ويؤثر على البيئة وأنشدت السماء الأغنية التالية:
نحن أفراد البيئة
نعيش في أمان
طيورا وحيوانات
يغطينا السلام
فاختفِ يا دخان
وانتشر يا حمام
الموجة الغاضبة
تأليف: هيلدا أبو عيسى وهيلين شماس الصف الخامس
في يوم من الأيام، قامت فتاتان صغيرتان، بنزهة قرب البحيرة
بعد انتهاء النزهة، قامتا بإلقاء القمامة في البحيرة، وفجأة خرجت من البحيرة موجة كبيرة قالت لهما: لماذا تلقيان القمامة في بحيرتي الجميلة، عدوني ان لا تفعلوا ذلك مرة أخرى، ذعرت الفتاتان وهربتا بعيداً.
وفي اليوم التالي طلبت المعلمة من كل مجموعة طلابية، ان تقوم بتجارب علمية للاستفادة منها، فذهب بعض الفتيان إلى نفس البحيرة. وقال أحدهم: لن يرانا أحد إذا القينا بعض المواد في البحيرة، فأوقعوا بعضا منها، ولكن فجأة، خرجت الموجة الغاضبة مرة أخرى، وصرخت بهم، لماذا تفعلون ذلك، لماذا تسممونني؟؟ فهربوا مذعورين.
وفي يوم آخر دعا عمدة القرية أهلها ليقيموا حفلا قرب البحيرة، وخلال الحفل ألقى المحتفلون النفايات في البحيرة، فخرجت الموجة وكانت غاضبة جدا.
فقالت في المرة الأولى رميتم النفايات، والثانية الكيماويات، والآن كل نفايات الحفل، هل هذا مكب نفايات؟ ان لم تغوصوا في وتنظفوني فسوف ابتلعكم جميعاً.
وفعلا قفز غواصون أسفل البحيرة، وأخذوا ينظفونها حتى نظفت تماماً، ومنذ ذلك الحين تعلموا درسا، ولم يعودوا يلقون النفايات وأصبحت البيئة نظيفة.
التعليقات
مجلة افاق البيئة و التنمية
الصفــحة الرئيسيـــة
لماذا آفاق البيئة والتنمية
منبر البيئة والتنمية
الراصد البيئي
مشاهد بيئية
أخبار البيئة والتنمية
أصدقاء البيئة
أريد حلا
مبادرات بيئية
تراثيات بيئية
قراءة في كتاب
سياحة بيئية وأثرية
البيئة والتنمية في صور
أسرة افاق البيئة و التنمية
أعداد سابقة / الارشيف
كُتَابُنا
رسائل القراء
للاشتراك
الاتصال بنا
روابط
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة