لماذا "آفاق البيئة والتنمية"؟
يسعدنا في مركز العمل التنموي / معا أن نبشركم بعودة صدور ملحق البيئة والتنمية، بِحُلَّةٍ جديدة، في هيئة مجلة إلكترونية وورقية شهرية، يتوقع أن تصدر في أول كل شهر.
وكما في الماضي، سنحرص على أن تساهم المجلة (التي أصبح اسمها "آفاق البيئة والتنمية") في رفع مستوى الوعي البيئي – التنموي العلمي والعملي، للقراء والباحثين، والمربين والطلبة والعاملين التنمويين والاجتماعيين، ولصانعي القرار، ومحبي البيئة الفلسطينية والعربية والغيورين على بلدهم.
وتهدف المجلة إلى أن تغدو وسيلة إعلامية فعّالة لنشر المعرفة العلمية البيئية – التنموية، وللتأثير في سياسات وممارسات الناس عموما، والمؤسسات الحكومية والاقتصادية والتنموية والتعليمية والصحية وغيرها، فضلا عن المنظمات غير الحكومية والأهلية والجماهيرية.
وتعالج المجلة العديد من المحاور البيئية الهامة مثل: الطاقة المتجددة وترشيد استهلاك الطاقة، التغيرات المناخية، التنوع الحيوي، تدهور الأراضي، المياه، إدارة النفايات، الكوارث البيئية، وغير ذلك من المسائل البيئية الملحة.
كما تعالج المجلة القضايا والظواهر والمشكلات البيئية الفلسطينية والعربية والعالمية المعاصرة. وسترصد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المعادية للبيئتين الفلسطينية والعربية، علما بأن إسرائيل أصبحت أخطر عامل مدمر للبيئة؛ إذ إن التخريب الإسرائيلي للبيئة وصل إلى ما يمكن تسميته بالإرهاب البيئي، فقد اتخذ التخريب أشكالا متعددة أهمها قصف الطائرات والدبابات والمدفعية للمدن والقرى والمخيمات ذات الكثافة السكانية المرتفعة، وبخاصة في قطاع غزة، وما يخلفه ذلك من أنقاض المباني والمنشآت التي تظل متراكمة فترات طويلة؛ مما يشكل تهديدا جديا للبيئة والصحة العامة، علما بأن بعض هذه المخلفات تحوي مواد خطرة وقاتلة؛ فضلا عن أن مخلفات الطائرات الحربية الإسرائيلية، في الأراضي والتجمعات الفلسطينية، تحوي بعض المكونات المشعة.
يضاف إلى ذلك، الآثار البيئية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصحية الرهيبة لجدار العزل الاستعماري الجاري فرضه قسرا على شعبنا؛ ناهيك عن مصادرة وتجريف وتخريب مساحات واسعة جدا من الأراضي الفلسطينية الخصبة، والمزروعة، واقتلاع أكثر من مليوني شجرة، وتدمير الغطاء النباتي الأخضر، وتلويث المياه الجوفية، ونهب مصادر المياه، وإلقاء نفايات المصانع والمستعمرات الإسرائيلية السائلة والصلبة في أراضي الضفة والقطاع، وإرخاء العنان للانبعاثات الغازية والإشعاعية الإسرائيلية السامة والقاتلة في الأجواء الفلسطينية، وغير ذلك من القائمة السوداء الطويلة للممارسات الإسرائيلية الإرهابية المنظمة ضد الإنسان الفلسطيني وبيئته وأرضه.
وبالرغم من معالجة مجلة "آفاق البيئة والتنمية" لعوامل التدمير البيئي المتعلقة أساسا بالاحتلال ومستعمراته، إلا أنها تعالج أيضا ما يتحمله المجتمع الفلسطيني من قسط هام من المسؤولية عن التدمير البيئي الجاري.
وعَبر هذه المجلة نطمح إلى تأسيس منبر للجدل والحوار المفيدين والمهنيين حول مختلف القضايا البيئية – التنموية؛ وذلك من خلال كشف الواقع البيئي الحالي في فلسطين بخاصة، وفي الوطن العربي بعامة، وتحليله تحليلا علميا نقديا، باتجاه بلورة استراتيجية تنموية "مستدامة"، وصديقة للبيئة.
نأمل أيضا أن تتحول المجلة إلى مصدر للمعلومات والأفكار العملية حول التقنيات والممارسات الملائمة للبيئة والتي يسهل تطبيقها، علما بأن معظم الناس يفتقرون إلى الموارد والتمويل.
ولتحقيق الأهداف الآنفة الذكر، تهتم المجلة بنشر المعلومات حول المبادرات والمشاريع البيئية المميزة والناجحة، الهادفة إلى حل المشاكل البيئية – التنموية، الأمر الذي يتطلب أيضا تعميم الدروس المستفادة من المشاريع والمبادرات البيئية المحلية والعربية والعالمية، فضلا عن تعريف القرّاء بالمشاكل البيئية المحلية والعالمية، وتأثيرها على وطننا، وبالتالي الجهود المبذولة لحلها.
نأمل أن تشكل مجلة "آفاق البيئة والتنمية" وسيلة للتواصل والحوار البناء بين كل الحريصين على الأرض والبيئة والإنسان، وأن تصبح منبرا لنشر وتعميم المعرفة بالقضايا والمشكلات والمشاريع والنشاطات البيئية – التنموية، وهي تفتح أبوابها لإسهام المهتمين بالبيئة من جميع أرجاء الوطن شريطة أن تتميز الكتابة بالموضوعية والمهنية والرصانة العلمية. |