آفاق البيئة والتنمية - وكالات - أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، لأول مرة منذ بداية الحرب، بضخ المياه لإغراق الأنفاق في قطاع غزة بغرض تدميرها.
وقالت هيئة البث العبرية الرسمية: "أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا عن استخدام ضخ المياه لتحييد الأنفاق في قطاع غزة"، وفق التعبير.
وأضافت: "سبقت هذه العملية عملاً مكثفاً، شمل تحليلاً لخصائص التربة ونظام المياه في المنطقة، للتأكد من إمكانية عدم المساس باستخدام المياه الجوفية في المنطقة"، على حد المزاعم.
ولم تذكر الهيئة مكانا ووقتا محددا تم فيه ضخ المياه في الأنفاق، لكن صحيفة "هآرتس" العبرية قالت: "بحسب الجيش، لم يتم ضخ المياه إلا في الأماكن التي تبين أنها مناسبة لذلك، ودون المساس بإمكانية استخدام المياه الجوفية هناك، وتم لهذا الغرض تركيب مضخات وأنابيب في القطاع".
وهذا هو أول تأكيد إسرائيلي رسمي، لما سبق ونشرته وسائل إعلام أجنبية تحدثت عن استخدام الاحتلال المياه لإغراق الأنفاق في غزة، وفق "هآرتس".
والأحد، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن إسرائيل قامت نهاية العام الماضي بتركيب نظام مضخات في شمال قطاع غزة لإغراق الأنفاق بمياه البحر، في إطار عملية أطلق عليها اسم "بحر أتلانتس".
ووقتها، قالت الصحيفة الأمريكية، إنه على الرغم من التحذيرات من أن تنفيذ الخطة قد يعرض البنية التحتية للصرف الصحي والمباني للخطر، وقد يلحق الضرر بخزانات المياه العذبة، قد نفذتها إسرائيل عدة مرات، بل وقامت بتركيب مضخة أخرى في خانيونس جنوبي قطاع غزة مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري.
ووفق مصادر في الإدارة الأمريكية، كانت إسرائيل تأمل في نتائج أخرى للعملية، إلا أنها تبين أنها غير فعالة بما فيه الكفاية بسبب الجدران والحواجز التي منعت تدفق المياه، وفق ما أفادت به "وول ستريت جورنال".
التداعيات البيئية
من جانبه، اعتبر خبير بيئي فلسطيني، أن إغراق إسرائيل أنفاقا للمقاومة في غزة بمياه البحر "سيجعل من القطاع، منطقة غير قابلة للعيش حتى 100 عام".
وقال عبد الرحمن التميمي، مدير مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين (أكبر منظمة غير حكومية تعمل على رصد التلوث بالأراضي الفلسطينية)، للأناضول، إن "الحديث عن إغراق شبكة الأنفاق صعب ولكنه غير مستحيل".
وعن آثار إغراق الأنفاق أوضح أنه "إذا نجحت إسرائيل في مخططها فسيؤدي ذلك إلى كوارث بيئية متعددة أولها تلوث المياه الجوفية الملوثة أصلا، وسيؤدي تراكم الملح إلى قتل التربة بشكل كبير ويتسبب بذوبانها الأمر الذي يؤدي إلى انهيارات في التربة ما يعني هدم آلاف المنازل الفلسطينية في القطاع المكتظ بالسكان".
وأردف التميمي: "إذا تلوثت المياه والتربة فسيصبح الإنسان حبيس التلوث بكل أشكاله من مياه الشرب، ومنتجات زراعية تؤدي إلى آثار بيئية على صحة".
وأكمل: "سيصبح قطاع غزة منطقة طاردة للسكن، وبحاجة إلى نحو 100 عام للتخلص من الآثار البيئية لهذه الحرب".
ولفت إلى أن الحرب المستمرة على غزة لها آثار قاتلة على البيئة، موضحا أن "كثيرا من المعادن الناتجة عن المخلفات الصلبة، والأخرى الناتجة عن القنابل الفوسفورية والقنابل المتفجرة التي تلقيها إسرائيل على القطاع تتحلل وتلتحم مع معادن أخرى لتصبح أكثر خطورة على البيئة والإنسان والمياه في غزة".
وزاد: "كل أنواع الكوارث متوقعة في غزة بسبب تلوث المياه والهواء والتربة بالإضافة إلى تلك الجثث والكميات الكبيرة من المواد المتفجرة التي ألقيت على غزة".
واستطرد الخبير البيئي بالقول إن "غزة تُقتل بيئيا جراء تعرضها للقصف مرات متعددة في العشرين عاما الأخيرة".
وذكر أن "الوضع المائي في قطاع غزة قبل الحرب متدهور، فحوالي 90 بالمئة من مصادر المياه غير صالحة للشرب، والآن الأوضاع أكثر سوءا إذ إن 99 بالمئة من المياه لا تصلح للشرب".