عيد العرش اليهودي "سوكوت" طقوس وعادات
آفاق البيئة والتنمية/
تتنوع الأعياد اليهودية، من حيث طقوسها الغريبة ومدتها ومواعيدها التي تتحدد بناءً على التقويم العبري الذي يسمى أيضًا "التقويم اليهودي".
ويمارس اليهود في هذه الأعياد طقوسًا تبدو غريبة ولا تستند للمنطق، وتمتد إلى مجالات مثل الملبس وتحديد نوع الطعام أو الشراب، وفق المعتقد التوراتي.
ويحتفل اليهود بدءاً من السبت، وعلى مدى الأيام الستة المقبلة بعيد المظلة "سوكوت" المعروف أيضًا بـ"عيد العرش".
وتقام خارج عديد من المنازل "مظلات" تذكارًا لتلك التي سكنوها "بنو إسرائيل" خلال تجوالهم في "تيه سيناء" طوال أربعين سنة بعد خروجهم من مصر الفرعونية، بقيادة نبي الله موسى عليه السلام، وهم في طريقهم إلى أرض فلسطين.
عيد العرش أو المظلات "سوكوت"
عيدٌ يهودي ديني ورد في "التناخ"- كتاب يهودي مقدس- ويأتي في الشهر ذاته بعد "عيد الغفران"، ويرتبط بذكرى سكن اليهود في الخيم وتحت المظلات خلال ضياعهم في سيناء، ونزول المنّ والسلوى.
وهو أحد الأعياد المركزية في اليهودية ويُعرف بالعبرية "سوكوت" أي "المظال" أو "العُرش"، ويُحدد موعده سنويًا وفق التقويم العبري القمري، بحيث كان يجري في نهاية موسم جني الثمار، أي ابتداءً من نهاية شهر أيلول وحتى النصف الثاني من شهر تشرين أوّل (وفق التقويم الميلادي).
ويعد هذا العيد بداية السنة الزراعية الجديدة، ويمتد 8 أيام، بدءًا من يوم 15 من شهر "تشري" حسب التقويم العبري.
والعيد في أصله كنعاني، واحتفل به مزارعو بلاد كنعان، ثم تبناه بنو إسرائيل، كما هو وارد في التوراة، وكان يُطلق عليه اسم "عيد جني الثمار"، حيث كان الفلاح يجني ثمار أرضه ويخزّنها مع النبيذ في مخازنه.
وهناك من يعتقد أنه عيدٌ خاص بالنبيذ، إذ يفرغ الفلاح من جمع العنب وعصره وتخميره، فيما تُشير التقاليد اليهودية المتوارثة أنه لا توجد طقوس خاصة لهذا العيد كما هو الحال مع عيدي الفصح العبري والبواكير "عيد العنصرة لدى اليهود".
وللعيد دلالة لها ارتباط بتبدل الفصول المناخية في فلسطين، حيث انتهاء فصل الصيف وبدء فصل الخريف.
وما يميز هذا العيد، إضافة إلى المظلة، شراء اليهود المتدينين "الأنواع الأربعة" التي أشارت إليها التوراة دون تفسير لماذا يتخذون هذه الأنواع الأربعة من النباتات والثمار، كما يُشير بعضٌ إلى استخدام هذه الأنواع في أغطية "كسوة" المظلة لتقي من حرارة الشمس.
ودرجت العادة في كيان الاحتلال إلى تعطيل المؤسسات والدوائر الرسمية طيلة أسبوع هذا العيد، أو العمل جزئيًا طيلة أيام أسبوع "عيد المظلة"، وذلك لإفساح المجال أمام العمال والموظفين للجلوس في المظال ظهرًا وعصرًا وليلاً مع عائلاتهم تحقيقًا للتوجيهات التوراتية، أما في المدارس والمؤسسات التعليمية فتكون العطلة كاملة.
وتُنظّم في هذا الأسبوع عدّة مهرجانات محلية في المدن والقرى الفلسطينية المحتلة في الفنون المختلفة، يشترك فيها الصغار والكبار، يُعلن عنها مسبقًا وتستقطب عشرات آلاف المشتركين والمشاهدين، وهذا يعني أن عطلة العيد تجاوزت حدودها الدينية إلى تعميق معرفة البلاد ومناطقها ومواقعها وإبراز المبادرات والنشاطات الفنية المتنوعة.
مظاهر وطقوس
يتوقف العمل في اليوم الأول والذي يعد عطلة رسمية وكذلك الأخير من العيد.
تُبنى عريشة من سعف النخل أو غيرها، ويمنع الأكل خارجها، كما يضاء الشمعدان والأنوار على وقع أدعية خاصة.
ويحرص المتدينون اليهود الذين يهتمون بتفاصيل العيد على النوم وأكل كل وجباتهم داخل العريشة في أيام العيد " لهذا السبب يمكن رؤية عرائش خارج المطاعم خلال العيد، حتى يتمكن المتدينون من الأكل في المطعم دون أن ينتهكوا وصية العيد".
وتقدم قرابين نباتية وهي الأترج - تشبه الليمون- والصفصاف، وسعف النخل، والآس، ويحملونها معهم في أثناء توجههم للصلاة، كما يصل سعر ثمرة الأترج الخاصة بالحاخام إلى نحو 7 آلاف دولار.
وفي اليوم الأخير تبدأ صلوات طلب المطر، إذ يدعون الله بهطول المطر ليكون عام خير.
ويعتقد بعض اليهود أن السماء إذا أمطرت في العيد فإن الله ساخط عليهم، لأنهم يضطرون إلى مغادرة العرائش والخيم عند المطر.
ويعد أهم أيام عيد العرش هو الذي يمثل بداية الأيام الوسطية، وهي أيام حج جماعي وفق المعتقد التوراتي، ويحظى بميزة إذا كان بعد سنة (شميتاه) التي تأتي كل 7 سنوات، ويمنع اليهودي فيها من زراعة الأرض لمدة سنة كاملة، ويقتصر المنع على أراضي فلسطين التاريخية فقط.
في هذا العيد، تقام احتفالات في بيوت الكنيس وخارجها، وهي عبارة عن حلقات رقص دائرية يرقص الناس فيها خلال حملهم للتوراة.
وفي اليوم السابع من عيد العرش، يقع يوم (هشوعنا) والذي يذكرهم بطواف الكهنة مع القرابين النباتية حول مذبح الهيكل المزعوم.
المصدر: وكالة صفا