شذرات بيئية وتنموية.. تعليم وتكريم وعنب ورياضة ومعرض كتاب ونظافة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تلميذات فلسطينيات
لا يحظى قطاع التعليم في وطننا بدعم رسمي وشعبي يوازي أهميته الكبرى، والقوانين التربوية رخوة، والمناهج معتلّة، وجزء من المعلمين لا يرغبون بالتدريس، وقسم من الطلبة لا يحبون التعليم، وفريق من أولياء الأمور لا يكترثون، ومخرجات التعليم العالي تقود إلى سوق البطالة، والمجتمع يصفّق لغير المتعلمين.
مجسم تكريمي لعمال النظافة صانعي الجمال في رام الله
تقدير
تتعدّى أزمتنا جزّ رأس مجسم لرجل ينحني لعامل نظافة وسط رام الله بعد مرور أقل من 48 ساعة على الابتهاج به مطلع أيلول، فغالبيتنا يتعامل مع شوارعنا ومدننا ومقدرّاتنا إما باعتبارها مشاعًا مستباحًا، أو ملكية ومزرعة خاصة له ولبطانته، أو جسرًا يوصله إلى حيث يشاء من المجد والمال.
وأصغر دليل أن "سواد تجارنا الأعظم يحتل الأرصفة"، أما أصحاب العقارات الشاهقة فيفضلون عدم إنشاء مواقف للسيارات أسفلها، ويستبيحون الشارع العام.
ولا نجد دربًا واحدًا دون طوفان نفايات، فيما ندمر على نطاق واسع معظم ما تصله أيدينا من أرض زراعية خصبة.
سنظل نُشاهد قطع رؤوس، وحملات شتم وتخوين وتصغير وتكفير لصانعي الجمال وزارعي الورد وأصحاب الفكر وكل من يستخدم عقله، ما لم نتوقف عن الادعاء بأننا أصحاب تفويض ووكالات حصرية من الله لزهق أرواح بريئة، أو قتل أفكار جميلة أو قبيحة.
علينا التوقف أيضًا عن الاعتقاد بأننا نحن محور الكون، والوطن دوننا لا طعم له، فما عادت معزوفة "أننا سادة بحجم البلاد، أو لولانا لتهاوى المشروع الوطني" تصلح للنشر.
أيضًا، كان على بلدية رام الله أن تفكر في مجسم إبداعي أعمق، يكون ابن بيئته، فنحن مثلًا لا نستخدم القبعات على نطاق واسع لنرفعها لعامل نظافة، وفي جزء من هذه الحفاوة كان بإمكاننا أن نمنح البطولة كلها لعامل النظافة بمكافأة مالية ترفع أجوره الزهيدة، وبتغيير رسمي لاسمه.
مطبات أمامك
فوضى
وضع المطبات ليس عملية عشوائية أو مزاجية أو شكلية، الأمر له متطلباته وشروطه الفنية والهندسية، ويحتاج تثبيت إشارات تحذيرية قبله. أحيانًا قد يتسبب المطب بكارثة، خاصة إذا كان دون إشارات واضحة ليلًا ونهارًا، أو لا يلتزم بالمواصفات العالمية.
مهرجان العنب في جنين
مهرجان
عُقد نهاية أغسطس/ آب مهرجان جنين السادس للعنب، وهو حدث مهم لدعم حرّاس الأرض، لكن ننتظر تدخلات أكثر من وزارة الزراعة لحماية الفلاحين ودعمهم وتنميط الأصناف المزروعة، لما نشهده من عشوائية كبيرة في هذا القطاع، تصل حد الفوضى، حيث يُترك المزارع وحيدًا، فأسعار المنتجات باهظة، وتُباع غالبية المنتجات "بسعر الفجل"، أما الأرض فهي تتلاشى بالتدريج وتصبح مقابر إسمنتية ضخمة.
مال
عالم يدفع 850 مليون يورو لعشرة لاعبين "فاقد للأهلية"، تشكل كرة القدم عبودية جديدة، طالما أن الأندية تبيع اللاعبين وتشتريهم، تماماً كما كان أجداد الجاهلية والنخب الاستعمارية البيضاء يفعلون.
بالمناسبة، المبلغ المدفوع للعشرة الكبار يُطعم جياع أفريقيا، ويفوق موازنة حكومات كثيرة، ويمكن أن يساهم في تحقيق خطط الألفية الإنمائية 2030، لكن يا للأسف يبدو أننا اخترنا إفساد المنافسات الرياضية بالمال، وإفراغها من مضمونها، كونها تعد أشهر لعبة تحظى بشعبية، وتحويلها إلى ميدان جديد للاقتصاد وسوء الإدارة والفساد، والإفساد في الأرض.
معرض الكتاب في رام الله
مشاهدات
تزور معرض فلسطين الدولي الثالث عشر للكتاب، وتدوّن مشاهداتك، ومنها أن بعض المعروضات لا تستحق الحبر الذي كُتبت به (كتاب حول لغة الجسد من 139 صفحة، يستخدم فقط خمسة مراجع).
وهناك كتاب يُباع بـ 65 شيقلًا، لم يستخدم صاحبه مرجعًا واحدًا، أما زاوية وكالة "بيت مال القدس الشريف"، رائعة في الصور والكتب وطريقة ترويجها للمدينة الأسيرة، وفي غضون ساعتين من حضورنا، غاب عن جناح "فرسان الحرية" المكلف بالشرح عن الجناح.
والمؤسف أن الزاوية الأكثر ازدحامًا "المطعم والمقهى"، فيما ثمن زجاجة الماء صغيرة الحجم، في المعرض تباع بـ ثلاثة شواقل، أعلى من سعر السوق، وقد سجلنا احتجاجًا على وضع لوحة حروف اللغة العربية تحت أقدام الزائرين لصاحب الركن، لكنه برّر الخطأ، ولم يرفع اللوحة.
بينما تروّج زاوية "البريد الفلسطيني" في مطبوعتها أن الجنية الانتدابي "عملة فلسطينية وطنية"، وكان سماح المعرض لشركات تجارية -لا صلة بينها وبين القراءة- بالترويج لنفسها خطأ قاتلًا.
وأسعار الكتب وفق متابعاتنا ومشاهداتنا مرتفعة، عدا الركن الكويتي، الذي يشجع القراءة، ويبيع إصدارات قيّمة ومترجمة بـخمسة شواقل، وكانت عناوين البيئة شحيحة، والموجود قديم في إصداره.
وناقشنا سريعًا مسؤولًا في وزارة الثقافة حول خطر تراجع عادة القراءة في مجتمعنا، لكنه أكد رضاه عن نسبة المطالعين، وشكّك في إحصاءات "اليونسكو" بشأن هجرتنا للكتاب.
صانعو الجمال
مُبادرة
احتفل العالم بيوم النظافة في 16 أيلول (السبت الثالث من أيلول هذا العام). وانطلق هذا اليوم لأول مرة عام 2008، في إستونيا (شمالي أوروبا)، حين اتحد أكثر من 50 ألف لتنظيف بلادهم كاملة، وجمعوا أكثر من 10 آلاف طن قمامة في خمس ساعات فقط.
وبعدها انطلقت منظمة Let’s Do It الراعية لها، وصار مناسبة توحّد ملايين المتطوعين والحكومات والمنظمات، في 197 دولة وإقليمًا، لمعالجة أزمة النفايات، وللمساعدة في خلق عالم جديد أكثر استدامة.
ووفق المعطيات التي قدمها مركز التعليم البيئي، شارك عام 2018 في هذا اليوم أكثر من 17 مليون متطوع في 157 دولة على امتداد 36 ساعة، وارتفع العدد إلى 21,2 مليون عام 2019.
ومن القصص اللافتة عام 2018، تطوّع مسن عمره 101 عامًا للتنظيف في كوراساو (جزيرة مقابل فنزويلا)، وفي إستونيا خرجت مجموعة من الأمهات يحملن أطفالهن الرضع للتنظيف، وفي اسكتلندا ساعدت جمعية للكلاب مع الحيوانات في تنظيف البيئة، فيما تساهم فيه اليوم 197 دولة، و71 مليون متطوع.
فلسطينيًا، تشير بيانات وزارة الحكم المحلي لعام 2022، إلى أن كمية النفايات الصلبة البلدية في الضفة والقطاع تُقدر بحوالي1,7 مليون طن/ سنة بواقع (1,1 مليون طن في الضفة الغربية و 0,6 مليون طن في قطاع غزة).
أما معدل إنتاج المواطن الفلسطيني من النفايات الصلبة يبلغ حوالي 1 كغم/ يوم، اذ يراوح بين ( 0,93 و2,78 كغم/ يوم) في المناطق الحضرية، وبين (0,73 و 1,14 كغم/ يوم) في المناطق الريفية، فيما يبلغ إنتاج النفايات في مخيمات اللاجئين حوالي 0,72 كغم/ يوم.
النفايات تنتشر في مختلف الأنحاء الفلسطينية