خاص بآفاق البيئة والتنمية

ثلاثون زهرة من محافظتيّ جنين وطوباس والأغوار الشمالية أمضين ثمانية أيام في "مدرسة صيفية إعلامية للصحافيات الصغيرات"، عقدتها وزارة الإعلام بالشراكة مع هيئة التوجيه السياسي والوطني، وبلدية جنين، والغرفة التجارية، ومركز التعليم البيئي "الكنيسة الإنجيلية اللوثرية" في الأردن، والأراضي المقدسة، وجمعية طوباس الخيرية.
واجتمعت المشاركات في قاعة مستطيلة وسط جنين، وتلقينَّ تدريبات نظرية وعملية على مفاهيم إعلامية وبيئية وتنموية، وناقشنَّ قضايا الثورة الرقيمة والذكاء الاصطناعي.

صحافية متدربة
أخبار افتراضية
قدمت كرمل عيسى وميرا الجزرة نشرة إخبارية تنموية افتراضية في استوديوهات الجامعة العربية الأمريكية.
واستهلّتا النشرة: "نحييكم بأجمل تحية، اليوم هو الأول من يناير/ كانون الثاني لعام 2030، وهو الموعد المنتظر منذ سنوات لتحقيق أهداف الألفية الإنمائية، وفي جعبتنا في هذا اليوم المميز كثير من الأخبار السارة".
من العناوين التي اقترحتها الصغيرتان: "القضاء على آخر معاقل الفقر في الوطن العربي والفائض التجاري يحلّق بعيدًا"، و"نهاية زمن الجوع في الوطن العربي والوصول إلى صفر هدر في الموارد الغذائية العربية"، و"مخترعون من 22 دولة عربية ينجحون في قهر السرطان نهائيًا"، و"ارتفاع كبير في معدلات الأمطار في العالم العربي، وتعافي الأنهار والينابيع واتساع رقعة المساحات الخضراء"، و"الإعلان عن وقف نهائي لاستخدام الوقود الأحفوري والوصول إلى 100% طاقة عربية متجددة".
وكذلك من العناوين "تدشين أكبر مصانع للسيارات تعمل بالطاقة الشمسية في 17 دولة عربية"، و"الاحتفال بتدشين 1000 مدينة وبلدة عربية صديقة للبيئة في كل مرافقها"، و"الإعلان عن انتهاء العصر البلاستيكي في الوطن العربي والتحول نحو الإنتاج والاستهلاك المستدامين".
وأيضًا من العناوين: "تأكيدات من قمة المناخ العربية بتراجع مستوى الحرارة بـ 3 درجات في آخر خمس سنوات بسبب وضع نهاية للتغير المناخي والاحتباس الحراري"، و"غرس الشجرة "رقم 8 مليار" في الوطن العربي في احتفال رسمي لمجلس وزراء البيئة العرب، وتراجع الزحف الأصفر".

صحافية صغيرة متدربة في المدرسة الصيفية الإعلامية
وفي نهاية النشرة ختمت كرمل وميرا: "إلى هنا تنتهي عناويننا الافتراضية، ونأمل نحن الصحافياتِ الصغيرات أن نقرأها في الواقع "إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريبًا".
هموم ثقيلة
أعدّت المشاركات في المدرسة لائحة بأهم التحديات البيئية وفق رأيهن، وقد شملت النفايات العشوائية، والمياه العادمة، والزحف العمراني، والجفاف، والتصحر، وشحّ المياه، والتلوث، وحرق الطاقة، والتغير المناخي.
وخطّت دنيا غنام قائمة بعشرين معلومة بيئية، لتعريف الصغيرات إياها، وتضمنت مفاهيم التنوع الحيوي، والإنتاج والاستهلاك المستدامين، والوقود الأحفوري، وغازات الدفيئة، والذبح الأسود، والتلوث البلاستيكي، ومحميات فلسطين، والهزات الأرضية.
وطرحت ألمى عياش سؤالًا على محافظ جنين، الذي استقبل الصغيرات، عن طرق وقف الزحف العمراني على الأراضي الزراعية في مرج ابن عامر.

الصحافيات الصغيرات في المدرسة الصيفية الإعلامية
ومضات خضراء
تناوبت المشاركات على تسجيل ومضات تنموية في إذاعة الجامعة، فقالت روى مساد: "تشكّل جمعية عُمّار الأرض في رام الله أنموذجًا ملهمًا، فهي تختص بإعادة تدوير الورق وجمعه، باعتبارها ممارسة عملية للإنتاج والاستهلاك المستدامين".
وتَلت أماني صوافطة ما يلي: "يتبنّى مركز التعليم البيئي برنامجًا سنويًا لتطوير مهارات الطلبة المتعلقة بشخصياتهم القيادية ومعرفتهم البيئية، ويتابع سلوكياتهم وتطبيق مبادراتهم بإشراف المعلمين في المدارس".
وقرأت لور أبو السباع: "ينشط المبدع أيمن عبد ربه، من سلطة جودة البيئة الفلسطينية، في إنتاج وسائل تعليمية وألعاب من النفايات، إضافة إلى تأسيس حديقة للتدوير".
وقرأت ميرا الجزرة: "تمكنت مبادرة "مئوية مدرسة برقين" من جمع 120 ألف دولار من الخريجين، وأعادتها إلى المدرسة في ذكرى 100 عام على تأسيسها، في جهد تطوعي وتربوي فلسطيني لافت زمن جائحة كوفيد 19."
وذكرت شمس جابر: " أطلق المطران سني إبراهيم عازر، رئيس "الكنيسة اللوثرية" في الأردن والأراضي المقدسة مبادرة "شجرة للحياة" للربط بين الجائحة والتغير المناخي، حول تخليد ذكرى ضحايا كورونا، بزراعة أشجارٍ بأسمائهم.
وتحدثت بيسان صوافطة "نجحت ثلاث مهندسات زراعيات فلسطينيات في إيجاد فرص عمل ذاتية بمشاريع تنموية غير تقليدية، حيث زرعت منى ربايعة توت العلّيق في جنين، وتملك مرام نايفة مزرعة نبات الأوليفيرا في طولكرم، وأنتجت زينة ياسين "شوكولاتة صحية" في مدينتها نابلس".
فيما قالت ميار ضبابا: "استطاعت مجلة "آفاق البيئة والتنمية" منذ صدورها عام 2003 في فلسطين أن تتحول إلى المنصة الأولى من نوعها فلسطينيُا وعربيًا، وتساهم في رفع مستوى الوعي البيئي التنموي العلمي والعملي للقراء والباحثين، والناشطين، ولصانعي القرار، ومحبي البيئة الفلسطينية والعربية".

المتدربات المشاركات في المدرسة الصيفية الإعلامية
جولات وحوارات
تجولّت المشاركات في حديقة التنوع الحيوي، و"محطة طاليثا قومي" لمراقبة الطيور وتحجيلها، ومتحف التاريخ الطبيعي، وكذلك في المعرض البيئي، ومحطة معالجة المياه العادمة.
الباحث ميشيل فرهود عرَّف للزائرات أهمية تحجيل الطيور ومراقبتها، وشاهدن إعادة إطلاقها إلى الطبيعة، واطلعنّ على إرشادات حول أهميتها البيئية، وطرق تجنب تدمير موائلها.
وقدّمت المشرفة التربوية جوان عيّاد إضاءات حول التنوع الحيوي، ونباتات فلسطين الدخيلة والأصيلة، والتحديات البيئية التي تواجه فلسطين، وعرّفت الزائرات بالمحنطّات في متحف التاريخ الطبيعي، الذي يضم أكثر من 2500 عينة تعود إلى عام 1902.
وفتح المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض حوارًا مع المشاركات حول طرق توظيف الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في خدمة قضايا البيئة، والحدّ من تبعات التغير المناخي التي تهدد العالم وفلسطين.
وقال إن دعم المركز للمدرسة الصيفية الإعلامية، ومشاركته في تقديم مضمون بيئي لـعشرة مخيمات للصحافيات الصغيرات في جنين وطوباس منذ عام 2014، يأتي في إطار السعي لإشراك الزهرات في نقل رسائل توعية تروّج لحماية التنوع الحيوي.
وبدوره أشاد عبد الباسط خلف مدير وزارة الإعلام في جنين، بفكرة تعميم المدرسة الصيفية الإعلامية على نطاق عربي في الشتاء القادم، وذلك بالشراكة مع الهيئة العربية للبث الفضائي، من أجل تشجيع الأجيال الفتية على الانخراط عبر الإعلام الاجتماعي في جهود حماية البيئة.

خريجات المدرسة الصيفية الإعلامية للصحافيات الصغيرات
وأشار بشار الجالودي مدير التوجيه السياسي والوطني في جنين إلى أهمية دمج الإعلام والبيئة والثقافة الوطنية في بوتقة واحدة، كونها قضايا مكملة لبعضها البعض، وتساهم في إعداد جيل مدرك لهويته الوطنية، وملّم ببيئته، ويحمي تنوعه الحيوي.
واستعرضت مها دراغمة مديرة جمعية طوباس الخيرية تجربة "الروضة الصديقة للبيئة" التي أطلقها المركز بالشراكة مع الجمعية ووزارة الإعلام عام 2014، وساهمت في نشر الوعي بين عشرة أجيال من خريجيّ الروضة وعائلاتهم.
وثمّن محمود خلوف، المحاضر في الجامعة العربية الأمريكية، الذي شارك في تدريب الزهرات، الجهد الذي يصبّ في الدمج بين الإعلام والبيئة، بما يساهم في صياغة رسالة مؤثرة لصحافيات صغيرات يحملن همومًا كبيرة.
وقدمت الصغيرات نبذة عن المدرسة وبرنامجها، وعرضنّ نشرة إخبارية تنموية افتراضية، استشرفت شكل العالم العربي عام 2030، في حال تحقيق أهداف الألفية الإنمائية السبعة عشر للأمم المتحدة.
كما تجولن في بتيّر، البلدة المدرجة على لائحة التراث الطبيعي لليونسكو، وشاهدن النظام المائي التاريخي فيها، وزرنَّ ساحة المهد وكنيستها ومسجد عمر بن الخطاب، والأسواق القديمة، ووثقنّ بالصور والحوارات مع السياح مضامين إعلامية تدريبية.

جلسة تدريبية للصحفيات الصغيرات
حقول معرفية
تضمنت المدرسة الصيفية تدريبات نظرية وعملية على الكتابة الإبداعية، وصحافة الموبايل والتصوير الاحترافي للمصور وسيم دواس، وإطلالة على الذكاء الاصطناعي، والثورة الرقمية للمحاضر محمود خلوف، وإطلالة على مفاهيم ثقافية وطنية للتوجيه السياسي، ومنطلقات العمل التلفزيوني، ومفاهيم الاستدامة، وأهداف الإنمائية الألفية للأمم المتحدة، والتغير المناخي، والتحديات البيئية في فلسطين، وتسجيل مقاطع مرئية وومضات مسموعة حول قضايا إعلامية وتنموية وطنية وعربية ودولية بإشراف مدير الإذاعة والتلفزيون محمود سمودي، وطاقم إذاعة الجامعة أحمد الماهر، وعبد الله بزور، وبلال خمايسة، وزيارة محافظة جنين ومحاورة محافظها، وزيارة الضابطة الجمركية ومحاورة مديرها المقدم عبد الكريم بسايطة.
وقال رئيس بلدية جنين، نضال عبيدي في حفل التخريج إن البلدية استضافت المدرسة لأهميتها في تأهيل صحافيات قادرات على التفاعل مع هموم المواطنين، وتعزيز ثقافة الحوار.
وأكد ناظم تركمان أن الغرفة التجارية برئيسها ومجلس إدارتها تدعم المبادرات الواعدة، وتساهم في دورها بالمسؤولية المجتمعية.
وأشارت بيسان صوافطة في كلمة الخريجات إلى الحصيلة النهائية للمدرسة، وتتضمن تسجيل ومضات مرئية ومسموعة تحدثت عن جنين وتاريخها، ونماذج تنموية فلسطينية، وأهداف الألفية الإنمائية، والدول العربية، ونشرة إخبارية افتراضية.

نشاط تدريبي للصحافيات الصغيرات