تغير المناخ والحرب يهددان الزراعة السورية
دمشق/ آفاق البيئة والتنمية: يقول مزارعون وخبراء إن الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات في سوريا، إضافة إلى تغير المناخ وموجات الحر التي ضربت الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، أثرّت بشدة على الإنتاج الزراعي للبلاد.
ولا يعاني المزارعون موجة حر لم يسبق لها مثيل فحسب، وإنما انقطاع المياه وإمدادات الكهرباء أيضاً، وكلاهما ضروري للحفاظ على مزارعهم.
وأدى ذلك إلى أن يذهب المزارع ماجد سلوم بعيداً، لدرجة أنه يعتزم التوقف عن زراعة الخضراوات والتركيز فقط على زراعة أشجار الزيتون التي لا تحتاج إلى ماء كثير.
وقال سلوم "السنة الماضية عانينا كثيراً جراء ارتفاع الحرارة، ونحتاج لكميات مياه مضاعفة أكثر من المطلوب، "السنة مثل ما عم تلاحظ يا دوب عم نلحق نسقي لأن التربة بتشرب بالري بالراحة علمًا إنه عنا شبكة ري بالتنقيط، نحنا بعد فترة عم نفكر نلغي زراعة الخضار ونعتمد على الأشجار فقط".
وأضاف "هلأ (الآن) الحرارة عم نلاحظ إنه المواسم عم تسرع، يعني مثلًا إنتاج الخيار عنا بالعادة كان يستمر طويلاً، الآن لاحظنا إنه الخيار في فترة قصيرة عطى الموسم، وهلأ صار على آخره".
وذكرت سهير زقوت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا "تأثرت البُنية التحتية للمياه في سوريا بالصراع، 50% من مرافق المياه تعمل جزئيًا أو لا تعمل على الإطلاق".
والمزارعون في العديد من المناطق إما يروون من طبقة المياه الجوفية أو يستخدمون آليات ضارة للتعامل مع نقص المياه، فضلًا عن نقص الكهرباء، فنحن نشهد خاصة في فصل الصيف أو أوقات الذروة، سواء في الشتاء أم الصيف، استهلاكًا متزايدًا للكهرباء، كما أن عدد الساعات التي يحصل فيها الناس على الكهرباء محدودة".
وقال صاحب مشتل اسمه محمود فرزات "نحن محكومون بموضوع الكهرباء، أحيانًا نضطر أن نسقي وقت الظهيرة، ويكون ليس مناسبًا، "يا إما نسقي الصبح بكير أو بعد الظهر، فأحيانًا مشان وضع الكهرباء عم نضطر نسقي الظهر وكمان بتحترق الزريعة".
ووفقًا للجنة الدولية للصليب الأحمر، انخفض معدل هطول الأمطار في سوريا بمقدار 18 مليمترًا في الشهر في القرن الماضي من عام 1991 إلى عام 2000، ما تسبّب في موجات جفاف شديدة تعاني منها البلاد الآن.
المصدر: رويترز