
ساو باولو/ آفاق البيئة والتنمية: تستخدم شيرلي أباريسيدا دي سوزا قدمها لسحق عبوات المشروبات الفارغة التي تجمعها من أزقة أحد أحياء "ساو باولو" الفقيرة، إنه مصدر رزقها وأمر حيوي لأهداف حماية البيئة في البرازيل.
وبفضل حوالي مليون جامع مثلها، أعادت البلاد للمرة الأولى في عام 2020 تدوير عبوات من الألمنيوم، بما يعادل ما تنتجه منها وفقًا لبيانات من منظمة "ريسيكلا لاتاس"، الجمعية التي تمثل القطاع.
وتعد البرازيل رائدة على مستوى العالم في إعادة تدوير عبوات المشروبات، وقد تفوّقت في هذا الشأن على الاتحاد الأوروبي الذي يعيد تدوير 73% منها، والولايات المتحدة 60%، وفقًا لقواعد البيانات الخاصة بهما.
وتقول "ريسيكلا لاتاس" إن جهود إعادة التدوير في البلاد ساهمت في منع انبعاث حوالي 16.5 مليون طن من غازات الدفيئة في السنوات العشر الماضية.
وترى أباريسيدا دي سوزا، أن جمع العبوات مسألة بقاء، فهي تجمعها من الشارع، من حاويات قمامة أو مطامر نفايات، وتبيعها إلى مراكز التجميع التي ترسل العبوات إلى معامل إعادة التدوير، فتكسب حوالي 20 ريالًا، أي ما يزيد قليلا على 4 دولارات في اليوم.
وتقول المرأة البالغة 38 عاماً إن ذلك المبلغ "يكفي لشراء الضروريات، كعلبة أرز، وفاصوليا سوداء، وأحيانًا لحوم".
وبالتالي فإنه بهذا العمل يمكنها تربية خمس بنات في حي تسكنه الطبقة العاملة في كبرى مدن أميركا اللاتينية.
وتخرج دي سوزا من المنزل كل يوم عند الفجر لجمع أكبر عدد ممكن من العبوات، ويتطلب الأمر حوالي 70 كيس قمامة أسود لجمع كيلوغرام واحد من الألمنيوم الذي يباع بما يزيد قليلاً على دولار.
وتضيف أن العمل "تقليد عائلي" بدأته والدتها مذ كانت في الخامسة عشرة.
وتوضح "يباع الألمنيوم بسعر أعلى من المواد الأخرى مثل الكرتون، وهو أخف في الحمل".
من جهتها، تقول ألين سوزا دا سيلفا الناشطة في جمعية "أنكات"، التي تمثل جامعي المواد القابلة لإعادة التدوير، أن هناك "الكثير من المنافسة" في جمع العبوات التي يمكن إعادة استخدامها إلى ما لا نهاية.
ويبلغ معدل إعادة تدوير المواد الأخرى في البرازيل أقل بكثير من معدل إعادة تدوير العبوات، حوالي 4% في المتوسط.
وفي عام 2022، أعيد تدوير حوالي 430 ألف طن من العبوات، وفقًا لريناتو باكيت، مدير "ريسيكلا لاتاس" الذي تستخدم الحكومة البرازيلية بياناتها مرجعًا.
ومنذ عام 2010، عندما وقّع مصنعو المشروبات اتفاقًا مع السلطات البرازيلية، ارتفعت أرقام إعادة تدوير الألمنيوم في بلد يستهلك كل فرد من سكانه البالغ عددهم 200 مليون تقريباً حوالي 156 عبوة كل عام.
يستغرق الأمر "60 يومًا في المتوسط" لعبوة اُشتريت من متجر سوبر ماركت لتظهر على الرفوف مجدداً بعد إعادة التدوير، بحسب حديث دانيلو ماتشادو، المسؤول في شركة "لاتاسا أوربانو" لإعادة التدوير.
ويضيف هذا القطاع حوالي 1.25 مليار دولار إلى الاقتصاد البرازيلي كل عام، لكن أولئك الذين يشكلون العمود الفقري للقطاع يعيشون حياة محفوفة بالأخطار مع القليل من الحماية الاجتماعية.
وفي الأول من يناير/ كانون الثاني حصلوا على تكريم خاص في حفلة تنصيب الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، مع سوزا دا سيلفا، ضمن مجموعة من الناشطين اختيرت لتقدم له الوشاح الرئاسي.
المصدر: AFP