عبوات مواد كيميائية خطرة في المعاصر!...حفظ زيت الزيتون في عبواتٍ بلاستيكية: جودة ضائعة وعواقب صحية خطيرة
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تخزين زيت الزيتون في عبواتٍ بلاستيكية ظاهرة متفشية في معظم البيوت، ويمارس المزارعون ذلك على نطاق واسع، بالرغم من المخاطر الصحية المحتملة التي يتسبّب بها هذا السلوك المستمر من جهة، وتراجع جودة محصولهم الذي ينتظرونه بفارغ الصبر من جهة أخرى. تسبق "آفاق البيئة والتنمية" موسم القطاف بفتح هذا الملف، وتحاور مسؤولين ومختصين حذروا من استمرار تبني العبوات البلاستيكية وسيلةً لحفظ "السائل الذهبي"، وبعلو الصوت أكدوا أن "البلاستيك عدو للزيت"، واقترحوا بدائل صحية وآمنة كالفولاذ المقاوم للصدأ - الــ "ستانلس ستيل"، والزجاج المعتم، والفخار. كما أعربوا عن مخاوفهم من مستتبعات عدم الكف عن هذا السلوك، ومما يثير قلقهم أيضاً "ممارسة قاتلة" تتمثل في غسل عبوات مواد كيميائية خطرة وإدخالها إلى الخدمة في موسم القطاف.
|
 |
عصر الزيتون |
تخزّن معظم البيوت زيت الزيتون في عبوات بلاستيكية، ويمارس المزارعون ذلك أيضاً على نطاق واسع، بالرغم من المخاطر الصحية المحتملة التي يتسبّب بها هذا السلوك، وتراجع جودة محصولهم الذي ينتظرونه بفارغ الصبر.
تسبق "آفاق البيئة والتنمية" موسم القطاف بفتح هذا الملف، وتحاور مسؤولين ومختصين حذروا من استمرار اتخاذ العبوات البلاستيكية وسيلة لحفظ "السائل الذهبي"، وبعلو الصوت أكدوا أن "البلاستيك عدو للزيت"، واقترحوا بدائل صحية وآمنة كالفولاذ المقاوم للصدأ- الــ "ستانلس ستيل"، والزجاج المعتم، والفخار.
كما أعربوا عن مخاوفهم من مستتبعات عدم الكف عن هذا السلوك، ومما يثير قلقهم أيضاً "ممارسة قاتلة" تتمثل في غسل عبوات مواد كيميائية خطرة وإدخالها إلى الخدمة في موسم القطاف.

فياض فياض مدير عام مجلس الزيت والزيتون
الحل قرار حكومي
يستهلّ فياض فياض مدير عام مجلس الزيت والزيتون حديثه، بالاستغراب من أن "فلسطين تعد من المناطق القليلة في العالم التي تسمح بوضع الزيت في عبوات بلاستيكية، مما يتطلب مراجعة سلوكنا في هذا الجانب".
ويرى فياض، أنه دون قرار حكومي بمنع تخزين زيت الزيتون في عبوات بلاستيكية، فإن هذه الممارسات ستستمر في صفوف غالبية المزارعين والمواطنين.
ويشير إلى أن دولة الاحتلال تفرض غرامة بـ 2000 شيقل على من يضع زيت الزيتون في البلاستيك، فيما أقرَّ الأردن غرامة بـ 200 دينار.

لا يزال الكثيرون يعبئون زيت الزيتون في عبوات بلاستيكية خطرة
ويقول لــ "آفاق البيئة والتنمية" إن المجلس "يسعى دائمًا لإقناع وزراء الزراعة لاتخاذ قرار بحظر البلاستيك وإخراجه من معادلة الزيت"، لكن الوزير الوحيد الذي تشجّع للفكرة، وكاد يوقّع قرارًا بمنع تعبئة الزيت من المعاصر بجالونات بلاستيكية، شوقي العيسة.
ويؤكد مدير عام مجلس الزيت والزيتون أنه لم تصدر تعليمات حتى الآن لكبح هذه الظاهرة، ويعّلل ذلك بأن بعض أنواع البلاستيك صالحة للغذاء، لكن المؤكد أن الزيت لا يُخزّن مطلقًا في عبوات بلاستيكية؛ لأنه يتفاعل معه.
ويذكّر بلا ملل، أن أعداء زيت الزيتون الضوء والحرارة والهواء، فيما عبوات البلاستيك التي يخصّصها المزارعون لزيتهم في معظمها شفافة، فهي نافذة للضوء.
ويكشف فياض عن استمرار مزارعين بتخزين زيتونهم في جالونات عمرها 40 عامًا، وهذا ما أكده له أحد تجار الزيت من غزة، الذي وزع مجانًا عبوات قبل 4 عقود على مزارعين، لكنه فوجئ العام الماضي باستمرار التعبئة فيها، خاصة في منطقة جنين.
ويلفت فياض إلى أن طفرة إنتاج الزيت في موسم 2019، التي تزامنت مع أزمة عالمية ألّمت باستيراد البلاستيك، دفعت بعضًا لاستخدام عبوات مبيدات الأعشاب في تخزين الزيت، في حين تنتشر عادة سيئة لدى بعض الفلاحين باستخدام كل العبوات بعد غسلها، مهما كان مصدرها.

العبوات البلاستيكية مكونة من مواد بترولية سامة تنتقل بعض مكوناتها إلى المادة الغذائية المحفوظة فيها
ويعقّب بشأن ما يقوله مزارعون عن استخدامهم الأواني البلاستيكية دون أضرارٍ تُذكر: "هم لم يدركوا بعد أن البلاستيك أحد أسباب الوفيات في الأزمنة الماضية".
وذكر أن بعض الدول الأوروبية بدأت تتجه منذ بضع سنوات لاستخدام الكرتون المقوى لتخزين الزيت، كونه بديلاً آمناً.
مشيرًا إلى أن الضفة وغزة تنتجان فقط 20 ألف طن سنويًا، فيما يُنتج العالم 3,5 مليون طن، لكن معظم دول العالم يتفادون وضع الزيت في أوانٍ بلاستيكية.
وجدير بالاهتمام أن مؤسسة "أوكسفام" أجرت دراساتٍ عدة حول جودة الزيت المخزّن في البيوت، وتبيّن أن 80% منه غير صالح للاستهلاك الآدمي بعد 9 أشهر من وضعه في عبوات بلاستيكية.

رامز عبيد مسؤول ملف الزيتون في وزارة الزراعة
قريبًا: منع البلاستيك في المعاصر
من جهته، يقول م. رامز عبيد مسؤول ملف الزيتون في وزارة الزراعة إن العبوات البلاستيكية غير مصرح بها لحفظ المواد الغذائية، لكن الأشد خطرًا وضع زيت زيتون فيها، لاحتوائه على مواد كيميائية عديدة تتفاعل مع البلاستيك.
ويخرج من الأواني موادّ كيميائية لها علاقة بأمراض السرطانات، وتؤثر على الغدد، ويا للأسف هناك من يستخدم العبوات مرات عديدة، والأخطر أن تكون عبوات لمواد كيميائية.
ويؤكد إصدار وزير الزراعة العام الماضي قرارًا للمعاصر "يجبر أصحابها على عدم استخدام المواد البلاستيكية".
ويوضّح أن سياسة الوزارة تعتمد على التدرج في حظر البلاستيك، وستبدأ بالمعاصر لتنتهي بوقف استخدام البلاستيك تمامًا.
ويبيّن أن أساس عمل الوزارة "إرشادي"، وذلك بتوعية المواطنين حول آثار البلاستيك السيئة، مضيفاً: "هذا العام سنمنعه في المعاصر باعتبارها منشآت زراعية تحصل على ترخيص من "الزراعة"، والمخالِفة منها سيُوقف تصنيفها مصنعًا يخضع لـ "الاقتصاد الوطني".
ويتوقع ألا يمر القرار الجديد بسلالة في المعاصر والمزارعين، لكنه على أي حالٍ سيبدأ، وستشجع الوزارة على استخدام البدائل كالصفيح الغذائي المطلي (التنك).
ويهيب بالمواطنين أن يفيقوا من غفلتهم، فــ "الأواني البلاستيكية غير مؤهلة لحفظ الزيت، فهي نفّاذة، ويمكن تسلّل بعض الروائح والأطعمة منها، كما أنها شفافة تخترقها الإضاءة، وتتأثر بالحرارة، ومصنوعة من موادٍ مضرة بعضها قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، ولها أثر مدمر على الغدد الدرقية".
ويضيف: "تعرض الزيت للضوء يحولّه خلال 24 ساعة إلى مادة غير قابلة للاستخدام الآدمي، وهذا مثبت، ولا يحتاج لإجراء دراسات وفحوصات، بينما يحافظ الزيت المخزّن في أوعية (ستانلس ستيل) على جودته لسنتين، في حين أن الزيوت النباتية كالذرة ودوّار الشمس لا تشبه زيت الزيتون، فهي مصنّعة ومكرّرة ولا تتأثر بحفظها في داخل البلاستيك، أما زيت الزيتون هو الوحيد في العالم المُستخلص من عصير ثمرة الزيتون.
ويأمل عبيد أن ينتهي "عصر البلاستيك" ويتوقف المزارعون عن استخدامه في غضون سنوات.

أكياس الزيتون للعصر
أعداء الزيت
"من المهم المحافظة على جودة الزيت، وإطالة عمره التخزيني، وهذا يتطلب في الأساس الحصول على زيت ممتاز، أي أن طريقة التخزين يجب أن تسبقها الجودة، فإذا كان الزيت ليس جيداً تصبح طريقة تخزينه عديمة القيمة.
وتبدأ رعايته من أول الموسم وتستمر حتى العصر، وتشمل خدمات رعاية الشجرة ومكافحة آفاتها، وما أُضيف من أسمدة عضوية أو كيميائية، ومواعيد القطف، ونضج الثمار، وجودة المعصرة".

مازن غنام الخبير الزراعي
بما سبق، يستهل الخبير الزراعي مازن غنام حديثه لــ "آفاق البيئة والتنمية"، مضيفاً أن عصر الزيتون الذي يحوي حشرات وغير مُعالج من الآفات سينقل تلك الملوثات إلى الزيت، كما أن عدم نقل الثمار بطريقة جيدة للمعصرة، أو تخزينها مدة طويلة تؤثر على الجودة أيضًا، وكذلك يتسبب التأخر في القطف بتغير مادة (البوليفينول) المسؤولة عن إطالة العمر التخزيني للزيت.
ويضع أمامنا عدداً من النقاط الرئيسة، منها أن أوعية التخزين مهمة ومكانها أيضًا، إذ يجب تفادي الحفظ في أماكن مرتفعة الحرارة، وتجنب عدم تعبئة العبوات كاملةً للتخلص من الأكسجين، وإحكام الإغلاق، وقبلها اختيار الــ "ستانلس ستيل"، أو الفخار، أو الزجاج المعتم، وتفادي الرطوبة، وإبعاده علن ملامسة الجدران، ووضعه في مكانٍ معتم، وقبل ذلك التخلص من المتّبقيات التي تنشأ بعد فترة وجيزة من عصره (الزيت الراكد).

محمد جرار المهندس في المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية
"البولي إيثلين" أساس الخطر
بالانتقال إلى المهندس محمد جرّار الذي يعمل في المركز الفلسطيني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، يفيد أن الأحماض الدهنية والفينولات في زيت الزيتون تتفاعل مع (البولي إيثلين) المشتقة من النفط، وبذلك يزنخ الزيت ويتشوّه، فيصبح غير قابل للاستهلاك البشري، وقد يكون مسببًا لأمراض السرطان.
ويسترشد بدراسة إسبانية أُجريت على 100 مستهلك لزيت مخزّن في عبوات بلاستيكية، توصلت إلى إصابة 18 منهم بأمراض مسرطنة اختلفت حسب أجسامهم ومناعتهم.
ويوضح أن تناول الزيت المحفوظ في البلاستيك "لا يعني الإصابة الحتمية بالسرطان، لكنه ممرض، وقد يؤدي إلى الأمراض السرطانية".
ويشير إلى أن وزارات الصحة والزراعة والصناعة والتجارة الأردنية تُغرّم أي مزارع يخزّن الزيت في عبوات بلاستيكية.
والكلام لجرار، "إذن وقف هذا النمط من السلوك يستوجب فرض غرامات باهظة بموجب قانون ملزم؛ لأن البلاستيك ضار قطعاً على الصحة".
ويُفنّد الأصوات التي تنفي أي ضرر، بدعوى أنها ممارسات قديمة، وبالقول إن أحدًا لا يعرف سبب وفاة أفراد من أسرته، التي قد تكون جراء الأنماط الغذائية السيئة، ومنها حفظ الزيت بأوانٍ بلاستيكية، اختلفت خاماتها عن طبيعة ما يُنتج اليوم من عبوات تدخل في صناعتها أنابيب المجاري المستخدمة، والكراسي التالفة، والعبوات القديمة.
ويوضح أن هذا النمط من التخزين "ملفٌ كبير يجب أن تتحرك وزارات الزراعة والصحة والاقتصاد الوطني لضبطه، وإخراج العبوات البلاستيكية من حفظ المواد الغذائية"، بجوار تنظيم حملات تثقيف وتوعية متواصلة بأضراره.

نادر برهوش مدير دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة الفلسطينية
الارتحال.. القلق الأكبر
وبدوره قال نادر برهوش مدير دائرة صحة البيئة في وزارة الصحة، إن المواد البلاستيكية مواد بترولية، وتأثيرها يكمن في احتمال ارتحال بعض مكوناتها إلى المادة الغذائية المحفوظة فيها، وإذا ما خُزّن الزيت فيها مدة طويلة فإنها تؤثر على جودته.
ووفقاً لحديثه، فحوصات "الصحة" تشمل فقط ما يتصل بغش الزيت، ولا يتوفر لديها فحص الارتحال (انتقال مكونات البلاستيك لما بداخلها)، ويمكن فحص ذلك في مختبرات جامعة بيرزيت أو بإرسال العينات إلى الأردن.
ويذكر برهوش أن "الستانليس ستيل"، والزجاج، أفضل وسيلتين لحفظ الزيت والغذاء، مشيراً إلى أن "الصحة" تنسّق مع "الزراعة" من أجل تقديم إرشادات لأصحاب المعاصر تتضمن حفظه بعيدًا عن الحرارة والشمس والرطوبة، دون اللجوء إلى العبوات البلاستيكية التي يحذر خبراء التغذية من انعكاسات استخدامها.
وتبعًا لبرهوش، فإن "أضرار البلاستيك لا تنحصر في التأثير على الزيت، فمن الخطأ أيضاً إعادة استخدام عبوات المياه المعدنية والعصائر".

الأحماض الدهنية والفينولات في زيت الزيتون تتفاعل مع (البولي إيثلين) في العبوات البلاستيكية ما ينتج تشوهًا في الزيت قد يتسبب في أمراض سرطانية
ويحذر من خطر استخدام المزارعين عبوات سبق أن كان فيها مواد كيميائية، إذ يغسلونها ثم يخزنون زيتهم فيها، وهي ممارسات تخالف التعليمات الفنية الإلزامية التي تضعها الوزارة.
وعن وجه الخطر في استخدام عبوات تحتوي على متبقيات مواد كيميائية، يشرح: "ستنتقل بطبيعة الحال إلى الزيت، وستكون خطرة ومسرطنة حتى لو بعد تنظيفها؛ لذا يجب إتلافها".
ويلجأ المزارعون إلى البلاستيك لسهولة حمله ورخصه وخفة وزنه مقارنة بالفخار والزجاج والــ "ستانلس ستيل"، رغم أن قطاعاً واسعاً منهم يعرف أضرار البلاستيك أو على الأقل يسمع عنها، ويستمر في سلوكه.
"ما أهم ما ترصده وزارة الصحة في جولاتها في المعاصر؟".. يخبرنا: "نشاهد مزارعين يعبِّئون في عبوات مواد كيميائية، خاصة زرقاء اللون، ويتنزعون بطاقة البيان عنها".
ويلخص برهوش المسألة: "البلاستيك نوعان، أولهما للأغذية والمياه ويستخدم لمرة واحدة، والثاني ممنوع وضع الغذاء فيه"، مؤكداً حرص وزارته على متابعة شهادات المنشأ للحبيبات في مصانع البلاستيك، للـتأكد من أنها مخصصة للغذاء أو للمواد الكيميائية والمنظفات.

بلال عموص مساعد مدير مركز مختبرات الفحوص بجامعة بيرزيت
فحوصات غائبة
يقتصر عمل مركز مختبرات الفحوص بجامعة بيرزيت على معرفة مدى تأثر الزيت بالحرارة، والضوء، والتزّنخ فيه، ومدى تأثير ظروف التخزين على جودته، هذا ما يقوله مساعد مديره، بلال عموص.
ويكشف عموص أن المركز لم يسبق له فحص درجة "الارتحال" في عينات زيت مخزّنة في عبوات بلاستيكية، كما لم يقارن بين عينات زيت محفوظة في معادن مختلفة بنفس الظروف، ولم يفحص الزيت في عبوات جديدة أو قديمة أو عبوات لكيماويات نُظّفت ووُضع الزيت فيها.
ويوضح أن إصدار حكم على جودة الزيت أو ضرره يحتاج إلى "تخزين الزيت نفسه في ظروف مشابهة" من حيث الحرارة والضوء والرطوبة، وبعبوات مختلفة، في زجاج، وفخار، وستانلس ستيل، وبلاستيك، ثم فحص العينات المختلفة، والتوصل إلى نتائج قاطعة.
ويتطرق إلى الشروط الصحيحة لتخزين الزيت: "أن يكون في مكان معتم، وبدرجة حرارة معتدلة حتى يحافظ على جودته"، معرباً عن أسفه إزاء استخدام بعض المزارعين العبوات نفسها منذ عشر سنوات، ممن لا يكترثون لظروف التخزين، وفي هذه الحالة قد ترتحل عناصر من البلاستيك إلى الزيت.

د. رانيا علي غانم خبيرة الصناعات الغذائية
شروط الجودة
في حين تنصح د. رانيا علي غانم، خبيرة الصناعات الغذائية وعضو الفريق الحسي الأردن للأغذية، بقطاف الزيتون عند تلون الثمار بـ 60% وبما يحافظ على سلامتها من أي أضرارٍ ميكانيكية أو رضوض.
وتوصي بعدم تخزين الثمار لفترة تزيد على 48 ساعة قبل العصر، مهما كانت نوعية التعبئة (خيش، بلاستيك)، ويُفضّل تعبئتها في صناديق مُهوّاة، للحد من نمو الأعفان والخمائر التي تؤثر سلباً في مواصفات الزيت.
وتوضح غانم أنه في أثناء العصر من المهم الانتباه إلى مدة العجن، ودرجة الحرارة المستخدمة بما يتناسب مع درجة نضج الثمار، والتي يُفضّل ألا تتجاوز 35 درجة، وفي حال العصر على البارد 27 درجة؛ للحفاظ على مواصفات النكهة المرغوبة، وإغلاق العجانة لمنع وصول الهواء إلى الزيت وأكسدته وبالتالي ارتفاع رقم الــ "بيروكسيد" وتزّنخه.

عبوات الستانليس ستيل والفخار والزجاج المعتم هي الأكثر صحية لحفظ زيت الزيتون ذي الجودة العالية
وتدعو إلى تعبئة الزيت في عبوات الصفيح المطلية بــ "اللكر" الغذائي؛ للحد من تأثير آثار المعادن التي تُسرّع من تأكسد الزيت، وتجنب العبوات البلاستيكية معادة التصنيع، والتي تحوي على مركبات ضارة ترتحل إلى الزيت وتسبّب أمراضًا خطيرة.
وتؤكد أنه في حال تخزين الزيت بكميات كبيرة في المعاصر فيجب تعبئته في خزانات مصنّعة من الــ "ستانلس ستيل" والمزودة بنظام ضخ غاز الآزوت الخامل لطرد الهواء والحرص على التخلص من العكر باستمرار، والعكر هو الشوائب التي تتّبقى بعد عصر الزيت.
ومجدداً، تشدد على حفظه بعيداً عن الضوء والحرارة والرطوبة لإطالة مدة حفظه بجودة أقصاها 48 شهرًا، في حال ضبط هذه العوامل.