خاص بآفاق البيئة والتنمية
شتاء
شهدت أيام: السابع، والثامن، والتاسع، من أيار الماضي هطولات مطرية تجاوزت في كمياتها أمطار أربعينية الشتاء وخمسينيتها، وتعدت النسبة 60 ملم في المناطق الجنوبية والشرقية، مسببة السيول الجارفة، وصاحبتها عواصف رعدية. واللافت أن الأجواء الخماسينية، سبقت حالة عدم الاستقرار الجوي. إذ تخطت درجة الحرارة الأربعين مئوية قبل ساعات فقط!
وبالعودة إلى السجل المطري، فقد شهد أيار تكرارًا لسقوط أمطار بكميات جيدة في أعوام: 1967، و82، و85، و92، و93، و2001، و2007.
غير أن خريف وشتاء هذا العام والربيع الحالي كان الأغرب، ففي الخريف ضربت فلسطين والمنطقة عاصفة ثلجية، وأثناء شباط (الخبّاط) عشنا مع منخفض خماسيني، ووقعنا في موجة حارة خلال نيسان، وشهدنا أمطارًا في أيار.
ويقودنا مطر أيار، إلى تتبع ما يعرف بالمدى الحراري ( وهو الفارق بين العظمى التي تسجل عصرًا، والصغرى التي تُسجل فجرًا) وبدرجات الحرارة المتطرفة، فوفق سجلات الرصد الجوي، فقد عاشت مدينة القدس يوم 28 آب 1881 أعلى درجة حرارة، إذ وصلت 44 مئوية، بينما الأدنى كانت 6,7 تحت الصفر في 25 كانون ثاني 1907.
واستنادًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن معدل السطوع الشمسي في فلسطين يبلغ 3400 ساعة سنوياً، بمعدل 7,9 ساعات، و8,9 ساعة باليوم الواحد.
وبين عامي 1975 و1995، والأرقام لمركز المعلومات الوطني، كان معدل درجات الحراري 15,4 في الخليل، و22,7 في أريحا، و20,6 في غزة. أما خلال عام 1941، فقد كانت درجة الحرارة في الغور 54 مئوية. والغريب أن تشرين ثاني 2013 سجل حرارة بلغت في القدس 35 درجة، وهي الأعلى خلال ستين سنة.
كل هذا يعزز الفرضية بأن الكرة الأرضية حاليًا، تقع تحت تأثيرات التغيرات المناخية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.
كساد
"ستة كيلو بطاطا بعشرة، صندوق الكوسا بتسعة وقبل يوم كان بشيقلين، البندورة لا تجد من يشتريها في معظم المواسم." تمثل هذه الأرقام عينة لأسعار أسواق التجزئة في مدينة جنين، وهي مؤشر على زراعة يخشى مزارعون أنها تحتضر، فلا أحد يُخطط لإدارتها، في وقت تتعرض له لانتكاسات عديدة. يختزل المزارع علاء الحاج يوسف: كل شيء يرتفع ثمنه من مستلزمات الإنتاج، والماء، والكهرباء، والسجائر، إلا الخضروات التي ننتجها، فهي دائمًا بسعر الفجل!
تقترح خلال آذار الماضي على وكيل وزارة الزراعة المهندس عبد الله لحلوح، وعلى هامش لقاء تلفزيوني، أن يجري تحديد سقف أدنى وأعلى للمنتوجات الزراعية، أسوة بأسعار السجائر، والمشروبات الغازية، وألعاب الأطفال، وكل شيء.
يقول المزارع عماد شهاب، إن الزراعة في أزمة حقيقة، فالبرغم من أنها توفر مئات فرص العمل لمئات العائلات، إلا أنها لا تحظى بدعم رسمي مماثل.
بضيف: نبيع صندوق الخيار بـ 27 شيقل، ويكلف تقريبًا مبلغًا مماثلاً. أما الباذنجان فنبيعه بعشرين شيقل، ويكلفنا 15 شيقلاً ونسوق خيار البيوت البلاستيكية بين 15-20 شيقل، ونُسوّقه بمبلغ مماثل!
إجازات
ينشغل موظفون منذ فترة في احتساب الإجازات القادمة، فيتداولون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "رتبوا أوضاعكم، وعيشوا: "عيد العمال 1/5/ يوم (خميس ) يعني 3 أيام إجازة متتالية. 25/5 يوم (أحد)، وبعدها مباشرة ذكرى اﻻسراءء والمعراج يعني 4 أيام إجازة متتالية، وقفة عيد الفطر 27/7 بآخر يوم رمضان يوم (اﻷحد ) والعيد (اﻻثنين ) يعني أسبوع أجازة كامل. 5/10 أول أيام (عيد اﻷضحى ) يعني أسبوع إجازة ثاني، 15 /11 عطلة بمناسبة ذكرى الاستقلال يوم (الخميس) 25/12 يصادف عيد (الميلاد ) يعني 3 أيام إجازة متتالية، ويوم (الخميس) 1/1/2015 رأس السنة الميﻼدية يعني 3 أيام إجازة!"
ليتنا نحتسب انجازاتنا، كما نفعل مع إجازاتنا!
مواد عضوية
تقرأ ملخصاً لمداخلتين قدمتا خلال المؤتمر الفلسطيني الرابع للتوعية والتعليم البيئي، الذي نظمه مركز التعليم البيئي في بيت لحم الخريف الماضي. أول المداخلات للمهندس سمير دودين، من دائرة مكافحة الآفات بوزارة الزراعة، حول استخدام مواد صديقة للبيئة في مكافحة الآفاتالزراعية، فتنطلق من وصف حالة الفوضى (الانفلات) في استخدام الكيماويات في فلسطين، وتعرض بدائل للكيماويات الزراعية، تنسجم مع التوجه المتنامي في العالم لها.
يقول: هناك مقولة لازمة ومتكررة هي ( الاستعمال الآمن والفعّال للمبيدات) تصدر عن جهات لا تصب نهائيًا في مصلحة المزارعين لذلك ونتيجة لهذه الممارسات، فإن الاتجاه الحالي للعديد من الجهات المحلية والدولية المتخصصة في الزراعة تتجه إلى نوع يُسمى (احترام البيئة الفلسطينية بشكل متكامل)، والمتمثل في الاتجاه نحو ( بدائل للكيماويات الزراعية) تستخدم في وقاية النباتات، من حيث إيجاد مبيدات بديلة قادرة على السيطرة على الآفات المستهدفة، أو التقليل من مجتمعها، بحيث لا تصل إلى تكون آفة ذات حد اقتصادي ومسيطر عليها دون الإضرار بالمجتمع البيئي الآخر من كائنات حية نافعة موجودة في التربة أو الهواء أو الماء (الأعداء الحيوية).
وتوضح المداخلة جهود الإدارة العامة لوقاية النبات ودائرة مكافحة الآفات ومختبر تشخيص الآفات الحشرية والحيوانية إلى وضع برنامج متكامل يتضمن إنتاج مبيدات صديقة للبيئة من أصل نباتي، وهذه المبيدات أنتجت ضمن بروتوكول علمي موثوق به، يستند إلى حقيقة علمية ذات أثر نظري وعملي (المبيدات النباتية)، والتي يتم تحضيرها مخبريًا بعد جمع النبات من الحقل وتجفيفه، ثم يتم معاملته بالمذيبات العضوية المتطايرة، التي من خلالها نحصل على المادة الفعّالة في النبات المُذاب، الذي يستخدم ضد الآفة.
ويضيف دودين: تم اختيار عدة أصناف نباتية للتدخل ضد الآفلات ومكافحتها، وتم تجريب بعضها حقليًا، ومن النباتات المُستخلصة عن طريق المذيبات العضوية ( ايانول، واثيل، وأستيت، وأسيتون): الطيّون، وقثاء الحمار، والبصيل، والتبغ، وقشور الحمضيات، والشاي الأخضر، والميرمية، والثوم، والفلفل الحار الأحمر.
وتشير المداخلة إلى المبيدات النباتية المستخلصة تكافح آفات حشرية، ومسببات مرضية، مثل الفطريات والبكتيريا و"النيمتودا".
فيما يشير د.ياسر عيسى وزملاؤه في وحدة صحة البيئة بالخليل إلى استخدام مبيدات الآفات وفرص التعرض لأضرارها بين المزارعين وأسرهم، عبر دراسات مقطعية مقارنة 1998-2006. تقدم المداخلة تلخيصًا لدراسات بحثية أكدت استخدام فئات من المزارعين لمبيدات كيماوية( 5 منها محرمة دوليًا). وتشير إلى التغيرات الإيجابية في التعامل مع المبيدات بين المشاركين بالبحث إذ انخفضت المبيدات المستعملة من 47 نوعًا عام 1998 إلى 16 نوعًا عام 2006.
وتنطلق من خلفية الأضرار الصحية بسبب التعرض للمبيدات تم الإبلاغ عنها في فلسطين والعالم بأسره، وهدفت إلى مقارنة أنماط استخدام المبيدات في بلدة بيت أمر في الضفة الغربية بين عامي 1998 و2006.
وتقول: تم دراسة مجتمعين من السكان في بيت أمر وهما 61 من المزارعين الذكور وزوجاتهم عام 1998، و250 من المزارعين الذكور عام 2006، وجرى استخدام أسلوب المقابلة المنظمة مع هاتين المجموعتين، وتضمنت أسئلة عديدة منها: المركبات الكيميائية وكمياتها، وكيفية استخدام المبيدات.
واستندت النتائج على دراستين مقطعيتين ينبغي تفسيرهما بحذر، وأشارت النتائج إلى بعض التغيرات الإيجابية في التعامل مع المبيدات بين المشاركين عام 2006، والتي يمكن أن تكون ناتجة عن تدخلات مختلفة في السياسات واللوائح التي تم تنفيذها بعد عام 1998، ومع ذلك فإن المزارعين لا يزالون في خطر بسبب التعرض المستمر للمبيدات.
ليتنا نخصص جزءًا من وقتنا وجهودنا للرقابة على ما يدخل إلى أجسامنا وأفواهنا.
aabdkh@yahoo.com