مِن دونها كيف تكون حياتي!
خاص بآفاق البيئة والتنمية
ليلى شعبان في معسكر جباليا شمال قطاع غزة
ولدتٌ في منزلٍ لا يعرف شيئًا عن حياة المزارعين، إذ عشت سنوات طفولتي وشبابي في المملكة الأردنية الهاشمية، وعندما تزوجت انتقلتٌ إلى قطاع غزة، وتبدلت أحوالي.
ينحدر زوجي من عائلة تمتهن الزراعة في معسكر جباليا شمال قطاع غزة، أعجبتني الفكرة! لماذا لا أكون مزارعة مثلهم، كان ذلك قراراً وليس سؤالاً. لم يكن الأمر سهلًا، إلا أن هذا النمط من الحياة بدا مغرياً للتجربة، سواء في تعلّم واكتساب الخبرة، أو في التعب والجهد المبذول لإنجاح الموسم.
في السنوات الأخيرة، توقف زوجي عن العمل بسبب إصابته بمرضٍ مزمن، ما زاد على كاهلي الأعباء الاقتصادية، فوجدت في الزراعة المنزلية حاجة مُلّحة لتحقيق الأمن الغذائي، والتخفيف من النفقات المالية ومواجهة ارتفاع الأسعار.
حاليًا أزرع في قطعة الأرض المجاورة لبيتي، ما نحتاجه من محاصيل، مثل؛ الخيار، البندورة، الجرجير، البقدونس، الكوسا، الباذنجان، والخبيزة و قوارير النعناع والريحان، إلى جانب تربية الدواجن والطيور.
قبل هذه التجربة، كانت الظروف المعيشية السائدة، تُلقي بظلالها سلبًا عليّ وعلى أفراد عائلتي، فيُصيبنا اليأس من الحياة والتذمر أحيانًا، لكن بعدها، تيقّنت أن "من لا يملك غذاءه لا يملك حريته".
لقد وجدت في حياة الريف بتلقائيتها وبساطتها ملاذاً آمناً من كل ما يكدر نقاء الروح، ولا يُمكنني تخيّل يوم واحد فقط من عمري دون طقوسها.
ليلى شعبان (50 عامًا)