خاص بآفاق البيئة والتنمية
يرى المختصون أن الكمامات يلتصق بها لعاب مستخدمها لحوالي ثلاث ساعات، لذلك تعتبر النفايات الصادرة عن فيروس كورونا من ضمن الأدوات المساعدة لانتشاره. ويتخوف العديد من المواطنين من عودة انتشار المرض بسبب القاء الكمامات والقفازات بالشوارع العامة. ومن النصائح والإرشادات التي يقدمها المختصون مبدئيا، هو ضرورة حرق تلك الكمامات أو غسلها بماء ساخن جدا أو بمحلول "جافيل"، ثم وضعها داخل كيس بلاستيكي، وإلقائها داخل حاويات نفايات مخصصة لذلك ومغلقة بإحكام.
|
 |
مخلفات الوقاية من الكورونا ملقاة في الشارع |
قد تتحول الكمامات والقفازات المستخدمة للوقاية من فيروس كورونا (كوفيد 19) إلى عامل جديد لانتشاره؛ في حال التخلص الخاطئ منها بعد استخدامها، ما يزيد من نسب تعرض الناس للإصابة بالمرض.
ويرى المختصون أن الكمامات يلتصق بها لعاب مستخدمها لحوالي ثلاث ساعات، لذلك تعتبر النفايات الصادرة عن فيروس كورونا من ضمن الأدوات المساعدة لانتشاره.
مشهد الكمامات والكفوف بات يلوث كل مكان، رغم أن التلوث ليس بجديد علينا، إلا انه تحول من أكياس بلاستيك وعبوات إلى قاذورات أخرى تحوي كماً كبيراً من الفيروسات.
المواطن اسماعيل عودة، يقول انه بعد التخلص من الكمامة والقفازات فإنه يلقيها في سلة المهملات المنزلية مع باقي النفايات الاخرى.
ويتخوف عودة وغيره من المواطنين من إعادة انتشار المرض بسبب القاء الكمامات والقفازات بالشوارع العامة من قبل الكثيرين.
ومن النصائح والإرشادات التي يقدمها المختصون مبدئيا، هو ضرورة حرق تلك الكمامات أو غسلها بماء ساخن جدا أو بمحلول "جافيل"، ثم وضعها داخل كيس بلاستيكي، وإلقائها داخل حاويات نفايات مخصصة لذلك ومغلقة بإحكام.
إجراءات دول
في مصر، حذّرت وزارة البيئة من خطورة النفايات الطبية الخاصة بعلاج مصابي كورونا في المستشفيات، ودعت إلى إضافة مواد مطهرة على المخلفات قبل نقلها من المنشأة الصحية الموجودة فيها، وأوصت بحرقها ودفنها بالطرق الآمنة، القرار يشمل أيضا مخلفات القرى الموضوعة تحت الحجر الصحي، وحسب الوزارة فيتم ذلك من خلال فتح خلية منعزلة عن النفايات العادية، ودفنها وتغليفها بطبقة من مادة الجير أو الكلس.
وفي المغرب، أطلقت وزارة الطاقة والمعادن والبيئة حملة واسعة، تهدف إلى توعية الناس بأهمية التخلص من الكمامات الواقية بطريقة سليمة عبر نشر النصائح والتعليمات عبر القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي والملصقات بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدني، وقد تم إقرار إجبارية وضع الكمامات الواقية بالنسبة للمواطنين أثناء تنقلاتهم للضرورة، كما تقوم وزارة الداخلية بتتبع عمليات جمع النفايات المنزلية والتخلص منها، وتعقيم الحاويات والأماكن العمومية، وتوعية المستخدمين في قطاع النظافة بمخاطر النفايات، وتزويدهم بملابس ومعدات الوقاية التي تحميهم من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
وفي فرنسا، تضاعفت نسب النفايات الطبية أربع مرات منذ ظهور الوباء فيها، فمع الطلب المتزايد على الملايين من الأقنعة الواقية، بدأت تتراكم جبال من مخلفات الكمامات والقفازات والمعدات الصحية في الحاويات، هذا الوضع تزامن مع إغلاق ما بين 42٪ و 45٪ من مراكز فرز النفايات، و 99٪ من مراكز إعادة تدويرها في فرنسا، ويهدف القرار إلى حماية عمّال النظافة والعاملين في هذه المراكز من خطر تفشي العدوى والحد من التلوث. وإعتمدت معظم البلديات في مقدمتها العاصمة باريس على خيار تخزين هذه النفايات وتغليفها في انتظار إيجاد حلول للتخلص منها بطريقة آمنة، كدفنها أو حرقها، فيما تتناثر في بعض الشوارع الأقنعة والقفازات المستخدمة، مما يشكل خطرًا إضافيًا لانتشار الفيروس، وهو ما يشكّل قلق المسؤولين في فرنسا.
أما الصين التي كانت مصدر ظهور فيروس كورونا أول مرة في أوائل ديسمبر/ كانون الأول العام 2019، فقد بلغت كمية النفايات الطبية مثلا في مقاطعة هوبي 665 طنًا في اليوم الواحد في أوائل مارس/ أذار الماضي، مقابل 180 طنًا يوميًا قبل 20 يناير/ كانون الثاني المنصرم وفقًا للسلطات الصينية، كما تم حرق أكثر من 136 ألف طن من هذه المخلفات خلال الثلث الأول من السنة الجارية.
السياق الفلسطيني
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أن الحكومة الفلسطينية اتخذت إجراءات متقدمة لمكافحة انتشار فيروس كورونا، تفوق ما هو موصى به دولياً.
وقالت منظمة الصحة العالمية في أحد تقاريرها؛ إن رداءة إدارة النفايات الطبية، يؤدي إلى تعريض عاملي الرعاية الصحية والمعنيين بالتخلص من النفايات والمرضى وأسرهم والمجتمع؛ لحالات عدوى وآثار سامة وإصابات يمكن تفاديها.
وكان رئيس الوزراء د.محمد اشتية قد أعلن عن رفع كافة الحواجز بين المحافظات في الخامس والعشرين من مايو، وفتح المؤسسات والمحاكم والوزارات والهيئات الرسمية والمحال والمنشآت التجارية والصناعية ومختلف المؤسسات والمساجد والكنائس. وبلغ عدد الإصابات الإجمالية في فلسطين (حتى أواخر أيار 2020) 626 مصاباً.

علي عبد ربه مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية
يقول مدير الطب الوقائي في وزارة الصحة الفلسطينية علي عبدربه، انه يجب على المواطن العادي التخلص من الكفوف والكمامات المستخدمة بكيس بلاستيكي محكم الإغلاق. مؤكداً أن نفايات فيروس كورونا الناتجة عن المستشفيات وأماكن الحجر؛ يتم التخلص منها بذات الطريقة.
ويوضح أن النفايات الطبية التي تخرج من الاشخاص المشكوك باصابتهم بالفيروس يتم التخلص منها كأنها نفايات عادية، ويقول: "لو نقلناها على أساس أنها نفايات طبية، لزاد العبء على وزارة الصحة من حيث وجوب إرسالها إلى المستشفيات ومن ثم التخلص منها ضمن قسم النفايات الطبية".
وينوه عبد ربه "على الاقل في وضعنا الحالي؛ يجب على الناس عدم إلقاء الكمامات والكفوف في الشارع، لأنها ممكن ان تكون ناقلة للعدوى والمرض، كما انه منظر مؤذِ وغير حضاري".
وان كان مستخدم الكمامات او القفازات الملقاة على الارض شخصاً مصاباً او تعامل مع شخص مصاب، فتكون بالنتيجة ملوثة، وبالتالي تنقلُ العدوى، مؤكداً على ضرورة التخلص منها بطرق سليمة.
ويوضح عبد ربه أن هذه النفايات في المستشفيات يتم التخلص منها كالنفايات الطبية، وذلك كما نص البروتوكول الصحي المعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية بوضعها في أكياس ملونة، ووسمها بإشارة الخطر.
وما ينطبق على النفايات الطبية ينطبق على النفايات الناتجة عن فيروس كورونا، وكل مستشفى أو مديرية صحة تكون تحت المراقبة، وفيها لجنة مكافحة عدوى تتابع طرق التخلص من النفايات الطبية.
ويوضح ان النفايات الطبية الخاصة بمرضى فيروس كورونا، مدروسة ومتوافقة مع البروتوكولات الطبية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، والأشخاص الذين ألزموا بالحجر الصحي كان يتوفر لهم غرفة وحمام خاصين ولا يخالطهم احد، ونفاياتهم توضع في اكياس محكمة الاغلاق ويتم تعقيمها قبل خروجها من الغرفة، خوفا من انتقال العدوى.
وجرى وفق عبد ربه التنسيق مع مجالس الخدمات المشتركة التابع للبلديات، وتوزيع منشورات توعوية تتضمن تعليمات محددة حول كيفية التعامل مع النفايات الطبية.

سليمان ابو مفرح مدير عام دائرة المجالس المشتركة
ابو مفرح: الامكانيات لم تسمح بوجود آليات معالجة كافية
من جانبه، يقول مدير عام دائرة المجالس المشتركة في الضفة الغربية سليمان أبو مفرح، ان موضوع النفايات الطبية يخضع لنظام تم إقراره من قبل الحكومة الفلسطينية، لكن تطبيق هذا النظام كان يعتمد على توفر مجموعة من المقومات، منها وجود أماكن لمعالجة النفايات الطبية، بحيث تصبح نفايات عادية قابلة للتخلص منها في مكبات النفايات المعتمدة، إلاّ أن الإمكانيات لدى وزارة الصحة، وفق أبو مفرح، ولكل من يدير خدمات النفايات لم تسمح بوجود أماكن أو آليات معالجة كافية.
ويشير الى انه كان يوجد في جنوب الضفة الغربية (الخليل وبيت لحم) معالجة جزئية وجزء من غزة وجزء أيضا من مجمع رام الله، أما باقي المستشفيات والمراكز الصحية فكانوا يتخلصون من النفايات الطبية على عاتقهم عن طريق المقاولين.

كمامات مستعملة ملقاة على الارض
تخصيص سيارة لنقل نفايات الفيروس
لكن بفترة انتشار فيروس كورونا كان لا بد من التخلص من النفايات الطبية وبالذات الناتجة من مراكز الحجر الصحي والمستشفيات، وبسبب عدم وجود معالجة كافية، وقلة الامكانيات تم تخصيص سيارة خاصة لجمع النفايات الناتجة عن مصابي كورونا، من قبل مجلس الخدمات المشترك وبعض البلديات لنقل نفايات الفيروس، وذلك بعد وضعها بأكياس محكمة الاغلاق من قبل المستشفيات والمراكز الصحية، وكان يتم نقلها الى مكبات النفايات ويتم التعامل معها بناء على دليل تم اعداده من قبل وزارة البيئة وهو التخلص منها بالطمر تحت سطح الارض بمسافة 3 متر، بحيث تُمنع ملامستها وعدم انتشارها، لضمان السلامة العامة.
وكان يتم التعامل مع النفايات التي تخرج من المنازل التي يشك بوجود مصابين فيها ويخضعون للحجر الصحي المنزلي، كالنفايات الطبية الملوثة، تاركين نفاياتهم أمام منازلهم بالتنسيق مع المجالس المحلية والصحة حتى يتم جمعها. ويؤكد ابو مفرح ان إدارة النفايات الطبية لا تتم بالشكل المطلوب.
ويشير الى ان القفازات والكمامات الملقاة في الشوارع تشوه المنظر العام وهو سلوك فردي من قبل المواطنين وغير لائق.
منظمة الصحة العالمية وإدارة النفايات الطبية
وتنطوي الإدارة الآمنة للنفايات الطبية حسب منظمة الصحة العالمية على المبادئ الرئيسية الثلاثة: تقليل النفايات غير الضرورية، وعزل النفايات العامة عن تلك الخطرة، ومعالجة النفايات بطريقة تحد من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها العاملون الصحيون والمجتمع.
وقال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في فلسطين جيرالد روكنشواب، في تصريح له، إن وزارة الصحة ملتزمة بمعايير منظمة الصحة العالمية، وتقوم بكل ما يمكن عمله للحد من إمكانية انتشار الفيروس، وفي التخفيف من الآثار المترتبة على المواطنين.