الولايات المتحدة فرضت رؤيتها المشككة في قضية المناخ على الاقتصادات الكبرى في العالم
ألمانيا/خاص: فرضت الولايات المتحدة، التي تنوي خفض ميزانيتها المخصصة لمكافحة التغير المناخي، رؤيتها المشككة في قضية المناخ على الاقتصادات الكبرى في العالم برفضها ادراج اشارة الى اتفاق باريس في بيان مجموعة العشرين الصادر في آذار الماضي.
وخاض وزراء مالية اقوى الدول في العالم ليومين نقاشات حادة، لكنهم لم يدرجوا في بيانهم الختامي تأكيد التزامهم مجددا بقضية المناخ الذي قطعوه في قمة هانجتشو في ايلول/سبتمبر 2016 عندما وعد رؤساء الدول بالانضمام الى اتفاق باريس بسرعة.
ومنذ تلك القمة، انتخب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وهو الذي أكد في الماضي ان قضية ارتفاع حرارة الارض ليست سوى اختراعا صينيا، ولم يتردد في تكرار آرائه المشككة في قضية المناخ.
وهذا التشكيك تجسد في مشروع الموازنة الاميركية في آذار الماضي. فعلى المستويين الوطني والدولي، تضمنت الميزانية اقتطاعات واضحة في كل الاموال المخصصة لمكافحة تغيرات المناخ تقريبا.
وأوضح وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين انه رفض كل اشارة الى اتفاق باريس في بيان بادن بادن معتبرا أن قضايا البيئة "ليست من اختصاصه".
وقال منوتشين ان "الرئيس ترامب يدرس اتفاق باريس ومعاهدات اخرى والحكومة سيكون لديها رأي في هذا المجال وستعيد رسم سياستها"، معتبرا أن هذه المسألة من اختصاص رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين اكثر من وزراء المالية.
ودان المدافعون عن البيئة القرار متهمين اكبر اقتصاد في العالم "بخفض سقف الطموحات وجر الآخرين إلى الحضيض"، على حد قول هارجيت سينغ المدير المكلف بمسألة التغير المناخي في المنظمة غير الحكومية "اكشن ايد".
فرنسا تشعر بالأسف
ورد وزير المال الفرنسي ميشال سابان بالقول "اشعر بالأسف (…) لأن مناقشاتنا اليوم لم تؤد إلى نتيجة مرضية" بشأن مكافحة تبدل المناخ، مؤكدا إنها "أولوية اساسية في عالمنا الحالي وفرنسا ترغب في أن تواصل مجموعة العشرين التحرك بشأنه بحزم وبتشاور".
وخلافا لتجاهل بيان بادن بادن هذه المسألة، كان بيان اجتماع مجموعة العشرين في هانجتشو يعد "بدعم" و"بإجراءات قوية وفعالة لمواجهة التبدلات المناخية".
وقال جون كيتن الخبير في المجموعة البحثية "جي20 ريسرش غروب" انه لم يستغرب هذا الموقف الأميركي، لأن الإشارة إلى اتفاق باريس في البيان يعني اعتباره شرعيا بينما أكد ترامب خلال حملته انه يمكن ان يسحب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي وقع في عهد باراك اوباما.
وصرح سينغ انه "أمر يثير الاحباط"، مشيرا إلى أن "الفقراء في الدول النامية يواجهون تبدلات المناخ مباشرة"، مثل الجفاف في منطقة القرن الافريقي.
وقال لوكالة فرانس برس أن "بلدا مثل الولايات المتحدة يتحمل مسؤولية تاريخية ويجب ان يكون بطلا في هذه القضية لكنه يقوم بدفع الآخرين إلى الحضيض".
لكن مدير المنظمة غير الحكومية "ريزو اكسيون كليما اوروب” ويندل تريو اكد ان تحفظات واشنطن لا تعني موت اتفاق باريس لانه موقع اصلا. واضاف لوكالة فرانس برس ان ذلك سيكون له “تأثير رمزي".
وعبر عن خشيته من ان "إرسال الولايات المتحدة لإشارة من هذا النوع يمكن ان يدفع دولا أخرى مثل السعودية وإيران إلى ان تحذو حذوها".
وقبل اربعة اشهر من اجتماع رؤساء دول وحكومات مجموعة العشرين في هامبورغ في تموز/يوليو القادم، يرى اي شو من منظمة غيرنبيس لشرق آسيا انه "على الدول الأخرى ألا تسمح بتكرار ذلك".