مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
نيسان 2013 - العدد 53
 
Untitled Document  

حين يتحول الفلسطيني من مستهلك إلى منتج
وأخيراً أنظمة الطاقة الشمسية النظيفة تدخل البيوت الفلسطينية
د. شكوكاني ينير بيته منذ شهر من أشعة الشمس الوافرة
وزير الطاقة د.كتانة: إنشاء هذا النظام بداية لفك تبعيتنا عن الاحتلال

بالرغم من التكلفة الإنشائية المرتفعة للخلايا الشمسية إلا أن استرداد التكلفة يستغرق نحو خمس سنوات

تقرير: ربى عنبتاوي
خاص بآفاق البيئة والتنمية

"بالرغم من تكلفة التركيب العالية، إلا أنني سأستردها خلال خمس سنوات على أكثر تقدير، عدا عن استغلال طاقة نظيفة صديقة للبيئة ومتاحة للجميع" . هكذا قال الوكيل المساعد في المجلس الاقتصادي الفلسطيني "بكدار" لآفاق البيئة والتنمية التي زارت منزله المؤلف من طابقين في رام الله قبل ايام من اطلاق بيته رسمياً كأحد البيوت الأولى التي ستدير كهرباءها وفق نظام الطاقة الشمسية الوافرة في بلادنا.
د. شكوكاني المهتم بالبيئة في السنوات العشر الأخيرة، لم ييأس سابقاً من تعذر امكانية تركيب الواح طاقة شمسية على سطح منزله وذلك لعدم توفرها في ذلك الحين، وبالرغم من ادخالها الأراضي الفلسطينية في السنتين الاخيرتين إلا انها لم تكن تعتمد على نظام الربط بين المنازل وشركات توزيع الكهرباء، بل على نظام التخزين عبر البطاريات للاستفادة من الطاقة ليلاً. ولكن مع تشريع قانون فلسطيني أواسط عام 2012 ينظم عملية الربط بين البيوت وشركات التوزيع، لم يتردد د.شكوكاني حيث سارع لجعل مساحة 50 متراً مربعاً من سطح منزله لامتصاص شمس الوطن الدافئة عبر 22 لوحاً ركبت على الجهة الشرقية الجنوبية، بتكلفة وصلت إلى 12 الف دولار.
يقوم النظام الحديث لبيوت الطاقة الشمسية وفق معلومات من سلطة الطاقة بربط ما ينتجه النظام الشمسي من كهرباء مع شركة التوزيع فما يستهلكه المنزل يكون بلا تكاليف وما يفيض عن حاجته تشتريه شركة الكهرباء بسعر تشجيعي مرتفع يحقق عائدا ماديا مجزيا للمستهلك وفق تعريفة تحددها سلطة الطاقة وذلك ضمن عقد رسمي يستمر لمدة عشرين عاماً من سنة التركيب، وان زاد الاستهلاك- في اوقات الشتاء مثلاً- فنقصت الكهرباء التي يوفرها النظام الشمسي، يتم شراء ما يحتاجه المنزل من شركة الكهرباء، ويتم تحديد الزيادة والنقصان من خلال ساعتي كهرباء داخل المنزل (للتوليد والاستهلاك) حيث تحدد الفروقات نهاية كل شهر.
ويشير د.شكوكاني الى أن سلطة الطاقة متفائلة من هذا المشروع الذي خصصت له طاقة استيعابية مبدئية ستصل الى 1000 بيت في الاراضي الفلسطينية ( 400 بيت في رام الله، 300 في محافظات الشمال، 300 في الجنوب).
وعن قيود هذا النظام يختم د. شكوكاني الحاصل على الدكتوراة في الهندسة المدنية من ألمانيا بأنه يتطلب بيتاً مستقلاً بحيث يصعب تطبيقه على سطح مشترك لعدة جيران، كما يجب ان تركب الالواح على سطح بيت مشمس قليل الظلال، ويجب تنظيف الألواح من الأغبرة باستمرار لضمان الامتصاص الأمثل للشمس.

د. هشام وزوجته سيكونان من أوائل فلسطينيي الضفة الذين سيتمتعون بنظام الطاقة الشمسية الفعال

سلطة الطاقة:  حان الوقت لتزدهر الطاقة الشمسية في بلادنا ؟؟
وفي اتصال لآفاق مع وزير سلطة الطاقة والموارد الطبيعية وفي معرض الإجابة عن سؤال سبب تشريع مشروع الطاقة الشمسية في هذا الوقت، على الرغم من انتشاره قبل عدة سنوات في العديد من دول العالم، أشار د. عمر كتانة إلى أن المباشرة في المشروع تمت بعيد استصدار انظمة وتشريعات تدعم الاستثمار في هذا المجال من قبل المجلس التشريعي عبر اقرار المبادرة الفلسطينية للطاقة الشمسية، وتبني الاستراتيجية العامة من مشاريع طاقة نظيفة: هواء، شمسية وحيوية وهكذا، بحيث تم دعم تركيب خلايا شمسية في الوقت الذي تم فيه ايجاد آلية لربط المنازل مع شركات توزيع الكهرباء.
ويضيف د. كتانة بأن الأمر لم يكن مشجعاً قبل سنتين نظراً لكون اسعار خلايا الطاقة الشمسية كانت خمسة أضعاف ما هي عليه اليوم، مشيراً إلى أنها حالياً في انخفاض ما يعد مؤشراً مشجعاً لدخول هذا المضمار. مستذكراً قبل ما يزيد عن 25 عاماً، غلاء اسعار سخانات المياه الشمسية وتهيب الناس من تركيبها، ولكن حين اقتنع الناس آنذاك بالجدوى الاقتصادية من توفير الكهرباء أقبل الجميع على تركيبها أي السخانات ما جعل الفلسطينيين يتفوقون في تركيبهم لها على العديد من دول الجوار، بنسبة وصلت إلى  75% .
وأضاف د. كتانة: "وهبنا الله في فلسطين مناخا دافئاً بنسبة سطوع شمسي جيد جدا، كما أن الاعتماد في طاقتنا الكهربائية على الشمس كفيل بإبعادنا عن أزمات التقلبات السياسية، فالكهرباء منتجة ذاتيا والاحتلال عاجز عن مساومتنا عليها". وأضاف د. كتانة بأن النتيجة الأهم هي تحويل الفلسطيني من طرف مستهلك إلى منتج فيما يتعلق بالكهرباء. كما وأكد على أهمية البعد البيئي لهذه الخطوة ما سيساهم في تعزيز وعي المواطنين بأهمية الطاقة النظيفة المتجددة.
وحول امكانية تطبيق النظام في عدة شقق سكنية ضمن المبنى السكني الواحد، فأكد د. كتانة أن الأمر ممكن، حيث اقرت سلطة الطاقة مبدأ المشاركة في نظام واحد، عبر المحاصصة بما قيمته 5 كيلوواط لكل بيت كمتوسط للاستهلاك اليومي، مشيراً إلى أن انتاج الكيلوواط الواحد في الماضي كان يكلف 5 آلاف دولار، أما اليوم فوصل إلى 2000 دولار والمؤشر في انخفاض.

المستهلك مدعوم من سلطة الطاقة
وقد فرضت سلطة الطاقة وفق د. كتانة معايير محددة وواضحة على شركات توزيع الكهرباء الخمس في الوطن، تصب في مصلحة المستهلك وتشجعه على تركيب مثل تلك الأنظمة، وحول المتابعة الفنية من قبلهم للمنازل، فأشار إلى أن وظيفتهم هي سن التشريعات وليس التنفيذ، حيث أن الأمر من تخصص شركات هندسية خاصة، فيما المراقبة تتم من خلال شركة تنظيم قطاع الكهرباء.
ويأمل د. كتانة تنفيذ عدة مشاريع في مناطق الجنوب والشمال وصولا الى هدف تعميم الفكرة عبر تمديد العمل بالأسعار التشجيعية لأول 100 منزل ومنح تعرفة متميزة لـ 900 منزل اخر. مشيراً إلى اقرار الحكومة تعرفة مميزة للطاقة المنتجة لتحفيز المواطن على تركيب هذا النظام في منزله، وبموجب اتفاقية مع الحكومة تتولى شركة توزيع الكهرباء شراء التيار المولد عبر عداد خاص بسعر شيقل واحد و7 اغورات للكيلووات وتعيد بيعه للمواطن بسعر 63 اغورة على ان تتحمل الحكومة الفرق بين السعرين .
وختم د. كتانة قائلاً: "هذا النمط من الاقتصاد الحر غير التابع لإسرائيل، مدعاة لدعمنا وتشجيعنا، فكل كيلو واط منتج فلسطينياً يعادل التخلص من شراء كيلو واط من الاحتلال".

د. هشام يشير إلى الخلايا الشمسية
شركة كهرباء القدس تفحص النظام الشمسي

قطاع تنظيم الكهرباء يضمن سلاسة تطبيق النظام وفق معايير واضحة بين الطرفين
وحول المراقبة الفنية على أنظمة الطاقة الشمسية،  أشار م. ظافر ملحم الرئيس التنظيمي لشركة تنظيم الكهرباء، عن دور شركته المتمثل في دراسة المشاريع الموافق عليها من قبل الحكومة ووضع المواصفات الفنية لها، وتحديد التعرفة ما بين المواطن وشركة التوزيع، بحيث يوافق المواطن على سعر محدد لبيع كهربائه من الطاقة الشمسية، ضمن اتفاقية ثابتة للسعر لا تتغير على مدار20 عاماً من تركيب النظام، وبديهياً يكون سعر البيع لشركة التوزيع أغلى مما تشتريه الشركة من اسرائيل، ولكن تشجيعاً لهذا النظام البيئي الوطني فالفرق في التكلفة ستدفعه الحكومة من خلال اتفاقية ثنائية بين الشركة وسلطة الطاقة. وأضاف بأن أي جهة تريد الدخول في هذا النظام، فعليها حتى تأخذ الموافقة، ان تبرز شهادة مواصفات مطابقة لما اعدته شبكة تنظيم قطاع الكهرباء والمواصفات الفلسطينية.

موزع الكهرباء

دفع عجلة نمو قطاع الطاقة المتجددة والبديلة في فلسطين
فيما اشار مدير عام شركة كهرباء القدس هشام العمري في خبر نشر على موقع وكالة معا آذار الماضي،  بأن نظام الخلايا الشمسية سيساعد في التخفيف من الأحمال المتزايدة على الشبكة الكهربائية مما يتيح الفرصة أمام الشركة لتقديم خدمة أفضل للمشتركين ويخفض من الانقطاعات المستمرة للكهرباء بسبب الأحمال المتزايدة، وأضاف بأن الخلايا الشمسية ستوفر الأمن والحماية والسلامة للمواطنين من أية حوادث مستقبلية بشكل أكبر. وبيّن العمري بأن عملية انتاج الكهرباء من الطاقة البديلة والمتجددة سيسهم في مساعدة شركات الكهرباء من التخلص من التبعية الاقتصادية والاعتماد الكلي على الدول المجاورة المزودة للكهرباء، ولا سيما في ظل الصعوبات والعراقيل التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي، فالخلايا الشمسية ستعمل على تغذية الشبكات بالطاقة الكهربائية، الأمر الذي سيسهم في دفع عجلة نمو قطاع الطاقة المتجددة والبديلة في فلسطين، وسيمكن الشركة من توفير خدمة الكهرباء بشكل مستمر وبجودة عالية.

300 بيت على الدرب نحو الشمس
نائب مدير عام شركة الكهرباء هاني غوشة اشار في حديث مع آفاق بأن عملية الاقبال على التسجيل لهذا النظام، مبشرة في الاراضي الفلسطينية، حيث سجل للمشروع 300 منزل، 30 منهم ضمن امتياز شركة كهرباء القدس في رام الله وبيت لحم وأريحا والقدس، وما تم تركيبه فعلياً حتى الآن هو أربعة منازل.
وحول دور شركة كهرباء القدس فأشار غوشة إلى أن وظيفتهم تتمثل في التأكد من أن الجهات المتقدمة بحوزتها شهادة المواصفات العامة، لضمان سلامة المشتركين أولاً، وللحفاظ على جودة الطاقة التي ستغذي الشبكات الكهربائية ثانيا. وحول وجود أي تخوف لشركة الكهرباء -التي تعاني أصلاً من مشاكل مالية- وذلك من امكانية عدم التزام الحكومة بسبب ظروفها المالية ايضاً، فقال ان الفرق بالتكلفة للمنازل الأربعة المطبقة للنظام حالياً لن تتجاوز خمسة آلاف شيقل شهريا، والمبلغ مقدور عليه بالنسبة للحكومة.
وأستشهد غوشة بنموذج الدولة الألمانية المشجعة لمواطنيها للإقبال على هذا النظام، عبر اعطائهم قروضاً طويلة الامد لمدة 30 سنة من دون فوائد، وذلك لكل شخص يفكر في تأسيس منزله وفق نظام الطاقة الشمسية المتجددة للحفاظ على البيئة. الأمر غير المقدور عليه محلياً لاعتبارات اقتصادية لكنه في طريقه إلى الانتشار.

التعليقات

 

عقبال غزة ان شاء الله
والله زهقنا من نظام القطع 8 ساعات جاية و8 قاطعة، النا على هالحال 7 سنوات

 

نشكر الزغل علي الابتكار هل من معلومات علي هد مشروع وماكناته ممكن ترسل لي صورة عامة علي كفية ذالك اريد التحصل علي بودرة ارجوك بطريقة افضل من حرق عجلات .

 

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية