مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
آذار 2012 العدد-42
 
Untitled Document  

"شركة حماية الطبيعة" الإسرائيلية: مشروع "قناة الأحمر-الميت" أكبر تهديد للطبيعة في فلسطين
أبحاث ومنظمات بيئية إسرائيلية تبعث الحلم الصهيوني القديم بإنشاء قناة البحر المتوسط-البحر الميت!!

ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية

يشن بعض النشطاء البيئيين والأخصائيين والجيولوجيين الإسرائيليين حملة ضد مشروع قناة البحرين (الأحمر-الميت)، ويقولون إن على إسرائيل أن تدرس جيدا العواقب البيئية المتوقعة من عملية اختلاط مياه البحر الأحمر بمياه البحر الميت، مما سيتسبب في تغيير التوازن الإيكولوجي الحساس القائم في الأخير، ناهيك عن التأثيرات غير المعروفة على مياه خليج العقبة ووادي عربة.  واعتبرت مؤخرا "شركة الدفاع عن الطبيعة" الإسرائيلية بأن مشروع القناة يعد أكبر تهديد للطبيعة في فلسطين.  وفي تقريرها الذي نشر في  أواسط كانون ثاني الماضي حول التهديدات التي تمثلها القناة، شككت الشركة بقدرة الدراسة التي يشرف عليها البنك الدولي من أن تشخص بدقة العواقب البيئية للمشروع.  وذلك بسبب العديد من عوامل عدم اليقين التي يتضمنها المشروع.
كما حذر مؤخرا  بحث إسرائيلي لِـ "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية" خاص بقناة البحرين، من عدم اليقين الهائل فيما يتعلق بالعواقب البيئية والاقتصادية وغيرها على البحر الميت ومحيط القناة المزمع إنشاءها.  ويوصي البحث بإنشاء مشروع مائي مصغر، قبل اتخاذ قرار بتنفيذ المشروع برمته، وبأن تنقل المياه من البحر المتوسط إلى الميت.
وإلى جانب "معهد القدس للدراسات الإسرائيلية"، يدعو أيضا بعض النشطاء الإسرائيليين الأعضاء في ما يسمى "أصدقاء الأرض-الشرق الأوسط" البنك الدولي إلى أن يمول دراسة أشمل لإنقاذ البحر الميت، تتضمن بدائل أخرى، مثل نقل المياه عبر نهر الأردن، أو عبر قناة من البحر المتوسط، علما بأن هذا البديل الأخير سيدمر التوازن الإيكولوجي أيضا، تماما كما في مشروع "الأحمر-الميت"، فضلا عن أنه يشرعن مواصلة النهب الإسرائيلي لمياه حوض نهر الأردن، هذا النهب الذي يعد السبب الرئيسي للتدمير الحاصل للبحر الميت.  كما أن مشروع "المتوسط-الميت" اخترعه، أصلا، بعض أساطين الحركة الصهيونية، منذ عقود طويلة.
وذكر بحث المعهد الإسرائيلي بأنه من غير المؤكد إذا ما كانت البدائل التي يعرضها البنك الدولي في دراسته، هي الأكثر جدوى من الناحية الاقتصادية.  ويقترح البحث بدائل أخرى، وليس فقط لقناة البحرين الأحمر-الميت.  ويقول بأن فكرة ناقل المياه من البحر الأحمر إلى البحر الميت تهدف أصلا إلى تغيير العجز في الميزان المائي في الأخير، فضلا عن مشاريع تحلية المياه وإنتاج طاقة هيدرو كهربائية.  وبحسب البحث، سيتسبب مثل هذا الجريان المائي (من الأحمر إلى الميت) في الإخلال بالتوازن الإيكولوجي الطبيعي، فضلا عن المخاطر البيئية والاقتصادية التي لا يمكن التنبؤ بها تماما؛ ما يعني عدم اليقين فيما يتعلق بالعواقب التي قد تنجم عن المشروع. 
ويوصي البحث الذي أعده طاقم إسرائيلي كبير من الاقتصاديين وخبراء البيئة والجيولوجيين وممثلي منظمات بيئية وغيرهم،  بتمرير المياه من البحر المتوسط، عبر بيسان وحتى المقطع الجنوبي من نهر الأردن.  ويزعم القائمون على البحث، بأن مثل هذه القناة أكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، وهي تشكل علاجا لمشكلة مستوى البحر الميت، بالإضافة إلى أنها ستوفر مياه عذبة لإسرائيل، الأردن والفلسطينيين!  ويقدر البحث تكلفة هذا المشروع بنحو 5.2 مليار دولار.  
وبحسب خطة البنك الدولي، سينفذ قريبا مشروع طليعي (تجريبي) لقناة الأحمر-الميت، بحيث يتم ضخ 200 مليون متر مكعب من مياه البحر الأحمر، وسيوجه مائة مليون إلى محطة لتحلية المياه في العقبة الأردنية، بينما ستجري سائر الكمية في أنبوب نحو البحر الميت.
وفي أحدث بحث له، كشف البنك الدولي بأنه في حال إنشاء القناة المزمع إقامتها بين البحرين الأحمر والميت، فإن ذلك قد يتسبب في تحول لون البحر الميت إلى الأبيض نظرا لتكون طبقات من الجبص؛ وقد تنمو به أيضا طحالب مائية غريبة.  كما يعتقد الباحثون بأن القناة قد تفاقم ظاهرة الحفر البالوعية الناتجة عن انكماش البحر الميت وذوبان الطبقات الملحية الهشة في محيطه.
وقبل البنك الدولي، سبق أن حذر مركز العمل التنموي/معا، استنادا إلى دراسات علمية سابقة؛ من أن هذا المشروع قد ينتج عنه تكوين بحر آخر يختلف في خصائصه وصفاته وطبيعة مياهه عن البحر الميت الموجود الآن، فتدفق مياه البحر الأحمر الأقل ملوحة إلى البحر الميت، سيؤدي إلى اختلال التركيز الكيميائي لطبقات مياه البحر الميت؛ وبالتالي تكون طبقة علوية خليط من ماء البحرين يكون تركيز الأملاح فيها أقل من التركيز الحالي للطبقة العليا.  كما استشهد مركز معا بما أكده بعض خبراء البيئة بأن البحر الميت سيتحول إلى اللون الأبيض ثم إلى الأحمر الدامي، في حالة اختلاط مياهه بمياه البحر الأحمر نتيجة تفاعل بكتريا الحديد وهو ما سيؤثر على طبيعة مياه البحر الميت وسينعكس ذلك على السياحة فيه.
 وأشار مركز معا، إلى أن المشروع سيسبب كارثة بيئية ستحل بالبحر الميت بالدرجة الأولى؛ إذ أن العديد من علماء الجيولوجيا يؤكدون بأن تنفيذ هذا المشروع سيتسبب في حدوث زلازل مدمرة، وذلك نظرا لأن تدفق كميات كبيرة من مياه البحر الأحمر (نحو ملياري متر مكعب سنويا) في البحر الميت الذي يعد أخفض منطقة في العالم، سيؤدي إلى زيادة الضغط على قعر البحر الميت، ما سيؤدي لاختلالات في طبقات الأرض في منطقة الأغوار التي تقع  فوق ما يعرف بفالق شمال أفريقيا النشط زلزاليا، بمعنى أن تدفق المياه في تلك المنطقة قد يحرك الفالق وينشط الزلازل في المنطقة.
ويتجاهل الناشطون البيئيون الإسرائيليون، إجمالا، ما يشدد عليه مركز معا من أن هذا المشروع يعد تثبيتا وتعميقا للوجود الاستيطاني الإسرائيلي في النقب وفي الضفة الغربية بعامة، وفي مناطق الأغوار بخاصة.  كما أنه سيوفر مياها شبه مجانية لتبريد مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، والذي يتم تبريده حاليا باستخدام التبريد الهوائي المكلف، وسيشجع ذلك إسرائيل على إنشاء مفاعلات نووية إضافية وإنتاج المزيد من الأسلحة النووية.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية