مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
شباط 2012 العدد-41
ينابيع القدس تعاني من الجفاف بسبب شح الأمطار في السنوات الماضية والتمدد الاسمنتي الاستيطاني
نبع فلسطيني على إحدى التلال المقدسية
خاص بآفاق البيئة والتنمية
تعاني الينابيع الفلسطينية الكثيرة الممتدة من القدس شرقا وحتى منطقة بيت جمال غرب بلدة خاراس، من الجفاف المتواصل، إثر شح الأمطار في السنوات الست الأخيرة الجافة، والتمدد الاسمنتي الاستيطاني اليهودي المكثف. إذ في فصل الشتاء المنصرم (2010/2011)، لم تتجاوز كمية الأمطار في المناطق الوسطى (بما في ذلك القدس) 60% من المعدل السنوي المتراكم. وقد شكلت ينابيع المنطقة الجبلية المحتلة البالغ عددها نحو تسعين نبعا، موردا أساسيا للزراعات العريقة المميزة والفريدة التي توارثها الفلاحون العرب عبر الأجيال، منذ آلاف السنين. وتحيط بالعديد من تلك الينابيع أنظمة مائية متشعبة من القنوات والبرك والآبار الرومانية والعربية القديمة، ساهمت بشكل أساسي في تطوير الزراعة الجبلية، من خلال إنشاء الجدران الاستنادية (السلاسل الحجرية) والزراعة في الأراضي المنحدرة والزراعة على المصاطب.
ومن أبرز تلك الينابيع الآخذة بالجفاف: عين خندق، عين صطاف وعين عليك. ولا تزال بعض الينابيع تتمتع ببعض المياه المتدفقة منها، إلا أن قوة جريانها ضعيفة، بالمقارنة مع الوضع المائي الذي كان سائدا قبل ثماني أو تسع سنوات. ناهيك أن جودة المياه في جزء كبير من تلك الينابيع متدنية، بل وملوثة أحيانا.
ويالإضافة إلى عامل الجفاف، يعد التوسع الاسمنتي الاستيطاني الكبير بجوار بعض الينابيع الفلسطينية، مع ما يرافق ذلك من بنى تحتية مثل الشوارع ومحطات الوقود- يعد من أبرز أسباب شح المياه في الينابيع؛ إذ أن مياه الأمطار في هذه الحال، لا تتسرب إلى باطن الأرض المحاذية للينابيع، بسبب تكون طبقات الاسمنت والاسفلت؛ فتتبخر المياه أو تواصل جريانها إلى مناطق أخرى. ولا يغرنك أن جريان المياه في بعض مواقع تلك الينابيع أكبر من المتوقع؛ إذ أن ذلك ناتج عن اختلاط مياه الأمطار بالمياه العادمة المتدفقة من التجمعات الاستيطانية اليهودية. وبالفعل، بينت الفحوصات المخبرية الإسرائيلية أن جودة تلك المياه متدنية وهي تحوي عوامل التلويث المميزة للمياه العادمة. وقد تشوه، نتيجة ذلك، جزءٌ هامٌ من الغطاء النباتي الطبيعي المحيط بينابيع المنطقة.
وفي مقابل هذا المشهد البيئي المائي المشوه والملوث، كان لعيون المياه لدى الفلسطينيين، قبل احتلال عام 1948، مكانة مرموقة في وجدانهم الشعبي؛ فكان السكان يتعاونون بسلاسة في أعمال صيانة وتنظيف الينابيع والقنوات والبرك؛ لما كان لها من أهمية مركزية في الزراعات الفلسطينية الغنية والمنوعة والمتداخلة التي وسمت آنذاك تلك المناطق.
التعليقات
مجلة افاق البيئة و التنمية
الصفــحة الرئيسيـــة
لماذا آفاق البيئة والتنمية
منبر البيئة والتنمية
الراصد البيئي
مشاهد بيئية
أخبار البيئة والتنمية
أصدقاء البيئة
أريد حلا
مبادرات بيئية
تراثيات بيئية
قراءة في كتاب
سياحة بيئية وأثرية
البيئة والتنمية في صور
أسرة افاق البيئة و التنمية
أعداد سابقة / الارشيف
كُتَابُنا
رسائل القراء
للاشتراك
الاتصال بنا
روابط
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة