مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2011 العدد-40
الغيوم الغازية السوداء السامة لا تزال تنبعث بكثافة في برطعة الشرقية ويعبد وام الريحان
مفاحم في منطقة جنين
خاص بآفاق البيئة والتنمية
بالرغم من قيام ما يسمى "الإدارة المدنية" الذراع الرئيسي للاحتلال، ووزارة البيئة الإسرائيلية بتدمير عشرات المفاحم في منطقة جنين ووادي عارة، في حزيران الماضي، فإن دخان المفاحم الأسود لا يزال ينبعث بكثافة في المنطقة ملوثاً بشكل خطير الهواء هناك.
وتعد صناعة الفحم فرعاً اقتصادياً هاما في منطقة جنين. ويسوق معظم الفحم الناتج في السوق الإسرائيلي حيث يوجد طلب كبير على هذه السلعة. إلا أن هذه الصناعة تسببت في أذى بيئي متراكم على مدى عشرات السنين، مما حول حياة المواطنين الفلسطينيين في المنطقة إلى كابوس من الغيوم الغازية الكثيفة السوداء.
وتعتاش مئات الأسر الفلسطينية من هذه المفاحم المنتشرة في منطقة جنين، وبخاصة في برطعة الشرقية ويعبد وام الريحان التي تنقل إليها شاحنات إسرائيلية جزءا كبيرا من المواد الخام المتمثلة بمخلفات التقليم والأشجار الهرمة المقتلعة من البيارات الواقعة في الأرض المحتلة عام 1948. ويعد الفحم الناتج من أشجار الحمضيات من أجود أنواع الفحم.
وقد رفع بعض أصحاب المفاحم شكاوى إلى "محكمة العدل العليا" الإسرائيلية ضد مواصلة قوات الاحتلال هدم المفاحم في ثمانية مواقع، مما دفع المحكمة المذكورة إلى اصدار أوامر مؤقتة تمنع هدم المفاحم في تلك المواقع.
وتدعي "الإدارة المدنية" بأنها شددت الرقابة على "المعابر" بهدف منع نقل المواد الخام اللازمة لصناعة الفحم، من إسرائيل إلى الضفة الغربية؛ حيث صودرت محتويات بعض الشاحنات التي تم ضبطها.
وتقول مصادر في وزارة البيئة الإسرائيلية بأن اتصالات جرت في الماضي بين الوزارة الأخيرة وجهات فلسطينية، عبر مؤسسة دولية، لإيجاد بديل تكنولوجي مشترك لإنتاج الفحم، "صديق للبيئة". إلا أن السلطة الفلسطينية، بحسب زعم المصادر ذاتها، جمدت العام الماضي تلك الاتصالات.
مواد مسرطنة
الجدير بالذكر أن قوات الجيش الإسرائيلي، ترافقها ما يسمى "الإدارة المدنية" ووزارة البيئة الإسرائيلية، اقتحمت قبل بضعة أشهر أكثر من أربعين مفحمة من أصل نحو 400 تقع في منطقة جنين ووادي عارة، وتحديدا في ما يسمى منطقة C ، ودمرتها وأوقفت العمل فيها. وتنوي "الإدارة المدنية" ووزارة البيئة الإسرائيلية مواصلة اقتحام سائر المفاحم. وتدعي وزارة البيئة الإسرائيلية بأن أوامر بهدم جميع المفاحم التي اقتحمت قد سلمت لأصحابها بواسطة "الإدارة المدنية". وقد شكل احتجاج المستوطنين الإسرائيليين المتواصل في المنطقة ضد المفاحم وما تتسبب به من مخاطر بيئية وصحية عليهم الدافع لقيام الاحتلال بهذه العملية.
وتكمن مأساة هدم هذه المفاحم في أنها ستترك مئات بل آلاف العمال دون عمل يعيل أسرهم، وقد تمت عملية التدمير دون توفير مسبق لبدائل معيشية إنسانية.
ولإنتاج الفحم، تتم عملية حرق متحكم بها للأشجار في الهواء الطلق، فتنبعث أثناءها سحابة من المواد المسرطنة، وبخاصة "البِنْزِن" و"الفورم ألدهيد" و"الديوكسينات".
وتدعي بعض الأوساط في المنطقة بأن متوسط الحياة في قرية يعبد التي تعد أكبر قرى المنطقة نحو أربعين سنة، كما أن عدد مرضى الأزما والسرطان ضعفا المعدل الفلسطيني العام.
التعليقات
مجلة افاق البيئة و التنمية
الصفــحة الرئيسيـــة
لماذا آفاق البيئة والتنمية
منبر البيئة والتنمية
الراصد البيئي
مشاهد بيئية
أخبار البيئة والتنمية
أصدقاء البيئة
أريد حلا
مبادرات بيئية
تراثيات بيئية
قراءة في كتاب
سياحة بيئية وأثرية
البيئة والتنمية في صور
أسرة افاق البيئة و التنمية
أعداد سابقة / الارشيف
كُتَابُنا
رسائل القراء
للاشتراك
الاتصال بنا
روابط
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة