إضاءة على صناعة الدفيئات البلاستيكية في الكفريات وقصص بيئية أخرى
التاجر بدران حمزة لا يأكل إلا العضوي بالرغم من بيعه للكيماوي
ر.ع
خاص بآفاق البيئة والتنمية
راج شراء الدفيئات البلاستيكية أواخر الستينيات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، كحيز يؤمن بيئة محمية وأجواء اصطناعية توفر للنباتات المزروعة بها الظروف الملائمة للحصول على ثمار الخضار في غير وقتها وتأمين جميع مستلزماتها للحصول على أعلى إنتاجية، ولأن المصدر حينها كان الشراء من تجار إسرائيليين، أرتأى رضوان حمزة وإخوانه الذين مارسوا الحدادة منذ نعومة أظفارهم التوجه نحو صناعتها محلياً، فكبرت شركتهم وتنوعت لتتاجر بالمواد الزراعية والمواد الإنشائية. دار الحوار التالي مع الأخ بدران، حيث سرد قصة صناعة البيوت البلاستكية وبيعها من قلب الكفريات إلى باقي الأراضي الفلسطينية حتى تركيا، كما ناقش القضايا البيئية التي تؤرقه في قريته "كفر صور".
"أخونا الأكبر رضوان بدأ مغامرة صناعة البيوت البلاستيكية مستفيداً من خبرة العائلة في الحدادة، بتأسيس الشركة عام 1994، ورويداً رويداً انضم له إخوته الخمسة فأصبحت شركة رضوان حمزة وإخوانه من عناوين صناعة البيوت البلاستيكية ومستلزماتها في الوطن وخارجه".
في البداية كان رضوان وإخوانه يشترون الهياكل من الاحتلال ويركبون البيوت بأنفسهم، ولكن بعد سنوات قليلة اعتمدوا على ذاتهم وأصبحوا يصنعون أساساتها ويجهزون البيت كاملاً بجميع مستلزماته من أسمدة ومبيدات زراعية، وتمديدات أنابيب وحتى الشتلات، حيث تملك عائلة حمزة مشتلين في محافظة قلقيلية تؤمن منهما شتلات البيوت، وتتزود من خلالهما بالخضراوات والفاكهة العضوية لحاجة العائلة.
الاكتفاء الذاتي الزراعي للعائلة تخوفاً من منتج السوق
وحول المبيدات والأسمدة الكيماوية التي تتاجر بها الشركة فقال بدران: "نحن لا نستورد أي سلعة غير مرخصة من وزارة الزراعة، كما أننا نلتزم بشروط الوزارة من حيث وضع النشرة باللغة العربية على المنتج المستورد ليحسن استخدامه المزارع من حيث فترة الأمان والسلامة".
وحول مدى توقعه التزام المزارع استخدام المبيد أكد بأنه بصراحة شديدة لا يضمن ذلك، ويتزود هو وإخوانه من مشاتلهم الخاصة العضوية حيث لا يطمئنون لشراء الخضراوات والفاكهة في غير موسمها المعتاد خوفاً من المبالغة في استخدام الأسمدة من قبل المزارعين. ولكن المتابعة والرقابة يضيف بدران، هي من ضمن مهام وزارة الزراعة والمؤسسات الأهلية المختصة. لافتا في الوقت نفسه بيعه أيضاً للعضوي من السماد، نظرا لتزايد الطلب عليه خاصةً للمشاريع التي تمولها المؤسسات الأجنبية.
|
موظف في شركة جرين فالي يشرح عن نموذج لدفيئة بلاستيكية من صناعة الشركة |
بيوت بلاستيكية حديثة ومشاريع صديقة للبيئة
تشارك شركة "جرين فالي" لصناعة البيوت البلاستيكية وهي أحد فروع الشركة الأم، في معارض دولية وعربية، ولها مشاريع بيوت بلاستيكية ملفتة في تركيا وعُمان والسعودية والأردن وجميع أطراف الضفة الغربية حيث تتميز بصناعة أحدث أنواع البيوت وفق أنظمة تهوية وحرارة وري تلائم المواسم المختلفة، حيث يتم تجربة البيت محلياً ضمن سرعة الرياح القصوى وهي 150 كم في الساعة، وذلك قبل بيعه للزبون، وقد أشار أحد المهندسين هناك إلى حصول شركة فالي التي تصنّع أيضاً خزانات المياه الضخمة والخيام المتنقلة للبدو، على شهادة الأيزو العالمية 9001.
تنوي أسرة حمزة إنشاء شركة لإنتاج خراطيم البلاستيك ضمن مسارين: إنتاج من مواد خام وآخر يعيد تدوير مخلفات صناعة الخراطيم، والقديم منها، حيث يأتي هذا المشروع بدعم من الحكومة الهولندية وسيباشر بناء هيكل المصنع بداية عام 2012، حيث تقدمت الشركة بطلب للمشروع وتم الموافقة على إنشائه ضمن مساهمة فنية ومادية من الحكومة الهولندية. كما يأمل بدران في تحقيق مشروع تصنيع كرتون في منطقة العوجا ضمن مسارين: الإنتاج من مواد خام وإعادة التدوير.
"يعجبني ما شاهدته في مدينة طولكرم من نظام فصل الكرتون عن باقي المخلفات، حيث وضعت سلّة ضخمة أمام كل محل تجاري لتجميع الكرتون من مخلفات البضائع" قال بدران متمنياً تعميم الفكرة في كل أرجاء الوطن.
|
معدات زراعية في شركة جرين فالي |
دردشة بيئية
ينزعج بدران من الحفر الامتصاصية التي تعكس غياب شبكات المجاري في الكفريات، حيث يتم تفريغها كل فترة عبر شاحنات تقذف حمولتها في الشوارع أو في الخلاء، ما يشكل ضرراً بيئياً كبيراً عدا الرائحة المزعجة، كما انتقد مخلفات معاصر الزيتون في موسم القطاف حيث تتركز الرائحة على أطراف الطرقات وتكون مزعجة جداً. كما لاحظ بدران اقتصار عمل عمال النظافة على جمع الحاويات بشكل دوري دون أن يكون هناك عمال نظافة يوميين يكنسون الشوارع وينظفون الطرقات من النفايات.
ومن ضمن الدردشة البيئية أشار بدران إلى برج خلوي كبير وضخم في كفر صور يبعد عن منزله مسافة 200 متراً، يسبب له إزعاجا ويدفعه للتفكير من أجل الانتقال لمكان آخر، مشيراً إلى احتجاجه عليه حين وضع قبل سنوات عديدة لكن لم يلق صوته المعارض أي صدى.
|