مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين ثاني 2011 العدد-40
 

مبادرات بيئية :

ياسر الشلبي: صداقة للبيئة بدراجة هوائية!

1
ياسر شلبي

عبد الباسط خلف:

يتباهى ياسر محمد شلبي، بأنه طاف العالم على دراجته الهوائية، من غير أن يجتاز حدود وطنه ولو لمرة واحدة. يقول، بابتسامة تشق طريقها في وجهه: بدأت في قيادة الدراجات عام 1970، ومنذ ذلك اليوم وأنا أقطع مسافة 6 كيلومترات تقريباً بشكل يوميّ، من دون توقف لا صيفاً ولا شتاء، وبعيداً عن استخدام الطاقة وتلويث البيئة.
وأبصر الشلبي النور في كانون أول 1957 ببلدة برقين، وصار لا يعرف وسيلة مواصلات غير دراجته التي ترافقه في كل أعماله، فيتسوق عليها، ويستعملها للوصول إلى شغله في الحقول، ويقضي بها واجباته الاجتماعية والأعراس، وتوصله إلى المسجد أيام الجمع.
يقول: "غيّرت حتى اليوم أكثر من ست دراجات، وعرفت اللون الأخضر، والأزرق، والأحمر، والأسود، والأصفر. واشتريت أول واحدة بخمس ليرات إسرائيلية (العملة التي كانت شائعة وقتئذ)، أما آخر واحدة فكانت بمئة وعشرين شيقلا، وأحب واحدة إلى نفسي ذات اللون الأخضر، وقد تنقلت بين أكثر من حجم، واليوم اقتني نمرة 26.
لم يمنع زواج ياسر في خريف عام 1982 من مواصلة استخدام الدراجة الهوائية، كما أنه واصل قيادتها بعد عودته من العمل في المملكة العربية السعودية، ورغم تنقله بين مهن الزراعة والبناء وتربية الماشية، وتعرضه لحوادث سير كثيرة، وتحوله إلى أب لأربعة أبناء وثلاث بنات، وجد لأربعة أحفاد: محمد، وياسر، ورضا، وسامر، إلا أنه يواصل الالتصاق بمقود حافلاته.
يقول: "لو حسبت المسافات التي قطعتها على"البسكليتات" منذ بدأت بسياقتها، لوصلت إلى أمريكا وآخر الدنيا،  وأشعر بالسعادة لأن العجلات تعطيني الصحة والنشاط، وتسري في دمي منذ الصغر، وسأكتب في وصيتي أن يرث حفيدي الذي يحمل اسمي دراجتي بعد مماتي".
لا تحتاج دراجة الشلبي إلى ترخيص أو تأمين أو محروقات، ولا تسجل ضدها المُخالفات، فيما يجري بنفسه أعمال صيانتها، وتغيير إطاراتها، وتوفر له حيويته، وتقهر سكر الدم الذي يعانيه، وتحافظ على لياقته البدنية، ولن يتخلى عنها إلا بوصول سن الشيخوخة، وتوقف قدرته على المشي بشكل نهائي.
 يتابع: "لا أتوقف عن السياقة في الصيف، ولا في الشتاء، والمطر، والبرد، ولن أتخلى عن الدراجات الهوائية، كما أنني لن اشتري دراجة نارية؛ لأنني لا أحبها وأخاف من ركوبها، وأمشي على العتمة، دون إضاءة ... وقد تعرضت لحوادث صعبة، ولا أنقل أحداً معي، ولا أهتم بتزيين الدراجة، فكل ما يهمني الوصول إلى المكان الذي أريده، لا أكثر".

aabdkh@yahoo.com

 

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية