مشاهد بيئية :
شذرات بيئية وتنموية
عبد الباسط خلف:
شجرة السماء
مصيبة المصائب في بلادنا: الثقافة، والتشريع. فلست أدري، أولاً، من أي الوجهات استوردنا ثقافة "تكسير أطراف الزيتون"، فيجتمع الصغير والكبير لتحطيمها بكل أسلحتهم الخشبية، وكأنهم يقدمون رسالة احتجاج على ما جادت به من ثمار يكاد زيتها يضيء، ولو لم تمسسه نار.
ثم لا أعرف، بأي التشريعات والقوانين، يُسمح بتدمير المقدرات الذاتية دون عقاب، فمثلاً من يُشعل ناراً في حشائش جافة ويحرق جبلاً من الزيتون له ولسواه، ينبغي أن يعاقب عقوبة قاسية، حتى يعرف كيف يحافظ على حيازاته، ولا يحطمها أو يشعل بنيران لن تكون صديقة أبدا.
تطبيع طبي!
أقتبس من رسالة محافظة جنين الإخبارية: "تستقبل محافظة جنين وفدا طبيا من داخل أراضي الــ48 ويضم 60 من أطباء فلسطينيين ويهود وذلك يوم السبت الموافق 22 / 10 / 2011، حيث سيكون اللقاء مع المحافظ قدوره موسى الساعة العاشرة صباحا في مقر المحافظة، ثم القيام بجولة تفقدية إلى مستشفى جنين الحكومي وجمعية أصدقاء المريض الخيرية، ثم جولة في المدينة".
هل نحتاج فعلاً لتطبيع طبي من هذا النوع؟ ربما سنسمع في الفترة القادمة عن معلمين للتاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية والمدنية يأتون إلينا ليشرحوا لنا قصة النكبة، والبيئة، ونهر الأردن، وجبل الجرمق، وجبال الكرمل، والنكسة، من منظور إسرائيلي ويهودي وتوراتي!
بضائع صينية
التقي شاباً في المستشفى تعرض لحادث عمل، كاد يقصيه عن الحياة الدنيا. قاسم، 35 عاماً، أصيب بعد أن طارت اسطوانة(الديسك)، وهي آلة قص المعادن والأسمنت. يقول:" اشتريتها على أساس أنها صناعة ليست صينية، وتبين العكس، وتسببت في زرع 34 غرزة في وجهي، ولو أنها اقتربت من رقبتي أو عيني، لكانت النتيجة مغايرة!
أشجع قاسم، على الطلب من الجهات المسؤولة فرض رقابة وفحص على استيراد المعدات القادمة من الصين، والتي تتحول من أدوات تساعدنا على تدبير شؤون حياتا، لسلاح قاتل، يفقدنا الحياة، أو يتسبب لنا بإعاقات لا أول لها ولا آخر.
بيئة
كان سائق المركبة العمومية يهم برمي بقايا وجبته السريعة وسط الشارع العام. سبقت فعله بالقول: ضعها في كيس، وانتظر وصول حاوية. يرد: "شو راح تأثر علبة كولا، وكيس بلاستيك، على العالم"!
|