مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين أول 2011 العدد-39
 

ولادة مشروعين صديقين للبيئة ...في حلحول ودورا جنوب الخليل

ربحي وأبو ريان في حقل الفقوس العضوي

ر. ع.
خاص بآفاق البيئة والتنمية

بالرغم من أن البداية ما زالت صعبة فيما يتعلق بالمشاريع الصديقة للبيئة في الأراضي الفلسطينية، إلا أن مشروعين في جنوب الأراضي الفلسطينية قد طفيا على السطح، وأخذا يبشران بالعودة إلى الطبيعة والابتعاد عن السلوكيات والكيماويات الضارة بالبيئة. أطلّعت مجلة آفاق البيئة والتنمية من خلال عدة مشاهدات على الزراعة العضوية والبذور البلدية وإنتاج الكومبوست في كل من قريتي حلول ودورا.
في حلحول، التقط المزارع ربحي حريز بضع فقوسات من حقله الممتد على مساحة 3 دونم، وقدمها لزوار حقله المزروع بنبات الفقوس البلدي. المشاهدة التي تحققت ضمن مشروع لوكسمبورغ، تكون ناقصة أمام استطعام مذاق الأصالة والنكهة البلدية في فقوسه الطويل البعيد عن المرار، والذي جناه عبر إتباع تقنيات صديقة للبيئة بفضل متابعة جمعية الإغاثة الزراعية وإشراف الجمعية التعاونية للبذور البلدية مع مشروع "نحو الحد من الفقر"، الأخير الممول من حكومة لوكسمبورغ للزراعة العضوية والبذور.
"النحل لا يمتص الرحيق من النبات المتخم بالكيماويات" قال حريز وهو يشير إلى نحلة انهمكت في جمع العسل من زهرة نبتة فقوس، مشيراً إلى أنه يلتزم بالحفاظ على عضوية وبلدية ما يزرع بأن يمتنع كلياً عن استخدام أي سماد أو مبيد كيماوي والبديل طبيعي 100%.

نحلة تمتص رحيق زهر الفقوس العضوي

وبلفتة سريعة على المشروع الذي يعزز إحياء البذور العضوية، أشارت المهندسة الزراعية والمنسقة الميدانية لمشاريع حكومة لوكسمبورغ "مجدولين الرجبي" إلى أنه يستهدف منطقة الجنوب عبر المزارع النموذجية وإنتاج الكومبوست، وقد بدأ حيز التنفيذ منذ عام 2008 وسيمتد حتى 2012 .
"هناك دائماً بديل للكيماوي، فمن أجل القضاء على الأمراض يمكن استخدام خلطات من مسحوق البصل والفلفل والثوم". أضافت الرجبي مشيرة إلى تقديم المشروع حوافزَ للمزارعين لضمان الالتزام التام يتمثل بمساعدات مادية وأخرى عينية عبر المدخلات المؤلفة من البذور والمدخلات العضوية.
وأشارت الرجبي أيضاً، إلى مشروع مشتل الخضر الممول من جمعية "عبر البحار" الايطالية بالتنسيق مع الإغاثة الزراعية، الأخيرة التي تبرعت بالبذور البلدية، حيث استهدف المشروع نساء مناطق حوسان والخضر وبتير في بيت لحم، وجرى من خلالهن إنتاج عدة أصناف نباتية مثل: المريمية، الزعتر، الملفوف، القرنبيط، الفلفل الحلو والحار، البندورة ، الفاصولياء، اليقطين. وتم بيع الشتلات وتوزيع جزء من أرباحها على المزارعات النساء، وجزءٌ آخر لحساب جمعية التسليف في الخضر لدعم وتشجيع المرأة الريفية.
رئيس الجمعية التعاونية لحماية وتطوير البذور السيد يوسف أبو الريان،  أشار إلى دور جمعيته بالتعاون مع الإغاثة الزراعية في إنتاج البذور السليمة والنقية. حيث يستفيد من المشروع 35 مزارعاً، يتم اختيار حقولهم بعد أن تنطبق عليها الشروط البيئية والزراعية المناسبة، وحول فوائد هذا المشروع، لفت إلى توفير الجمعية للمزارع بذوراً سليمة عبر نظامي "المنتج والمحسن"، بالإضافة إلى تأمين بدائل عن المبيدات الكيماوية الضارة بالبيئة، من خلال تلك العضوية.

مكافحة الآفات الحشرية في حلحول بطرق طبيعية

وحول مسعى جمعيته من عملية إنتاج البذور العضوية فأشار أبو ريان: "بعد احتلال الضفة الغربية عام 67، بدأنا نلاحظ اختفاء البذور البلدية وحلول المعدلة وراثياً مكانها، ما دفعنا للتفتيش والعودة عبر لقاء الفلاحات اللواتي تمثلن الجيل القديم والبحث في حقولهن عن بذور بلدية، حيث تمكنا من جمع 12 صنفاً من المحاصيل الحقلية والخضراوات والقمح والشعير التي تتحمل الجفاف والظروف المناخية الصعبة وتقاوم الأمراض، وذلك ضمن مواصفات مقبولة وبأسعار معتدلة".
وفي مشاهدة أخرى في حقول العنب لأحد المزارعين في حلول، ذكر أبو ريان -أثناء تجوال المجلة في حقله الذي يتميز في جزء منه باستخدام المصائد الصديقة للبيئة- ذكر توفير جمعيته لوسائل بديلة عن المبيدات الكيماوية عبر تشجيع المزارعين على استخدام المصائد الفرمونية، والصفراء الجاذبة للحشرات، وتلك التي تحتوي على مادة الامونياك السامة والتي توضع في عبوات المياه البلاستيكية، بحيث تصطاد الحشرة وتقوم بقتلها، بالإضافة إلى العيدان العطرية التي تنفر ذكر الحشرات فتطرده بعيداً عنها.

مصائد صفراء جاذبة للحشرات

الكومبست في دورا
وفي دورا، شاهدت أيضاً مجلة آفاق البيئة والتنمية مشروعاً فريداً من نوعه، تم البدء به في الأشهر الأخيرة ضمن مشروع "نحو الحد من الفقر"، حيث بدأ بتأسيس قاعدة لإنتاج الكومبوست بالتنسيق مع جمعية دورا التعاونية لتطوير الزراعات المروية والمحمية وتنفيذ جمعية التنمية الزراعية، وحول هذا الإنتاج الصديق للبيئة والذي سيودع رويداً رويداً الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية الضارة بالأرض والإنسان والنبات، قالت الرجبي المشرفة على المشروع:
"تم اختيار منطقة سهلية لقربها من عين ماء وأرض زراعية، وذلك للاستفادة من مخلفاتها، حيث يتم عمل حُفر على أرض مساحتها 12 دونم، لا تتجاوز مساحة كل واحدة 30 متراً مكعباً، بحيث يتخمر فيها الدبال المؤلف من مخلفات نباتات وبقايا مخلفات الحيوانات التي تدفن جميعها تحت طبقات من التربة ويضاف إليها الماء لمدة ثلاثة شهور. وبعد التخمر، يتم فرمه من خلال خط تفريم (لم يصل بعد وسيتم استيراده من الصين) ومن ثم يعبأ في أكياس تزن 20 لتراً وتباع للمزارعين.
وقد تمت عملية انتاج الكومبوست تضيف الرجبي، عبر بناء قدرات المزارعين في تعلم الطريقة المثلى لإنتاج الكومبوست، منوهةً إلى أن المنتج سيوفر في المستقبل بديلاً عضوياً وصحياً للأرض والنبات، ومصدر رزقٍ للمزارعين لإنتاج الكومبوست من مخلفات حقولهم.

الكمبوست في دورا
 
مشروع إنتاج الكمبوست في دورا
 
التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية