مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تشرين أول 2011 العدد-39
 

السرطان أول أضرار عوادم السيارات
الدعوة لإتلاف المركبات المتهالكة في غزة والتخلص منها بطرق سليمة
مواطنون: سيارات غزة تهدد حياتنا بالخطر والكل يتحمل المسؤولية..!!
"النقل والمواصلات": نفتقد إلى التنسيق مع "سلطة البيئة " والموضوع قيد الدراسة

مصعب شاهين وماجدة البلبيسي / غزة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

طالب مشاركون ومختصون في مجال البيئة بضرورة إتلاف جميع سيارات قطاع غزة المتهالكة ‏والتي مضى على وجودها عشرات السنوات، وإيجاد بدائل وحلول لأصحابها وتعويضهم عن ‏خسارتهم نتيجة إتلاف سياراتهم من خلال رفع جميع الجمارك الحكومية عن السيارات المستوردة ‏سواء من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو من الجانب المصري عبر الأنفاق.‏
كما طالبوا بالعمل على إنشاء بنك معلومات مركزي يتم استقاء المعلومات منه  حول الأخطار ‏الناجمة عن استخدام هذه السيارات بيئيا والعمل على تعزيز منهج البحث العلمي وإعداد ‏دراسات قابلة للتطبيق من اجل انقاذ البيئة الفلسطينية التى  باتت تتعرض للكثير من الانتهاكات.‏
وشدد المشاركون خلال الندوة الشهرية بمدينة غزة التي ينظمها مركز العمل التنموي "معا" وتنشر في (مجلة آفاق البيئة والتنمية)، بعنوان "التلوث الهوائي الناجم عن عوادم السيارات القديمة في قطاع غزة"، على ‏أهمية العمل للتقليل والحد من الملوثات الناتجة عن عوادم السيارات.‏
وأوصوا كذلك وزارة النقل والمواصلات تكثيف الرقابة على أماكن ترخيص السيارات بغزة ‏ووضع العديد من الشروط لترخيص سيارات النقل العام وعدم منح سيارة قديمة أو سيئة، ‏الترخيص وذلك لعدم صلاحية السيارة لما تفرزه من عوادم قاتلة أو ما تسببه من تلوث صوتي ‏‏"الضجيج" من أبواقها القديمة والتالفة.‏
كما حثوا الدول المانحة والمؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة لدعم مشاريع إعدام السيارات ‏القديمة والمتهالكة وتعويض أصحاب هذه السيارات، خصوصًا أن نسبة كبيرة من عائلات هذه ‏السيارات يكون مصدر رزقها هذه المهنة وبإتلاف سياراتهم ستزداد حالات الفقر لديهم.‏
وشددوا على أهمية التنسيق والتشبيك بين المؤسسات ذات العلاقة بهدف وضع خطط إستراتيجية ‏تمكنهم من معالجة الخلل القائم وتلاشيه في المرات القادمة سيما وأن الكثير من المعوقات ‏يصعب التنبؤ بزوالها لاسيما الاحتلال الإسرائيلي والحصار المشدد على القطاع منذ منتصف ‏حزيران من العام 2007 حتى اللحظة.‏

إعفاء من الجمارك
بدوره، قال مدير عام هندسة المركبات في وزارة  النقل والمواصلات م.بهاء الأغا، إن وزارته ‏قدمت خطة كاملة لإتلاف جميع السيارات القديمة والمتهالكة في قطاع غزة، ولكن بسبب عدم ‏إدخال سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأي سيارة للنقل العام منذ عام 2006، تم توقيف هذه الخطة ‏لعدم وجود البديل لأصحاب هذه السيارات.‏
وأوضح الأغا أن عدد جميع سيارات قطاع غزة يبلغ 160 ألف سيارة، أي لكل عشرة مواطنين سيارة، ‏ونسبة السيارات التي سمح الاحتلال بإدخالها منذ قرابة عام 2010 بلغت 1700 سيارة وكلها ‏ملاكي وخاصة ولم تستخدم للنقل الجماعي.
وأشار إلى أن وزارته وضعت ضمن الخطة المنجزة بديلاً لأصحاب السيارات القديمة في حالة ثم ‏إتلافها، وهو الإعفاء الكامل من الجمارك للسيارات المستوردة في حال تم السماح بإدخالها.‏
وذكر أن الوقود المهرب من الأنفاق حالته غير جيدة أسوة بالمحروقات الإسرائيلية، وهو ما لعب ‏دورًا في إتلاف قطع غيار كثير من السيارات وإحداث تلوث للبيئة، إضافة إلى البنية التحتية ‏لطرقات القطاع نتيجة الحرب الإسرائيلية الأخيرة وتدمير الكثير من الطرق وهو ما زاد من تدمير ‏الكثير من السيارات بغزة.‏
ونوه إلى ان كل موديل يعدم الموديل الذي يسبقه بعقد فمثلا موديل 2008 يلغى موديل 1981 ‏مشددا على ان ذلك بمثابة قانون رسمي.‏
وكشف النقاب عن الأوضاع الاستثنائية التى يمر بها القطاع والتي دفعت بالوزارة لغض البصر عن ‏موديل السيارات حيث سمحت باستخدام السيارات المتهالكة مؤكدا أنها سيارات لا تصلح ‏للاستخدام، وأشار إلى أن منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال قطع الغيار فاقم من سوء وضع ‏السيارات.‏
وقال ان المشكلة الأكبر تكمن في التخلص من هذه السيارات القديمة سيما وان أجزاءً منها يتم ‏ضغطه كخردة وتضاف إلى أطنان الحديد الخردة الموجودة في القطاع وهناك أجزاء يصعب ‏التخلص منها بسهولة وتتطلب معايير معينة للتخلص منها لأن أضرارها البيئية كبيرة جدا.‏
وأشار إلى وجود خمسة مراكز للفحص في قطاع غزة وهناك رقابة بنسبة 100% على هذه المراكز لافتا إلى انه تم تجميد فحص العوادم بسبب الحصار.
وشدد على غياب التعاون مع الوزارات المختصة لاسيما سلطة البيئة في قياس مدى التلوث الناجم عن عوادم هذه السيارات، عازيا ذلك لعدم توفر الأجهزة المختصة بالقياس.

السرطان أخطر الأمراض
من جانبه قال المختص بشؤون البيئة د.وسام المدهون: "إن عوادم السيارات في القطاع ينتج عنها ‏آثار صحية خطيرة تضر بالإنسان والبيئة معًا، وتسبب مرض السرطان، وتسهم الملوثات ‏الصادرة عن السيارات في منع نقل الدم للأكسجين لباقي أعضاء وخلايا الجسم، إضافة إلى التأثير ‏على طبقة الأوزون والحياة النباتية".‏
ونبه من أن عدد السيارات القديمة يزداد في القطاع مع تزايد كميات الوقود المهرب من الأنفاق ‏والمشبع بكميات من الرصاص المضر بالبيئة والإنسان وهو ما يسمح بزيادة نسبة انتشار ‏الأمراض السرطانية بين المواطنين.‏
ولفت النظر إلى أن الاهتمام في مجال البيئة من قبل مراكز الأبحاث أو الباحثين أو الحكومة  في ‏قطاع غزة قليل، حيث يوجد فقط اثنين من الباحثين أعدوا دراسة ماجستير حول التلوث داخل ‏المباني والأخرى في مدارس وكالة الغوث الدولية ولم ينتهوا منها بعد، إضافة إلى عدم توفر ‏الأجهزة الخاصة في الكشف عن التلوث.‏
وأكد أنه من الأولى إتلاف السيارات المتهالكة وعدم الالتفاف إلى الآثار الاقتصادية لذلك، لأن ‏الأمراض الناتجة عنها ستكلف المجتمع والمرضى أموالاً أكثر من ثمن السيارات المعدمة.‏
وأشار إلى أن خطر العوادم عال جدًا في منطقة مثل قطاع غزة، لأن مساحته ضيقة جدًا ويشهد ‏حالة كبيرة من الازدحام في مناطق محصورة.
وأشار إلى ان المطلوب هو بدائل عملية تساهم في تخفيف الأزمة الراهنة لا زيادتها في نواحٍ أخرى، مؤكدا ان البنزين المستخدم من شأنه ان يسبب مرض اللوكيميا وذلك بناءً على دراسة أجراها في ماليزيا مؤخرا.
ولفت إلى ان القطاع يفتقر إلى أجهزة لقياس درجة التلوث الناجمة عن عوادم السيارات، لافتا إلى ان الطبيعة الطبوغرافية وطبيعة البناء عززت من تلوث الهواء وهذا ما يشعر به المواطن العادي كل صباح وان تفاوتت نسبة التلوث.
وكشف د. المدهون النقاب عن البدء بإعداد دراستين في الجامعة الإسلامية الأولى، حول تلوث الهواء في المباني في حين ان الدراسة الثانية حول تلوث الهواء في مدارس غوث وتشغيل اللاجئين الاونروا مشددا على أن الموضوع مهم لأن له تأثير مباشر على الصحة العامة والصحة الشخصية والبيئة.

وللمواطنين رأى
وحرصا من مجلة آفاق البيئة والتنمية على استطلاع آراء المواطنين تجاه هذه المشكلة التى باتت ‏تؤرق حياة المواطنين سيما وان السواد الأعظم من المركبات متهالك ولا يصلح للاستخدام، كانت المقابلات التالية:
الصحفي ادهم الشريف قال: "على الرغم من أن المركبات متهالكة في غزة، وتبدو كأنها غير ‏صالحة للسير في شوارعها، إلا أنها تُشكل مصدر رزق لعشرات المواطنين الفلسطينيين في ‏القطاع خاصة بعد أن فقدوا عملهم جرّاء الحصار الذي فرضته السلطات ‏الإسرائيلية خلال الأعوام الماضية.‏
وأضاف بأن تلك المركبات لها عدة سلبيات، منها: أنها غير مريحة للراكب الذي أصبح أمامه العديد ‏من الخيارات في ظل عمل السيارات الحديثة على الخط، فضلاً عن الأدخنة الصادرة منها بسبب ‏كبر عمرها حيث أن هناك بعض المركبات تسير في غزة وقد مر على صنعها أكثر من 25 عاماً.‏
وفي حال وجود أي نية لإتلاف هذه المركبات المتواجدة بأعداد كبيرة في غزة، اقترح  الشريف على ‏الجهات المسؤولة أن تُوفر البديل لمالكي هذه المركبات، التي تعتبر المصدر الوحيد لتأمين الرزق ‏لبعضهم.
بدورها قالت الإعلامية صفاء عاشور: "لا يمكننا أن نطلق على هذه السيارات مصطلح "سيارة" ‏وإن سميناها خردة فهذا خير وبركة، وحتى الآن لا أعرف كيف يستطيع صاحب السيارة سياقتها ‏لا وبل استخدامها لنقل المواطنين".‏
وتابعت بأن على الحكومة في القطاع أن تمنع هذه السيارات من السير في شوارع قطاع غزة، فهي ‏تسبب زحمة في المرور وتلوثاً للبيئة فغالباً ما تلحق هذه السيارات عواصف من الدخان الأسود ‏ذي الرائحة الكريهة.
وأشارت إلى أن مثل هذه السيارات لم تعد صالحة للاستخدام الآدمي فكلما ركبها المواطن نجده قد ‏أصيب بـ"خضخضة" من شدة الاهتزازات التي تُحدثها هذه النوعية من السيارات، مشددة على ‏ضرورة أخذ موقف حاسم منها ومنع سيرها على الطرقات العامة أو حتى استخدامها كوسيلة ‏للنقل.‏
‏ من جانبها قالت المواطنة أم حسين 56 عاماً، ان الحكومة مطالبة بإعدام هذه السيارات والتخلص ‏منها، لأن من شأنها أن تقضي على المواطنين سيما وأن الدخان الصادر عنها يسبب حالة من الاختناق لدى الناس، وهي واحدة من أولئك الذين أصيبوا بحالات ‏الاختناق.
ولفتت إلى أن التساهل مع هذه السيارات من قبل المختصين والقائمين على الترخيص هو من أسهم في الزيادة الكبيرة لحجم هذه السيارات، وزاد من حجم المخاطر البيئية التى تتطلب علاجاً أكثر من قيمة هذه السيارات.
وفي ميدان فلسطين –الساحة- أشار الطفل ابن العاشرة محمد رضوان إلى أن هذه السيارات مزعجة كثيرا من حيث الصوت والدخان الذي تصدره، فلونها أسود وهى تسبب له سعالاً متواصلاً كما تصيبه بالدوار.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية