قراءة في كتاب :

الفقر والمياه: استكشاف العلاقات المتبادلة

اسم الكتاب: الفقر والمياه ( استكشاف العلاقات المتبادلة)
عدد الصفحات: 210 من القطع المتوسط
الناشر: مؤسسة كروب لأبحاث الفقر، دار زيِد للكتب، ( لندن، نيويورك)
سنة الإصدار: 2008

عرض: ربى عنبتاوي

يتناول هذا الكتاب الهام من حيث مضمونه العلاقة بين الفقر والمياه والتي طفت على السطح أوائل القرن الواحد والعشرين، كون المياه من أحد أهم المواضيع الشائكة والمعقدة في وقتنا الحالي. في هذا الكتاب ساهم محرروه الأربعة وهم ديفيد همسون، قاسم كولينداو، هاكون لين وادولفو مساكرناس. من إصدار برنامج الدراسات المقارنة للفقر (كروب) الذي أسس من قبل اليونسكو عام 1993 ومقره النرويج، سعوا بعد الإطلاع على العديد من الدراسات العالمية  إلى إثبات ان أزمة المياه ليست فقط مشكلة صحية تضر حياة الإنسان، ولكنها مشكلة معقدة ذات دوافع سياسية لها أثار عميقة في المستقبل،  ضمن العالم النامي أو خارجه.
يجادل الكتاب المجتمع الدولي لتحقيق أهداف الألفية الجديدة المتمثلة بالقضاء على الفقر وتحقيق الازدهار للشعوب النامية، عبر الإلحاح على الحكومات من أجل التحرك لضمان حقوق الفقراء.  في هذا الكتاب، العنصر الرابط بين الفقر والوصول لمياه صحية نقية تم طرحها بقوة للحث على الإصلاح السياسي، الذي من شأنه ان ينهي سياسات الاستغلال للمصالح الكبرى والمساعدة في تحقيق عالم عادل للجميع.
تتضمن محتويات الكتاب الدراسات التالية بعضها للمحررين وأخرى لباحثين عالميين. هي: الفقر والمياه رابط لا ينفصم. المياه للجميع: من إطار الوعود للواقعية الجديدة. الخطوات باتجاه إحداث تغييرات في سياسة إدارة قطاع المياه. العلاقة بين الفقر والمياه، نيجيريا نموذجاً. المياه والتنمية الزراعية والفقر الريفي في بنغلاديش. دراسة الفرص لاصلاح نظام الري، قضية الساحل الشرقي البريطاني نموذجاً، تغيير برنامج التزويد المائي للريف واستئصال الفقر في تنزانيا. تخفيف العبء عن النساء، المياه، الكوليرا والفقر في جنوب إفريقيا. موضوع تسعير المياه، التفاوت والمصالح الاقتصادية: كيف يمكن للسياسات المائية الجديدة في جنوب إفريقيا تحقيق الرفاه للفقراء في المناطق الحضرية، والاستنتاج النهائي  المياه  الصحية من اجل الفقراء يعني دفع ثمنها من قبلهم.
وقد جاء في خاتمة الكتاب: رغم التشاؤم من واقع المياه في البلدان النامية، إلا ان هناك أملا ما، فإعصار كاترينا الذي ضرب ولاية ميسيسيبي في الولايات المتحدة الأمريكية، كان ناقوس خطر دق لدى كثير من الناس من أصحاب الضمائر، وهذه الكارثة كانت برهاناً حول كيفية تعامل البيروقراطية القاسية تجاه الفقراء، فعلى الرغم من الثروة والتكنولوجيا الهائلة والتي من حق الحكومات التصرف بها وقت الضرورة، إلا ان الفقراء كان عليهم ان يعيلوا أنفسهم. ولكن مع غمر العديد من الأحياء الراقية في انجلترا بالمياه، ومع ضراوة الفيضانات في بنغلاديش، الهند ونيبال، إلاّ أن هناك حاجة أقل للحديث أمام المطالبة الفعالة بالتحرك العملي أمام أزمات المياه. فلا يجب ان نغمض أعيننا بعد اليوم للتغير المناخي وعلاقته بقضايا المياه. حيث أن على المجتمعات الغنية والفقيرة بالسعي الراديكالي فوراً،  ليكونوا نقطة تحول وتغيير نحو الأفضل، حينها نستطيع فقط التقاء البروفسور آسيت بسواس الحائز على تقدير من جامعة ستوكهولم  للمياه عام 2006، فنشرب معه نخب الأمن المائي العالمي الذي تجلى في حياتنا الحالية.