مشاهد بيئية :
شذرات بيئية وتنموية
عبد الباسط خلف
إسراف
في كل موسم رمضاني، يتصاعد نقاش الإسراف في موائد رمضان، ولكن من دون جدوى. كاقتراح عملي، يمكن صدم المسرفين وغيرهم بإحصاء سريع من مجالس الخدمات المشتركة للنفايات؛ ليس لشيء إلا لوضع أرقام تؤكد أن الصائمين، وبعيدًا عن التعميم، لم يتعلموا من مدرسة رمضان شيئاً، بدليل ما يتلفونه من مواد وسلع.
فوضى
أقامت إحدى البلديات غرب جنين أعمال توسعة لشارع ضيق، استنزف ميزانيتها، غير أن بعض أهالي الحي، صاروا يستخدمون الطريق الجديد لغرض وضع نفاياتهم الضخمة التي تعجز حاويات النفايات عن التعامل معها.
بطيخ
تشارك الصبيان علي الياموني وابن عمه إبراهيم في حمل بطيخة من إنتاج مزرعة عائلتهما، فيما كانا يروجان بصوتيهما للمحصول الذي اختفى من أسواق جنين، منذ نحو ربع قرن. يقول إبراهيم: "ولدت عام 1998، أي بعد أن انقرضت زراعات البطيخ من أرضنا، وأنا أليوم سعيد بعودته إلى جنين، لكن البطيخ الإسرائيلي يخرب علينا فرحتنا، ولا بد من مقاومته".
وساعد علي الياموني والده وعمه في زراعة خمسة دونمات للعائلة وسط مرج بن عامر، بمحصول البطيخ، وشاهد عن كثب التجربة بمراحلها، وفرح بمراقبة نمو الثمرة، وأزهارها الصفراء الجميلة، وتكون ثمارها: "قطفنا بطيخة تجاوز وزنها 17 كيلو، وكل بيت (نبتة) تعطينا ثلاث حبات، وزرعنا صنفاً بلدياً، وآخر أصله يقطين، وشعرنا بالمتعة.
يشير إبراهيم وعلي، إلى الفارق في الطعم بين محصول عائلتهما، وما كانا يشتريانه من الأسواق، قبل زراعاتهما لهذا الصنف، غير أنهما يطالبان الجهات المسؤولة بوضع حد لاستيراد البطيخ الإسرائيلي، كي لا ينافس منتوجهم.
بالنسبة للمزارع عادل الياموني، فإن تجربة البطيخ أعادت له ذكريات طفولته، فقد كان يزرع ووالده مساحات شاسعة من المحصول، وكان يشاهد عن قرب عمليات تصديره إلى الأردن ودول الخليج العربي، قبل أن تفسد تجارته بفعل كساد الأسواق، وأمراض التربة.
يقول: "نجت تجربة هذا الموسم، وأخطط لمضاعفة المساحات المزروعة في السنة القادمة، غير أن منافسة البطيخ الإسرائيلي لبضاعتنا، أحبطتنا، وسننتظر لنرى كيف ستكون نهاية الموسم".
حمل الياموني معه إلى لقاء -حضره مسؤولو وزارة الزراعة في رام الله ونابلس وجنين- بطيخة من إنتاج مزرعته، تخطى وزنها العشرين كيلو غرام، وحث المجتمعين على حماية المنتج المحلي، وصولاً لتحقيق اكتفاء ذاتي.
فيما أكد مدير وزارة الزراعة في جنين المهندس وجدي بشارات، أن وزارته أطلقت تجربة زراعة 200 دونم من البطيخ، بعد تحسينات في النبتة، وإعدادها لمقاومة أمراض التربة، بتطعيمها على أصول اليقطين. وقد سجلت نجاحا لافتا.
ويقدر بشارات حجم الإنتاج بنحو ألف طن، ويشير إلى قرار اتخذته وزارته بحظر إدخال البطيخ الإسرائيلي لمحافظات الوطن، بدءا من الأول من تموز الماضي وحتى العشرين منه، للحفاظ على أسعاره، ومنع منافسة المنتج الوطني.
ويصف رئيس قسم التخطيط في الوزارة إبراهيم الملاح، التجربة بـ"الرائدة والفريدة والناجحة، والمجدية اقتصاديًا للمزارعين"، فيما ستشهد المزيد من التطوير في السنوات القادمة، بعد فحص جوانب المنافسة والإنتاج بكل حيثيتها، وصولاً لتحقيق اكتفاء ذاتي من المحصول للسوق المحلي.
ويقول الأستاذ المتقاعد فارس حسين أحمد، من قرية عانين، إنه فرح كثيرًا بعودة البطيخ إلى جنين، بعد طول غياب. وصار لا يشتري غير المنتج المحلي، الذي يعتبر أطيب، وأكثر حلاوة، ومعلوم مصدره وطريقة زراعته، ويعيد لسهول جنين مجدها الذي ضاع، ويحافظ على أرضها من زحف الاسمنت والتدمير والمصادرة.
تجربة
يقول الشاب عمر الشيخ إبراهيم إن نبتة بندورة، يبدو أن الرياح حملت بذرتها، فقد نمت بجوار بركة الماء في منزله، وصار يعطف عليها بالقليل من المياه، وأنتجت الكثير من الثمار متوسطة الحجم.
من الملاحظات التي خرج بها الشيخ إبراهيم: "ثمار أطيب، وأكثر صلابة، ومدة زمنية أطول عاشتها الثمرة".
والسؤال: ماذا سيقول أعداء الزراعات العضوية؟
"تبو زينا"
تكاثرت في أفراح تموز الماضي عصائر "تبو زينا" الإسرائيلية. أدخل في حوار مع صاحب عرس عن علة اختيار هذا المنتج دون غيره، فيرد: "الناس مقامات، وضيوفنا أكابر، وعيب نجيب بضاعة رخيصة نضيفها!"
التعليق لكم.
سؤال وجواب
كم هي تكلفة الإعلان عن نتائج "التوجيهي" لهذه السنة؟
الجواب: فوضى، ضحية متفوقة من غزة بنيران أخوية، ألعاب نارية تبتر أطراف الأطفال، مفرقعات، حفلات، فرق موسيقية، وغيرها.
|