مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
تموز 2011 العدد-37
 

الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية: الهواتف الخليوية مسببات محتملة لسرطانات الدماغ والعصب السمعي
كيف ستتعامل وزارة الصحة الفلسطينية مع قرار منظمة الصحة العالمية؟

خاص بآفاق البيئة والتنمية

صنَّفَت منظمة الصحة العالمية، ولأول مرة، الهواتف الخليوية باعتبارها مسببات محتملة لسرطان الإنسان.  وقد أضيفت الهواتف المحمولة إلى مجموعة مسببات السرطان التي تتضمن الرصاص ومبيدات الأعشاب.  وقد قررت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC ) التابعة للمنظمة تصنيف حقول أشعة الخليوي باعتبارها "مسرطنة للإنسان بشكل شبه أكيد"، وذلك استنادا إلى أبحاث أخيرة أثبتت العلاقة بين استعمال الهواتف اللاسلكية والخطر المتعاظم لنشوء سرطان الدماغ من نوع glioma .
وبحسب تقدير المنظمة، يستخدم خمسة مليارات شخص في العالم أنواعا متعددة من الأجهزة اللاسلكية لأغراض الإتصال، بما في ذلك الهواتف الخليوية.
ويستند القرار الحالي إلى المعطيات التي وجدتها لجنة الأبحاث الخاصة التابعة لوكالة IARC ، والتي تتضمن 31 عالما من 14 دولة.  وأشارت اللجنة إلى وجود معطيات محدودة حول العلاقة بين استعمال الهواتف اللاسلكية وبين خطر نشوء سرطان الدماغ (من نوع glioma )، فضلا عن سرطان العصب السمعي، كما أن المعطيات غير كافية لتأكيد العلاقة الممكنة المتصلة بأنواع السرطان الأخرى.  وأوصت اللجنة بأن يتبع المستهلكون الطرق الكفيلة بتقليص استخدام الهواتف النقالة. 
وأوضح الدكتور جونثان سامت رئيس اللجنة من جامعة جنوب كاليفورنيا أنه "بالرغم من أن الأدلة لا تزال تراكمية، إلا أنها قوية بما فيه الكفاية لدعم القرار الحالي...  وتشير نتيجة البحث إلى إمكانية وجود مثل هذه العلاقة، وبالتالي يجب علينا أن ندرس عن قرب العلاقة بين الهواتف الخليوية وخطر السرطان".  وستنشر اللجنة معطياتها بشكل موسع في المجلة الطبية Lancet Oncology .
وإذا كان النقاش، في السنوات الأخيرة، يدور حول موقف العديد من الخبراء القائل باحتمال تسبب الهواتف الخليوية بالسرطان؛ فإن القرار الحالي لمنظمة الصحة العالمية يؤكد احتمالية العلاقة بين الهواتف الخليوية والسرطان، ويعزز موقف الخبراء الذين كانوا يدعون مرارا إلى اتباع الحذر الوقائي لدى استعمال الخليوي؛ بما في ذلك تقليص التعرض للإشعاعات الخليوية.
الجدير بالذكر، أن أبحاثا متناقضة حول أضرار الخليوي نشرت في السنوات الأخيرة.  فمن ناحية، نفت بعض الأبحاث وجود علاقة بين الخليوي ونشوء أورام سرطانية؛ بما في ذلك بحث نفذ في جامعة مانشستر، والذي درس العلاقة بين استعمال الخليوي ونشوء سرطان الدماغ من نوع glioma .  ومن ناحية أخرى، نُشِر بحث للمعاهد الوطنية للصحة في الولايات المتحدة (NIH ) الذي أكد بأن الأشعة المنبعثة من الهاتف الخليوي تثير نشاطاً دماغياً خطيرا.
وفي أيار 2010، نُشِرَت نتائج البحث الدولي ("إنترفون") الذي نُفِّذ في ثلاث عشرة دولة، وأكد بأن نسبة خطر نشوء أورام سرطانية في الدماغ (من نوع glioma ) أعلى بـ 40% لدى المبحوثين الذين تحدثوا في الهواتف الخليوية نصف ساعة فأكثر يوميا.
وفي عددها الصادر في شباط 2011، نشرت مجلة آفاق البيئة والتنمية نتائج دراسة محلية وجدت ارتفاعا مقلقا في سرطان غدة "البروتيد" لدى الفلسطينيين؛ وتعد هذه الغدة من الغدد اللعابية الموجودة أسفل الأذن.  وقد فُسِّر هذا الارتفاع بأنه نتيجة التعرض الزائد لإشعاعات الهواتف الخليوية.
والسؤال المطروح:  هل ستتبنى وزارة الصحة الفلسطينية قرار منظمة الصحة العالمية الأخير حول العلاقة بين الهواتف الخليوية والسرطان؟  وهل ستعمد الوزارة إلى تحديث قائمة المواد المسرطنة المعتمدة لديها، وفقا للمجموعات التي حددتها الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، علما بأن القائمة الفلسطينية الحالية للمواد التي قد تتسبب في السرطان لا تتضمن الهواتف الخليوية؟  ومن بين المواد المسرطنة نذكر على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:  الفحم الأسود، مبيدات الأعشاب الكيماوية، مبيدات DDT ومشتقاتها، الرصاص، الحقول المغناطيسية بتردد منخفض المنبعثة من خطوط الكهرباء، معدن النيكل، زيت البرتقال، الديزل المستعمل لأغراض بحرية، والمواد التي يتعرض لها النجارون وعاملو الإطفاء أثناء عملهم.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية