مجلة الكترونية شهرية تصدر عن مركز العمل التنموي / معا
حزيران 2011 العدد-36
 

الزيادة في الكهرباء من مصادر متجددة أكبر من الزيادة من مصادر ذرية
الصناعة النووية تعاني من الجمود
هبوط إنتاج الكهرباء من المفاعلات الذرية إلى 13% من إجمالي إنتاج الكهرباء في العالم

صناعات نووية

ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية

واظبت، في السنين الأخيرة، الجهات المرتبطة بالصناعات النووية الترويج لادعائها القائل بأن استخدام الطاقة النووية آخذ في الاتساع بسبب جدواها البيئية والاقتصادية، وبسبب عدم انبعاث غازات الدفيئة من المفاعلات الذرية ولأن إنتاج الأخيرة للكهرباء أرخص من إنتاجها من طاقة الشمس والرياح.  إلا أن تقريرا حديثا نشره المعهد الأميركي لشؤون البيئة (World Watch ) بمناسبة مرور خمس وعشرين سنة على كارثة "تشرنوفيل"، فَنَّدَ ادعاء القائمين على الصناعات النووية؛ وعَرَضَ الصناعة النووية باعتبارها تمر في حالة جمود، بل هبوط؛ منذ ما قبل حدوث كارثة فوكوشيما في اليابان.
وأشار خبراء الطاقة الذين أعدوا التقرير، إلى أنه في بداية شهر نيسان الأخير كان عدد المفاعلات الذرية في العالم 437؛ أي أقل من سبعة مفاعلات بالمقارنة مع بداية العقد الحالي.  وخلال ذات الشهر، بلغ عدد المفاعلات العاملة في الإتحاد الأوروبي 143؛ في حين كان عددها 177 في أوج النشاط النووي في القارة الأوروبية.  كما أن نسبة إنتاج الكهرباء من المفاعلات الذرية هبط في السنوات الأخيرة إلى 13% من إجمالي إنتاج الكهرباء في العالم.
وحاليا، يقدر متوسط العمر الافتراضي للمفاعل الذري في العالم بـِ 26 سنة، إلا أن بعض الجهات في الصناعة الذرية تدعي إمكانية تمديد هذا العمر.  وأشار التقرير إلى أن الحكومات، وإثر كارثة فوكوشيما، تدرس إمكانية إطالة عمر المفاعلات.  وانسياقا مع هذا التوجه، قررت حكومة ألمانيا، إثر انفجارات المفاعلات اليابانية، تمديد عمل المفاعلات الألمانية التي يزيد عمرها على ثلاثين عاما.
ولا تعتبر الكوارث أو الأعطال الفنية السبب المباشر في تباطؤ تطور الصناعات الذرية.  بل يكمن السبب في الصعوبات التكنولوجية والاقتصادية المتعاظمة التي تسببت في بعضها الزيادة الكبيرة في قيود وشروط الأمان والترخيص لإنشاء المفاعلات، إثر كارثة تشرنوفيل.  ونوه معدو التقرير إلى أن عدد المفاعلات قيد الإنشاء (التي لا تنتج الكهرباء بعد) ازداد في السنوات الأخيرة؛ وذلك بسبب الدخول المتأخر لبعض الدول في مجال النشاط النووي، وليس بسبب توجه عالمي.  وذكر التقرير بأن العديد من المفاعلات لا تزال تصنف منذ أكثر من عشرين عاما بأنها "في طور البناء" ؛ إذ تتكرر باستمرار العقبات المعيقة لإنجاز تشييدها.
وبالمقارنة مع الطاقات المتجددة، أفاد التقرير بأن أحد أهم الأسباب لكون إنتاج الكهرباء من الطاقة الذرية أرخص هو الدعم الحكومي للكهرباء المنتجة من الطاقة الذرية، علما بأن هذا الدعم كان، في السنوات الأخيرة، أكبر بكثير من الدعم المقدم لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح على سبيل المثال، بالإضافة إلى أن الاستثمارات الحكومية في مجال بحث وتطوير الطاقات النووية أكبر بكثير.
وقد تبين بأن الزيادة في الكهرباء من مصادر متجددة مثل الشمس والرياح، كانت في بعض الدول أكبر من الزيادة من مصادر المفاعلات الذرية.

التعليقات

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية