"غرين بيس": الكارثة النووية في اليابان تشكل إثباتاً كافيا لضرورة إلغاء البرامج النووية إلى الأبد
الترسانة النووية الإسرائيلية تشكل تهديدا وجوديا على الشعوب العربية والإسلامية في المنطقة وقنبلة موقوتة قد تدمر جميع أشكال الحياة البرية والنباتية والحيوانية والبحرية
|
انفجار مفاعل نووي في اليابان في سياق سلسلة انفجارات ضربت أربع مفاعلات يابانية إثر زلزال بقوة 9 على سلم ريختر |
ج. ك.
خاص بآفاق البيئة والتنمية
أعلنت منظمة "غرين بيس" أن زلزال اليابان يثبت بأن الصناعة النووية خطرة ومدمرة للبشرية. وبأن هذه الصناعة تواصل ذر الرماد في عيون الناس، بادعائها أن لا شيء يمكن أن يؤذي المفاعلات النووية أو يشوش عملها أو يشكل خطرا عليها. وتساءلت المنظمة: "كم من الكوارث الإضافية يجب أن تحدث قبل أن ندرك بأن المفاعلات النووية تشكل خطرا كبيرا وفوريا؟"
وقالت منظمة "غرين بيس" التي تعد من أشهر المنظمات العالمية المناضلة ضد الصناعات النووية، بأن زلزال اليابان يؤكد بشكل قاطع أن هذه الصناعة عديمة المسؤولية وخطرة جدا ومدمرة. ولا تزال المفاعلات الذرية تشكل خطرا كبيرا على البشرية؛ سواء نتيجة كارثة طبيعية، أو هجوم متعمد أو خطأ فني بشري. وفي جميع الحالات فإن التكلفة والخسائر البشرية والمادية أكبر بكثير من القدرات البشرية على تحملها.
وشددت المنظمة على أن الكارثتين الطبيعية والنووية في اليابان، تشكلان إثباتا كافيا لضرورة إلغاء البرامج النووية إلى الأبد، وللاهتمام أكثر بأمن السكان وبتحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة، من خلال الاستثمار في الطاقة النظيفة والمتجددة والمستدامة.
الجدير بالذكر أن العواقب المدمرة التي قد تنجم عن المفاعلات الذرية لا علاقة لها بكون المفاعلات مدنية أم عسكرية؛ إذ أن المفاعلات الذرية اليابانية الأربعة التي انفجرت إثر الزلزال كانت تستخدم لأغراض مدنية، وتحديدا لتوليد الطاقة الكهربائية. وفي كلا الاستعمالين، المدني والعسكري، فإن الأضرار تنجم أساسا عن التسرب الإشعاعي ذاته.
الترسانة النووية الإسرائيلية
وفي المستوى الإسرائيلي، كثفت إسرائيل، في السنوات الأخيرة، جهودها من أجل إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية؛ علما بأنها تملك ترسانة نووية عسكرية مرعبة تشكل تهديدا وجوديا ليس فقط على مجرد الوجود الفيزيائي البشري للشعوب العربية والإسلامية في المنطقة، بل أيضا على جميع أشكال الحياة البرية والنباتية والحيوانية والبحرية.
ويتمثل الجانب الأهم المثير للمخاوف الجدية في النشاط النووي الإسرائيلي، في حقيقة أن فلسطين صغيرة بحجمها وعالية الكثافة السكانية ولا تتحمل مثل هذه الحوادث المدمرة، وبالتالي، فإن عواقب إستراتيجية قد تنجم عن أي خلل إشعاعي نووي خطير، ابتداء من تلويث إشعاعي للأحواض المائية الجوفية بسبب تسرب مواد مشعة، وانتهاءً بانتشار كثيف لغازات وجسيمات مشعة في جميع أنحاء فلسطين بسبب خلل فني كبير قد يحدث في المفاعل النووي.
علاوة على ذلك، بما أن فلسطين تقع في منطقة جيولوجية نشطة زلزاليا، فإن زلزالا كبيرا قد يدمر المفاعلات النووية ويؤدي إلى تسرب مواد مشعة خطرة.
ويفترض بإسرائيل التي تدعي تفوقها في مجال تكنولوجيا الطاقات البديلة وتعمل على تسويقها في البلدان العربية، أن تركز على تخفيض انبعاثاتها الغازية الضخمة الناجمة عن نشاطاتها العسكرية ومحطاتها الفحمية المولدة للكهرباء، من خلال استثمارها في ترشيد استهلاك الطاقة وفي الطاقة المتجددة، بدلا من خوضها مغامرات نووية مرعبة تعرض حياة الملايين للخطر.
|