مشاهد بيئية :
شذرات بيئية وتنموية
عبد الباسط خلف
خاص بآفاق البيئة والتنمية
شذرة بيضاء
مسعد، شاب لم يكمل عقده الرابع، لكنه نسج قصة لافتة في قريته النصّارية. فحول الجبال الوعرة إلى أرض خضراء، صار يزرعها، وأصبح يوظف عشرات العمال، بدلاً من انتقالهم للعمل في المستعمرات الإسرائيلية.
شذرة سوداء
مما سمعته، وشاهدته أيضاً، كيف أن مؤسسة تعنى بالشأن العام وجهت دعوة لـ"شخصية مهمة"( اسمها الثلاثي في عهدتنا)، للمشاركة في جلسة نقاش. لم يعتذر عن عدم الحضور، فحسب بل أدعى مسؤولو مكتبه، أنه مرتبط بموعد حُدد في فترة سابقة. خلال عقد اللقاء، شوهد صديقنا يرتاد مطعماً فاخراً،" بالصحة والعافية"!.
شذرة صفراء
يتفاخر مسؤول محلي بهيئة عامة (الاسم محفوظ لدينا)، أنه يتلف توصيات الاجتماعات واللجان، التي يتولى إعدادها، والإشراف على متابعتها. يقول:" المهم نوعية الطعام، والمقبلات، والغداء، أما الحكي مش لازم، وممكن نعيده!"
شذرة بلون قوس قزح
أصل مؤسسة تعنى بالطبقات الضعيفة. تبني لي مسؤولتها قصراً في الهواء: "نفعل، نعمل، ننفذ، نتميز، نبدع...". أطلب جولة ميدانية داخل حرم المؤسسة، لا أجد شيئا مما قيل، سوى بقايا تجربة أكلها جنون الأعشاب".
شذرة مرعبة
مع كل دخول لنابلس، أصاب بالرعب. أما السبب، فالأبنية متعددة الطبقات، والطبيعة الجبلية. فيما تبرير الرعب والتوتر: "ما الذي سيحدث لأنماط المعمار هذه مع أول هزة أرضية، نعيش تحت أقدامها.."
شذرة حزينة
أشاهد أشجار غابات جنين، كل يوم تقريباً، وهي تتناقص بفعل الرياح، والاعتداءات، والإهمال. أطلب من مسؤول في هيئة تعنى بالزراعة إيضاحاً لفهم الأمور. يقول لي:" نحن نشجر العديد من المساحات، وليس شرطًا أن يشاهدها كل الناس، أما تشبيب الغابات (دعوة أطلقتها له خلال الحديث)، فـ"غير عملية" بالمناسبة.
|