مكب نفايات أبو ديس مكرهة صحية عمرها ثلاثون عاما
|
جبل مكب أبو ديس |
تقرير: ر.ع
خاص بآفاق البيئة والتنمية
على مقربة من بلدتي العيزرية وأبو ديس، يقع جبل ليس كغيره من الجبال، فهو ليس جزءاً من طبوغرافية الأرض وطبيعتها، كما ان حجمه يختلف من فترة لأخرى فتارة يعلو وأخرى يزداد عرضاً، وعلى مسافة ليست ببعيدة، توجد بيوتٌ سكنية لأهالي المنطقة.
هذا الجبل هو نتاج مخلفات وقمامة البشر والمستشفيات والمسالخ التي تطمر جميعها دون معالجة أو تدوير، أنشأته إسرائيل عام 1981 بعد أن صادرت أرضه التي تعود لأهالي أبو ديس بأمر عسكري، فأضحى المكب المقام على وادي البيضا مكرهة صحية على تماس مع بيوت الفلسطينيين وهنا تكمن المصيبة.
فعلى أرض مساحتها 801 دونم، تلقى مئات الأطنان من النفايات يومياً من مناطق: ابو ديس، العيزرية، السواحرة، الشيخ سعد، بيت لحم، بيت ساحور بيت جالا، التعامرة، دار صلاح والأهم مستوطنة معالي ادوميم، الأخيرة، التي تضاهي مخلفاتها المناطق الأخرى. يتضمن المكب رجل إسرائيلي يدعى "برزاني"، حيث يتلقى مقابل كل طن من النفايات مبلغ 22 شيقل عدا الضريبة المضافة.
|
|
مدخل مكب أبو ديس |
مكب النفايات ملاصق لمنازل بلدة أبو ديس |
مكرهة صحية مرعبة
البدو هم أكبر المتضررين من جراء هذا المكب، فمعظمهم يقيم على مقربة 300 متر منه، وعلى الرغم من قرار الحكومة الإسرائيلية بإزالة المكب منذ عدة سنوات، إلا أنه ما زال قائماً، كما إن إزالته لن تحل المعضلة، حيث سيبقى جزءٌ كبير من المخلفات مطموراً في الأرض ما يعني تسمم الأرض والماء والهواء.
حول المكب، أشار المدير التنفيذي في مجلس محلي أبوديس "عاطف عريقات" إلى كونه مكرهة صحية مرعبة، بسبب انبعاثات الروائح الكريهة والغازات المتطايرة، عدا عن العصارة التي تتغلغل في التربة وتصل المياه الجوفية، والكارثة أنه على تماس مع البلدة وله مضار صحية عظيمة، مشيراً إلى أن هناك قراراً من الحكومة ومخططاً حصل المجلس على نسخة منه، يذكر نقل المكب إلى منطقة النبي موسى في أريحا.
|
|
تلال مرتفعة من النفايات وتسرب السوائل القذرة الى المياه الجوفيه |
النفايات في أبو ديس وتسرب السوائل الناتجة عنها الى باطن الارض |
دراسة صادرة عن مؤسسة "بمكوم بيتسلم" يناقش مسألة المكب
نقلا عن دراسة أعدتها مؤسسة "بمكوم بيتسليم" الحقوقية لعام 2009، تحت عنوان "من تطويق القدس إلى تقطيع الضفة الغربية" من إعداد نير شاليف، فقد أشارت الدراسة على لسان مراقب الدولة وجود عيوب في تشغيل الموقع، من ضمنها المس ببيئة المكان. وفي عام 2005 أقرت الإدارة المدنية مخطط تفصيلي رقم 7\420\58 لمكب جديد في ميشور أدوميم. يضم 873 دونما من أراضي قرى عناتا والخان الأحمر والنبي موسى. وعلى الرغم من ذلك، وحتى اليوم، لم ينشأ مكب ميشور أدوميم، ونفايات مدينة القدس تلقى في مكب أبو ديس الذي انتهى عمره الافتراضي منذ سنوات.
الإستراتيجية الفلسطينية الأخيرة: نية لإقامة مكب في القدس
وفي حديث مع م.إبراهيم عطية مدير صحة البيئة في وزارة الصحة الفلسطينية، أشار إلى وجود تصريحات قديمة من الوزارة حول ضرر المكب وأثره السلبي على منطقة أبوديس ومحيطها، لافتاً إلى وضع السلطة الوطنية لإستراتيجية جديدة حول إدارة النفايات الصلبة في فلسطين 2010- 2014، وقد حصلت مجلة آفاق البيئة والتنمية على نسخة منها، حيث جاء فيها تحت بند السياسة الإستراتيجية رقم (5) حول التخلص الآمن والفاعل والكفؤ من النفايات الصلبة في مكبات صحية إقليمية كافية تخدم كافة التجمعات العمرانية:
- خلال زمن الخطة للتخلص الآمن من النفايات الصلبة، لضمان الحد من التأثيرات البيئية والصحية السلبية الناتجة عن الممارسات الحالية بالتخلص منها في المكبات العشوائية، حُددت الحاجة إلى أربعة مكبات صحية إقليمية في الضفة الغربية، منها مكب زهرة الفنجان القائم، والمكبين الصحيين المخطط لهما في محافظتي رام الله والبيرة والخليل، يضاف إليهم مكب جديد في القدس يحدد وفق خطط ودراسات مفصلة.
يتبين من السياسة رقم (5) أن مكب القدس ما زال نيّة تنقصها الخطط والدراسات وتباعاً التمويل، ما سيزيد من احتمالية تأخره عن مشروع المكبين الآخرين لسنوات، ما يعني عدم إيجاد بديل لمكب أبو ديس سواءً أبقته حكومة الاحتلال أم أزالته، فالخطر البيئي سيظل قائماً، حيث لا يوجد فصل للنفايات أو معالجة صحية والمتضرر هم الفلسطينيون بالدرجة الأولى.
|