تدوير المياه الرمادية في تنظيف المراحيض سيوفر نصف الاستهلاك الأسري للمياه العذبة
إعادة استعمال المياه الرمادية سيوفر سنويا عشرات ملايين الأمتار المكعبة من المياه العذبة الفلسطينية

تدوير المياه الرمادية لتنظيف المرحاض

خاص بآفاق البيئة والتنمية

تبين معطيات آفاق البيئة والتنمية الخاصة باستهلاك المياه العذبة في المنازل الفلسطينية، بأن إعادة استعمال المياه الرمادية في تنظيف المراحيض سيوفر نحو 50% من إجمالي الاستهلاك الأسري للمياه العذبة.  ذلك أن الأسرة الفلسطينية تستخدم حوالي 50% من مياه المنزل العذبة في المراحيض، وبالتالي بإمكاننا الإستعاضة عن هذه المياه، بمياه أقل جودة، وتحديدا بالمياه الرمادية التي ستخفض استهلاك الفرد للمياه العذبة بما لا يقل عن أربعين لتر يوميا.
ولتنفيذ عملية إعادة استخدام المياه الرمادية تتم تعبئة خزان المياه في المرحاض (أي النياغرا) بالمياه المستعملة المتدفقة من المغسلة، وذلك بتحويل ماسورة المياه "الوسخة" من المغسلة إلى خزان المياه، بدلا من ضياع المياه المستعملة المتدفقة من المغسلة إلى قنوات الصرف الصحي أو المجاري، علما بأن مياه المغسلة نسبيا غير وسخة، بالمقارنة مع مياه الصرف الصحي، كما وتحتوي على كمية جراثيم أقل بكثير من مياه الصرف الصحي. 
وبإمكاننا أيضا إعادة استعمال المياه الرمادية الناتجة عن المغاسل وأحواض غسل الصحون والاستحمام والغسيل، في ري المزروعات الشجرية غير المثمرة، أو في ري حدائق الزهور.  وذلك بعد فصلها عن مياه المراحيض وتجميعها في حوض خاص للترشيح، حيث تتم فلترتها، ومن ثم استعمالها في الري.  أو يمكن أيضا، وبنفس الطريقة، إعادة استعمال المياه الرمادية للمراحيض عن طريق إعادة ضخها إلى خزان منفصل على سطح المنزل، يستعمل خصيصا للمراحيض.  وقد توفر عملية إعادة استعمال المياه الرمادية في تنظيف المراحيض وري الحدائق وغسل السيارات واستعمالات أخرى أكثر من 60% من الاستهلاك المنزلي لمياه الشرب العذبة.
وبموازاة نضالنا الوطني المشروع لانتزاع مياهنا المسلوبة، لا بد أيضا أن نواجه محدودية الموارد المائية  المتاحة حاليا وارتفاع أسعار المياه، والأزمة المائية التي يتوقع أن تتفاقم في السنوات القادمة بسبب الجفاف وشح الأمطار والنهب الإسرائيلي لمياهنا الجوفية والسطحية.  وتعد عملية تدوير المياه الرمادية من أبرز الطرق البيئية العملية والسهلة للتكيف مع الأزمة المائية، ولتقليل استهلاك مياه الشرب العذبة في استعمالات غير منطقية وغير مبررة؛ كتنظيف المراحيض.
ومع ازدياد عدد الذين يعيدون استعمال المياه الرمادية؛ فقد تفتح آفاق تسويقية جديدة وتوفر فرص عمل إضافية.  إذ يمكن إنشاء شركات تجارية تتخصص في تنقية المياه الرمادية.
ويمكننا تركيب أجهزة خاصة لتنقية المياه الرمادية (أسعارها حاليا مرتفعة بعض الشيء) في المنازل والمؤسسات الخاصة والعامة والمنشآت المختلفة.
إن لإعادة استعمال المياه الرمادية في تنظيف مراحيض المنازل والمؤسسات والمنشآت بالضفة والقطاع، دون الأخذ بالاعتبار الاستعمالات الأخرى، أبعاد اقتصادية واستهلاكية وبيئية طويلة الأمد؛ إذ قد يتم توفير عشرات ملايين الأمتار المكعبة من المياه العذبة سنويا.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية