مبادرات بيئية :

أم سلامة: تحارب الفقر والغلاء بالمعجنات

عبد الباسط خلف:

تستخدم السيدة نوال زيادة "سلاح" المعجنات لمجابهة الفقر وارتفاع الأسعار وزيادة أعباء الأسرة، منذ إحدى عشرة سنة. تقف اليوم في مطبخها لصناعة قائمة مأكولات تقليدية وحلويات شعبية، لتسوقها لاحقًا لزبائنها، مثلما تشارك في غالبية المعارض التي تتخصص بعرض أطباق تراثية.
تقول: "قررت مساعدة عائلتي، وتساعدت أنا وزوجي نادر زيادة في إطلاق عمل خاص بنا، قبل أن يتوفاه الله عام 2009، فقد كان يعينني كثيراً في شراء احتياجات ما نصنع، وفي تقطيع الخضروات، ونقل المعجنات إلى الفرن.
ورثت أم سلامة فنون الطبخ من والدتها تمام عيسى بربار، التي كانت متخصصة في مساعدة أهالي العروسين على إعداد ولائم الأفراح، وبخاصة أطباق الأرز.
انتشرت مصنوعات زيادة إلى بيوت الموظفين وأصحاب المناسبات والأفراح وحفلات التخرج، وصار هاتفها لا يكف عن تلقي مكالمات يوصي أصحابها بأطباق ورق العنب والمفتول والكبة والكعك وغيرها. وشاركت في العديد من المعارض، وفازت بالمركز الثاني في صنع المفتول بإحدى المعارض.
تسابق أم سلامة، التي ولدت العام 1950، الفجر، فتحضر الطحين ومستلزمات ما تصنعه، وتواصل عملها حتى العاشرة ليلاً، وقد تحفظ ولداها على فكرة أن تعمل في مطعم غير بيتها.
تتقن الصفيحة، والزعتر، والجبن، والملتوتة، والحلبة، والشيش برك، والكعك بعجوة، وجوز الهند، والمفتول، والكبة، والمسخن، وورق العنب، والمقلوبة، وغيرها. كما تحرص على تصنيع كل ما تحتاجه من مربى و رب البندورة والزعتر في منزلها.
حصلت أم سلامة على شهادة الثانوية العامة العام 1970 في الفرع العلمي، وانتقلت للعمل في الخياطة، وصارت معلمة لفنونها، لكنها اكتشفت حاجة الناس للطعام أكثر من إقبالهم على إصلاح ملابسهم، وخصوصًا بعد انتشار البضائع الصينية الرديئة والرخيصة.
تبث زيادة هموم مهنتها، فالغلاء يطارد كل شيء: الغاز والطحين، والسكر، واللحم، والزيت، وغيرها. أما أسعارها فثابتة، وتخشى أن تزيدها حتى لا ينفض الزبائن من حولها
تنهي بالقول إن سر الطعم الشهي للمأكولات "نفس" الطاهي. لكنها تحلم في أن تكمل  تجهيز مطبخ مطعمها الخاص، الذي فصلته عن مطبخ البيت. وتتمنى أن يتوقف الغلاء الذي وصل لكل شيء، حتى يستطيع الناس العيش بكرامة، وتمشي مصالحهم بأحسن حال.

aabdkh@yahoo.com