يوم المياه العالمي بالمواصفات الفلسطينية: أطفال "الفروش" يوجهون رسائل للسياسيين ويرسمون عطشهم
جنين / خاص بآفاق البيئة والتنمية: اختار أطفال فروش بيت دجن شرق نابلس الاحتفال بيوم المياه العالمي على طريقتهم، فكتبوا رسائل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولرئيس وزرائه د. سلام فياض، وأخرى لرئيس سلطة المياه د.شداد العتيلي، وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وعبروا بالرسم، خلال النشاط الذي أطلقته وزارة الإعلام ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين عن تعطشهم للمياه، في قرية سرق الاحتلال سر حياتها، وزودها الماء بالقطارة.
توجهت الطفلة سوسن أبو عمارة في رسالتها للرئيس محمود عباس بالقول:" أنا طفلة أعيش حياة من الجحيم، فلا كهرباء ولا ماء ولا طرق، ولا يسمح لنا الاحتلال ببناء البيوت، ولا نشعر بالأمان، ونقرأ ونكتب على ضوء الشمع." ودعت سوسن رئيس دولتها لزيارة بلدتها ومشاهدة معاناتها. ووجهت عايشة عطيوي دعوة مماثلة في خطابها لرئيس الوزراء د. سلام فياض. فيما اختارت آثار أبو حنيش أن تسأل رئيس سلطة المياه د. شداد العتيلي عن تصرفه الشخصي لو أنه استيقظ من النوم ذات يوم، ولم يجد الماء مثلها ليغسل وجهه. وحثته أن يزور القرية ويفعل لها شيئاً لتخفيف معاناتها، فالمياه لا تكاد تصل غير مرة في الأسبوع لمنازل المواطنين، والانقطاع الكبير الذي استمر العام الماضي لثلاثة أشهر، جعل الأطفال يعيشون هاجس الخوف.
وخطت وسام قاسم أبو حنيش دعوة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، لزيارة القرية، وليشاهد بأم عينه، كيف أن الاحتلال حفر آباراً فيها، وسلبها حقها في الشرب والزراعة والحياة. ووجه وسام سؤالاً للسيد كي مون عن معنى الاحتفال بيوم المياه العالمي لمن لا يمتلك المياه. فيما فضلّت عتاب حنيني أن توجه سطورها إلى"من يمتلك الضمير"، فقالت:" بإسم الزعتر في جبال النار، وحلاوة برتقالنا وأغوارنا المسلوبة، وشموخ التلال أتكلم، فلقد سرقوا أملنا وحياتنا، وسلبوا أوراق شجرتنا ونومنا وليلنا، وصرنا نشتاق إلى حبات اللؤلؤ."
وتسللت إلى لوحات الأطفال مفارقة نهب الاحتلال ومعسكراته ومستوطناته للمياه، فرسمت إيمان عبد الغني واقع النهب والعطش، وصورت بلدتها جرداء، مقابل مستوطنة خضراء. وعبرت براءة أبو حنيش عن فكرة البحر السليب والمحاصر من جانب الاحتلال، مقابل صحراء جرداء لأهالي القرية. فيما اختزلت لوحة وصال هشام الحكاية بمستوطن إسرائيلي ينعم بحنفية مياه بمفرده، مقابل سبعة فلسطينيين يتقاسمون حنفية واحدة، في إشارة إلى الأرقام التي تحدثت عن أن المستوطن الإسرائيلي ينهب سبعة أضعاف ما يُسمح للمواطن الفلسطيني باستهلاكه. وحملت عشرات اللوحات مضامين مشابهة، جسدت كلها ألم المعاناة من نهب المياه، وأختزل الطفل ناصر زياد المواطن الفلسطيني بعصفور عطش يفتش عن المياه.
وقال رئيس مجلس القرية المحلي خضر أبو حنيش، إن أطفال فروش بيت دجن يعانون الأمرين، ويحرمون من أبسط حقوق الحياة، وهم يترجمون واقعهم الأسود في يوم المياه العالمي.
فيما عبر مدير مدرسة القرية، وهي البناء الوحيد من الأسمنت فيها، توفيق الحاج محمد عن ألمه من تناقص أعداد التلاميذ، ففي العام 2000 كانوا 235 طالباً وطالبة، أما اليوم فتقلصوا إلى 175 بفعل إجراءات الاحتلال، وهدم المنشآت الزراعية. ودعا الحاج محمد المؤسسات الفلسطينية إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ برامج فعلية لدعم صمود المواطنين.
وقال مدير فرع الشمال في مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين إن أهالي فروش بيت دجن يعانون ضائقة، فعلى الرغم من وجود شبكة مياه تغطي نحو 70% من تجمعاتها، إلا أن الأهالي لا يتزودون بالماء إلا بمزاج الشركة الإسرائيلية. وتطرق إلى المشاريع المائية التي نفذتها مجموعته في المنطقة للتخفيف من عطش المزارعين والمواطنين، بعد أن حفر الاحتلال ثلاثة آبار فيها. وأشار الكاتب والصحافي عبد الباسط خلف، أن هدف وزارة الإعلام من الاحتفال بيوم المياه العالمي في منطقة تعاني الجفاف والنهب الإسرائيلي لمياهها، لفت الأنظار إلى أن الاحتلال لا يوفر شيئاً، ويمارس كل ألوان التضييق على المواطنين لترحليهم طواعية من المناطق الغورية والشفا غورية.
وأضاف أن الوزارة والمجموعة سيطلقان معرضًا للصور والرسائل في طوباس ونابلس بداية نيسان الحالي، للتعبير عن بؤس الحياة وقصة النهب الذي لا يتوقف لمناسبة يوم المياه العالمي.
ورشة بعنوان " المياه والمدن: واقع المياه والصرف الصحي في قطاع غزة"
سمر شاهين / غزة: نظم مركز العمل التنموي معا ورشة عمل موسعة بعنوان "المياه والمدن: واقع المياه والصرف الصحي في قطاع غزة" بالتعاون مع معهد المياه والبيئة بجامعة الازهر ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين، وذلك في قاعة المؤتمرات بمبنى الكتيبة.
وتأتى هذه الورشة ضمن فعاليات إحياء يوم المياه العالمي الذي يصادف 22 آذار من كل عام .
وحضر الورشة كل من د. حيدر عنان نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية ود. عدنان عايش مدير معهد المياه والبيئة وعدد من أساتذة الجامعة والمهتمين في مجالات المياه والبيئة وطلبة الدراسات العليا والباحثين.
ورحب مدير الورشة د.عايش بالحضور لتلبيتهم دعوة الجامعة ومشاركتهم في هذا الحدث العظيم، لافتا الى أن الماء عصب الحياة ويمثل عنصراً أساسياً في برامج التنمية المختلفة سواء كانت بشرية أو زراعية أو صناعية.
وبين ان الماء يحظى باهتمام عالمى حيثً أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1922 أ يوم 22 مارس من كل عام يوماً عالمياً للمياه.
وأوضح د. عايش أن شعار هذه المناسبة لهذا العام يؤكد ما يتوقعه المجتمع الدولي من صعوبات وتحديات ستواجه الكثير من الدول في المستقبل، لذا فإن قضية نقص وندرة المياه وتدني نوعية المتوفر منها يعد إحدى أهم القضايا البيئية والاقتصادية التي تشغل الجميع في الوقت الراهن. وللجامعات دور
من ناحيته أكد د. عنان على دور الجامعات في تقدم المجتمعات والحضارات الإنسانية، مشيراً إلى أن جامعة الأزهر يسعدها أن تشارك المجتمع الدولي والمحلي مناسباته وفعالياته المختلفة، وذلك نابع من الدور الريادي الذي تقوم به الجامعة في عملية التنمية والتقدم والازدهار.
بدوره شدد م. إيهاب أبو حسين ممثل مركز معاً على دور المركز وتبنيه لقضايا مهمة جداً في عملية التنمية المستدامة للمجتمع، مشيراً إلى أن قضية المياه والبيئة قضية وطنية تحتاج إلى المزيد من تسليط الضوء وتوحيد الجهود لحل هذه المعضلة التي تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه المجتمع الفلسطيني.
واكد على أن هذه القضية وإيجاد الحلول لها تعتبر الخطة الإستراتيجية لمركز معاً وأن مشاركة المركز بهذه الورشة تعتبر جزء من مساهمة المركز في الجهود المبذولة من أجل تسليط الضوء ومناقشة هذه القضية. الاحتلال سبب التدمير
من ناحيته أشار م. رياض جنينة مدير مجموعة الهيدرولوجيين إلى أهمية هذه الورشة مقدماً شكره لجامعة الأزهر على احتضانها لهذا اليوم، لافتاً إلى أن مشكلة المياه والبيئة في قطاع غزة تحمل في طياتها موضوعات في غاية التعقيد ولها مضاعفات جسيمة على المجتمع.
وأكد على أن الاحتلال الإسرائيلي قضى ودمر البنية التحتية للمياه والبيئة الفلسطينية من خلال مجموعة من الممارسات الهمجية وأضاف: أنه لا يزال يمعن في عملية تدمير هذا الجانب بطرق وأساليب متعددة، مشيراً إلى أن المواطن الفلسطيني أيضاً من خلال سوء استخدامه لتلك المصادر يسهم بشكل غير مقصود بتفاقم المشكلة ويجعل من عملية إصلاح المشكلة أمر صعب ومعقد ويؤدي إلى إلحاق الضرر بالقطاع المائي.
وعرض خلال الورشة جملة من أوراق العمل أو مناقشتها تناولت الواقع المائي ومشكلة الصرف الصحفي في غزة، حيث قدم الدكتور عدنان عايش ورقة عمل بعنوان:" دور البحث العلمي في تطوير مصادر المياه و الصرف الصحي"، كما قدم م. سعدي علي من سلطة المياه الفلسطينية ورقة عمل بعنوان:"مشروع شمال غزة الطارئ – لمعالجة المياه العادمة، وقام كل من م. بشار عاشور وم. محمد عليان بتقديم ورقة عمل مشتركة بعنوان:" إعادة استخدام المياه العادمة للزراعة والزراعة غير التقليدية للأعلاف – ( تجربة مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين).
وعرض في نهاية الورشة م. ماجد حمادة ورقة عمل بعنوان:"الآثار السلبية للري الزراعي على الخزان الجوفي في قطاع غزة".
وأوصى المشاركون بضرورة التواصل ما بين الجامعات وكلياتها المختلفة مع المؤسسات والوزارات الحكومية وغير الحكومية في تحديد حاجة القطاع من أبحاث تطبيقية لطلبة الماجستير والدكتوراه، حتى لا تصبح الأبحاث مجرد مجلدات على رفوف المكتبات بل تضيف إضافة نوعية لحل مشاكل المجتمع .
ودعا الى الاستفادة القصوى من مياه الأمطار كونها المغذي الرئيسي للمياه الجوفية والعمل على إيجاد تمويل مالي لعمل مشاريع تجميع مياه الأمطار والاستفادة منها في الري الزراعي، و العمل على إنشاء محطات لتجميع مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها بعد المعالجة في عملية الري الزراعي . كما دعا المشاركون إلى إنشاء محطات تحلية مياه البحر ذات قدرة عالية وطاقة إنتاجية كبيرة، والقيام بحملات توعية مجتمعية لترشيد استهلاك المياه والحفاظ على الموارد المائية من خلال النشرات المتواصلة بكل وسائل الإعلام، والعمل على تكثيف عقد ورشات العمل ودورات التدريب والندوات العلمية والمحاضرات في مجال المياه.
مجلة افاق البيئة و التنمية
الصفــحة الرئيسيـــة
لماذا آفاق البيئة والتنمية
منبر البيئة والتنمية
الراصد البيئي
مشاهد بيئية
أخبار البيئة والتنمية
أصدقاء البيئة
أريد حلا
مبادرات بيئية
تراثيات بيئية
قراءة في كتاب
سياحة بيئية وأثرية
البيئة والتنمية في صور
أسرة افاق البيئة و التنمية
أعداد سابقة / الارشيف
كُتَابُنا
رسائل القراء
للاشتراك
الاتصال بنا
روابط
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
لتقليل استهلاك الوقود: اسبانيا تخفض السرعة المسموح بها في الشوارع
رام الله/خاص بآفاق البيئة والتنمية: قررت الحكومة الاسبانية فرض حل مبتكر لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود في العالم، ويتمثل في تخفيض السرعة المسموح بها في الشوارع السريعة إلى 110 كم/ساعة. وذلك لتقليل استهلاك الوقود، في أعقاب وقف تزويده من ليبيا والارتفاع الحاد في أسعار النفط.
وقال "ألفردو روبليكا" نائب رئيس الحكومة الاسبانية، بأن السرعة المسموح بها في الشوارع السريعة ستحدد بـ 110 كم/ساعة، علما بأن السرعة المسموح بها قبل اتخاذ هذا القرار كانت 120 كم/ ساعة. وقد دخل هذا النظام حيز التنفيذ في أوائل آذار الماضي.
ويتوقع أن يؤدي تقليل السرعة إلى تخفيض استهلاك البنزين بنسبة 15% واستهلاك السولار بنسبة 11%. ويشار هنا إلى أن كل ارتفاع بمقدار 10 دولارات في سعر النفط يزيد نفقات اسبانيا على شراء النفط بمقدار 8 مليار دولار.
كما اتخذت الحكومة الاسبانية إجراءات إضافية لتقليص استهلاك الوقود، مثل تخفيض أسعار السفر في المواصلات العامة وفي القطارات بنسبة 5%.
الجدير بالذكر أن الحكومات الغربية، وخلال أزمات سابقة في أسعار النفط، اتخذت إجراءات مختلفة لتقليل استهلاك الوقود. ففي أزمة النفط في السبعينيات، على سبيل المثال، خفضت الحكومة الأميركية السرعة المسموح بها في الطرقات الأميركية السريعة إلى 55 ميلا في الساعة، لتقليص الطلب على البنزين.
الانتفاضات تعطل المساعي لخفض الانبعاثات الكربونية العربية
دبي / خاص: زادت الاضطرابات السياسية في منطقة الخليج من صعوبة السعي إلى خفض دعم الوقود، للمساعدة على خفض مستويات الكربون في منطقة تشهد أعلى مستوى من نصيب الفرد من الانبعاثات الكربونية الضارة على مستوى العالم. وتريد بلدان الخليج التي تصل فيها درجات الحرارة في فصل الصيف إلى 50 درجة مئوية أن تتبنى موارد الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية من أجل تخصيص النفط للتصدير بأسعار عالية، وكذلك لخفض الانبعاثات الكربونية التي تبلغ ستة أمثال المتوسط العالمي.
غير أن هذه البلدان تتلكأ في السير في هذا الطريق بتقديم 30 مليار دولار أمريكي سنويا، في صورة دعم لاستهلاك النفط والغاز وبيع البنزين والكهرباء في السوق المحلية بأسعار تقل كثيرا عن الأسعار العالمية. وتضغط دول مجموعة العشرين على المنطقة لتلغي الدعم الذي يحول دون تحقيق كفاءة الوقود، ويؤدي إلى زيادة استخدام النفط في توليد الكهرباء للسوق المحلية، ويجعل مشروعات الطاقة المتجددة غير قادرة على المنافسة.
وقال سامويل سيزوك محلل شؤون الشرق الأوسط في آي.إتش.إس انرجي في لندن: "مع اندلاع الاحتجاجات لن يجرؤ نظام من الأنظمة الحاكمة على أن يمس الدعم لفترة زمنية غير قصيرة، لأن تكاليف المعيشة كانت إحدى المظالم الرئيسية في أنحاء شمال أفريقيا والخليج".
وتقدم السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر جميعا خصوما في أسعار الوقود المحلية. وفي الكويت يبلغ متوسط الخصم في أسعار الوقود 83% وذلك حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي يوجد مقرها في باريس.
وقد زادت الاضطرابات في المنطقة العربية من صعوبة إلغاء الدعم وأثارت قلق المستثمرين الأجانب، ولذلك فإنها قد تحد من صادرات النفط من الخليج، بل قد تؤخر الخطط الإقليمية المتواضعة لتبني مصادر الطاقة النظيفة. وتسعى السعودية إلى إبدال 10% من استهلاكها من الوقود الأحفوري بموارد متجددة بحلول عام 2020، بينما تهدف الإمارات العربية إلى 7%.
وقال روب شيروين المدير المنتدب في ريجستر لاركين في أبوظبي: "حيثما لا تكون عوامل السوق هي المحدد لأسعار الطاقة، فإن موارد الطاقة المتجددة تعجز عن المنافسة".
ويشيع تقديم الدعم للوقود في البلدان الغنية بالنفط وقد تفجر المساعي لإلغائها اضطرابات خطيرة. ففي إيران تسبب توزيع البنزين بالحصص في عام 2007 في وقوع احتجاجات، وفي فنزويلا فجرت محاولة الحكومة عام 1989 رفع أسعار البنزين حوادث شغب راح ضحيتها المئات. والرهان يبلغ أشده في السعودية، أكبر دولة في تصدير النفط في العالم. ففي عام 2009 قال وزير النفط على النعيمي أن المملكة قد تجعل في يوم من الأيام صادراتها النفطية تعادل صادراتها من الطاقة الشمسية. ولكن حتى الآن تحركت المملكة ببطء إذ يجري إنشاء محطة لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية ومحطة طاقة صغيرة.
وقال مدير تنفيذي للطاقة الشمسية في شركة بي.بي في شهر شباط الماضي، إنه مع بلوغ معدل نمو الطلب على الكهرباء 8% سنويا، فإن المملكة تستهلك ما يصل إلى ثلاثة ملايين برميل يوميا من إنتاجها من النفط، أي ما يعادل في قيمته نحو 300 مليون دولار في الأسواق الدولية بالأسعار الحالية.
وحذرت شركة أرامكو التي تديرها الدولة في عام 2008، من أنه إذا لم يتحقق المزيد من تدابير تحسين الكفاءة واستخدام الموارد المتجددة مثل الطاقة الشمسية، فإن الطلب السعودي على النفط في طريقه إلى أن يبلغ ثمانية ملايين برميل بحلول عام 2030، وهو ما يزيد على صادراتها في الوقت الحالي.
وفي الصين حيث يسير استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بخطى حثيثة، فإن بيانات وكالة الطاقة الدولية تظهر أن دعم الوقود الأحفوري تبلغ نسبته 3.9% وهو مستوى منخفض.
وتعتمد الطاقة الشمسية في العادة على الدعم لأسعارها، ولكن من أجل الترويج لاستخدام هذه الطاقة سيتعين على حكومات الشرق الأوسط، أن تنفق المزيد لكل ميجاوات لأن استخدام أنواع الوقود الأحفوري أرخص وأقل تكلفة. غير أن الحكومات تنفق أقل. وقال اريك أوشر من برنامج الأمم المتحدة للتنمية إن نصيب الشرق الأوسط من استثمارات الطاقة المتجددة في العالم البالغة قيمتها 250 مليار دولار بلغ 1% العام الماضي. وأضاف: "إن منطقة الخليج في وضع يؤهلها للحاق بالركب".
وتواجه عدة مشروعات للطاقة المتجددة خطر الإلغاء أو التأجيل، الأمر الذي يوضح قلق المستثمرين بشأن ضعف عوائد الاستثمار. وفي كانون ثاني قامت شركة بي.بي بتجميد مشروع للطاقة الهيدروجينية النظيفة يتكلف 2.2 مليار دولار مع شركة مصدر في أبو ظبي. ويهدف مشروع مدينة مصدر إلى إنشاء مدينة صحراوية تعتمد على الطاقة النظيفة وخالية من الانبعاثات الكربونية، وكان مقررا في وقت من الأوقات افتتاحه قبل عام 2019 لكن تم تأجيله إلى عام 2025. وقالت الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك، إنها قد تسعى إلى حرق المزيد من سوائل النفط في مصانعها في خطوة قد تحد من صادراتها النفطية. وسيأتي ذلك في وقت تسعى فيه السعودية جاهدة في مواجهة ندرة الغاز الطبيعي الذي يباع في السوق المحلية مقابل 0.75 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية أو نحو خمس سعره في كندا. وقد يؤدي التخلف عن زيادة الاعتماد على موارد الطاقة المتجددة أيضا، إلى زيادة معدلات التلوث بالكربون في منطقة الخليج. وتظهر بيانات وكالة الطاقة الدولية أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلدان مجلس التعاون الخليجي تبلغ 26.6 مليون طن متري للفرد أي ستة أمثال المتوسط العالمي. وبلدان مجلس التعاون من الموقعين على بروتوكول كيوتو الذي يقضي بخفض انبعاثات الكربون العالمية بنسبة 5% بحلول عام 2012 عن مستويات خط الأساس في عام 1990. ووقعت الإمارات العربية المتحدة، اتفاق كوبنهاجن الذي يشجع على إجراء مزيد من هذه التخفيضات بحلول عام 2020.
بيبسي تتفوق على كوكاكولا بزجاجة صديقة للبيئة
نيويورك / خاص: كشفت شركة بيبسي الأميركية للمياه الغازية يوم الثلاثاء عن زجاجة بلاستيكية جديدة مصنوعة بشكل كامل من خامات نباتية.
وذكرت الشركة في مقرها في برتشاز بولاية نيويورك، إن الزجاجة هي "الأولى من نوعها عالميا". وتتفوق بيبسي بهذا الإعلان مرة أخرى على منافستها كوكاكولا في معركتهما على جذب المستهلكين.
يذكر أن زجاجة بيبسي الصديقة للبيئة قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100% وتتفوق بشكل كبير على تكنولوجيات الصناعة الحالية. وذكرت الشركة في بيان لها أن الزجاجة مصنوعة من مواد حيوية، بينها نبات "الثمام العصوي" و"لحاء الصنوبر" و"قشر الذرة".
وقال البيان إن "الشركة تتوقع في المستقبل توسيع المصادر المتجددة المستخدمة لصناعة الزجاجة الصديقة للبيئة لتشمل قشر البرتقال وقشر البطاطس وقشر الشوفان ومخلفات زراعية أخرى من منتجاتها من المواد الغذائية".
وأكدت الشركة، أن البلاستيك الجديد لا رائحة له ولا طعم، وسيبدأ خط إنتاج الزجاجة الجديدة في العام المقبل، وإذا نجحت فإنها ستستخدم في جميع المشروبات في المستقبل. وكانت "بيبسي" قد صعبت المنافسة على "كوكاكولا" خاصة في السوق الأميركية، محققة ما يقرب من ضعف حجم مبيعات منافستها، إلا أن كوكاكولا لا تزال تحقق صافي أرباح هو الأعلى.