مبادرات بيئية :
رصد أكثر من 12 ألف موقع مناخي عالمي
أيمن رزق المصري: "غرام" بالمناخ و"جنون" بالطقس
عبد الباسط خلف:
وقع أيمن رزق المصري في حب المناخ ومتابعة الأحوال الجوية وتوقعاتها، منذ سنوات طويلة. لكن هذا الشغف، تعمّق حينما أكمل دراساته العليا في ألمانيا.
يقلع في حديث حار في يوم بارد من شباط الماضي، فيقص حكاية حبه الأول للبيئة والمناخ والتوقعات الجوية: "قبل سفري إلى أوروبا، كنت أنشط في مجموعات طلابية اهتمت بالبيئة، ونفذت أنشطة وحملات تطوعية داخل جامعة النجاح وخارجها، وأطلقت مبادرات خضراء هدفت إلى بث الوعي البيئي، وكان يقف على رأسها د.كمال رشيد، فتارة أطلقنا حملة ضد التدخين، وفي أخرى قمنا بجولات ميدانية ورحلات بيئية إلى مناطق فلسطينية تعاني التلوث، ورفعنا صوتنا ضد الكثير من الظواهر غير الصديقة للبيئة".
كان المصري ورفاقه الطلبة، يواظبون على أنشطتهم في مواسم مختلفة، لكنه تفرد بحب المناخ، وطوّر هذا العشق خلال تواجده في ألمانيا طوال تسع سنوات، ولم تنته بعودته إلى نابلس عام 2006، فواصل الحلم لتأسيس شيء ما ينحاز للبيئة ومزاج طقسها وعناصر مناخها.
فتنة خضراء
يوالي: "خطفتني أوروبا الخضراء والنظيفة في البيئة، وكنت أسأل نفسي لماذا لا نسعى إلى الحفاظ على بيئتنا. وتابعت البحث وتطوير مهاراتي ومعرفتي وشغفي بطقس العالم ومناخه".
رصد أيمن الذي أبصر النور في الأول من كانون الأول العام 1972 بمدينة نابلس، طوال سنوات أكثر من أثني عشر ألف موقع مناخي في العالم، وراكم قاعدة بيانات هائلة.
يقول: "توصلت ووثقت خلال فترة طويلة أكثر المناطق حرارة في الكرة الأرضية، وأكثرها برودة، ونظمت معرفتي ومعلوماتي لغرض إطلاق موقع إلكتروني متخصص بالمناخ والطبيعة، وهو حلم راودني طويلاً.
ويوضح أنه في العالم تتواجد المناطق الأكثر برودة في شمال روسيا، وبجوار القطب الشمالي. ولدينا كمثال معطيات عن 500 مكان في روسيا، مائة في السويد والنرويج، 250 في فنلندا و1200 في كندا.
يوضح: "قد تكون هناك مناطق في العالم لا نغطيها، لكن معظم البقاع الباردة وصلنا إليها، وتوصلنا إلى مناطق شديدة البرودة في شمالي الصين ومنغوليا، وهذه الأرقام تغطي نحو 95% من عالمنا".
وعلى النقيض من المناطق الباردة، يشير أيمن إلى حال البقاع الأكثر سخونة في دول الأرض، والتي تنحصر في الخليج العربي وإيران وأستراليا وأفريقيا ومناطق من اندونيسيا.
يقول: "الوصول إلى أكثر المناطق حرارة مسألة أصعب من التعرف إلى المنطقة الأكثر برودة".
حوّل المصري المعطيات المناخية إلى أرقام، وشيد قاعدة بيانات وظفها في موقع "طقس فلسطيني" الذي يتميز كما يروي، بأنه يزود زائريه بأعلى درجة حرارة في العالم وبأقلها برودة لحظة بلحظة.
يتابع أيمن الذي يحمل الماجستير بنسختين، واحدة في الإعلام، والثانية في العلوم السياسية: "كنا في البداية نحتاج لساعات طويلة للتوصل إلى المعطيات المناخية، لكن الأمر صار أكثر سهولة وسرعة".
طقس آلي
أطلق المصري موقعه الإلكتروني" طقس فلسطين" في نهاية تشرين ثاني 2010، وصار يتفاخر بأنه الموقع الحصري الذي يقدم أعلى درجة حرارة في العالم ونقيضها، كما فرد حيزاً للحديث عن الكوارث المناخية، وأحوال الطقس لعشرة أيام في فلسطين، بجوار قاعدة بيانات خضراء توثق لكل ما هو متصل بالمناخ والبيئة والتغيرات المناخية والأسرار الخضراء.
يقول بسعادة واضحة: "يزور موقعنا 100 ألف زائر في الشهر الواحد، ولدينا مجموعة من المتصفحين من فلسطين والأردن وحتى من مناطق فلسطين المحتلة العام 1948، والسعودية، ومصر، وغيرها".
شرع المصري في عمله بشكل فردي، وكان يمضي ساعات طويلة في إعداد النشرات الجوية التي يطالعها من مراصد الطقس العالمية الكبرى، وبعد قراءة الخرائط، يقدم معطياته التي يحدّثها صباحاً ومساءً.
انضم إلى أيمن الشاب محمد الجان الذي يدرس الهندسة المدنية، والهاوي للطقس والمناخ، واستقطب الموقع المحلل لفيزياء المناخ سامر طروة.
يقول أيمن بأن التوقعات الجوية قد لا تصيب، والمطر ونزوله بيد الخالق وحده، وفي السابق توقع هطولات مطرية غزيرة، لكن حركة الرياح غير الطبيعية أفسدت تنبؤاته. ينهي أيمن الأب لطفلتين:" الطقس والمناخ يسريان في دمي".
aabdkh@yahoo.com
|