بخلاف العادة، تأتي شذرات هذه المرة مختلفة وذات عنوان يتيم هو "ثورة" . كيف لا وهي الحالة التي عاشها ويعيشها الوطن العربي، نستطيع القول: "انتصرنا وهُزمنا في وقت واحدٍ؛ أما سبب الانتصار، فلأن الشعوب ثارت وانتفضت وألقت بخوفها في البحر والنيل والصحراء، فغيرّت الصورة النمطية التي لاحقتنا، وطاردت جينات العرب بتهمة "الخلل"، وبدّلت المواقف، وأتلفت الدم الفاسد بروح الشباب. وهُزمنا لعدم توقعنا للانتصار، وقبولنا بسيطرة الهزيمة نصا وروحًا، وادعينا أو قبلنا بأن الوطن العربي يحتاج إلى "مقبرة جماعية"، أو عليه انتظار معجزة تهبط عليه من السماء ذات صيف.
أما المحللون والإعلاميون والعرّافون والمخبرون والفاسدون والصالحون، فلا يمكنهم أن يدعوا أنهم توقعوا، وتكهنوا، ورجحوا، وحلموا، بما يحدث. جاء ما جاء بعد سنوات طوال من اليأس السياسي والفكري، وروح السواد الذي لف الوطن العربي من الماء إلى الماء.
قلب زلزال الياسمين التوقعات، وصب المصريون الشباب جام غضبهم على ساسة البلاد، ولم يعد الناس على دين ملوكهم، وكفر الليبيون بالكتاب الأخضر، ولم تعد المنامة في سباتها، وتبددت كذبة اليمن السعيد (والحبل على الجرار، أو لكم أن تكملوا هذه المعادلة كل على ليله).
الدرس الطويل الذي يجب أن نكون قد تعلمناه من "الياسمين" و"الشباب" و "أحفاد المختار"، وما قد يعقبهم، يجب أن ينعكس على الأمكنة والبنى والتشكيلات باختلافاتها. فلا يعقل أن لا يُهرول أرباب الأسر والعمل والمدراء والوزراء وشيوخ العشائر وأصحاب الاحتكارات والحاكمون بأمر جيوبهم وكروشهم لإصلاحات عاجلة، ليس خوفًا من نقمة من أوقعوا عليهم أمراضهم في حب السلطة وممارسة النفوذ والقمع والقهر، ولكن طمعًا في التغيير، وانقلاب الحال، وإصلاحه.
تسيطر عليّ غير جملة واحدة في ليلي ونهاري، هي أبرز وأهم ما زال راسخًا في جدران ذاكرتي من أيام التلقين والحشو والإكراه على حفظ ما يود الآخرون سماعه منك. واختزالها( إن كانت صحيحة وليست مفبركة)، وهي: أن الخليفة المأمون وقع توقيعًا( لون من ألوان الكتابة استخدمت في العصر الأموي وزاد اهتمام الكتّاب بها في العصر العباسي ) يقول: "كثر شاكوك.. وقل شاكروك."
ليتنا نمارس هذا في كل بيت ومؤسسة ومجلس حكم وسلطة ودولة، قبل أن نرى يافطة كتب الناقمون منا عليها توقيعًا حداثياً بدمهم ونارهم:" نحن نريد إسقاطك."
ليتنا نسمع أيضاً عن ثورة بيئية أيضاً.
التعليقات
مجلة افاق البيئة و التنمية
الصفــحة الرئيسيـــة
لماذا آفاق البيئة والتنمية
منبر البيئة والتنمية
الراصد البيئي
مشاهد بيئية
أخبار البيئة والتنمية
أصدقاء البيئة
أريد حلا
مبادرات بيئية
تراثيات بيئية
قراءة في كتاب
سياحة بيئية وأثرية
البيئة والتنمية في صور
أسرة افاق البيئة و التنمية
أعداد سابقة / الارشيف
كُتَابُنا
رسائل القراء
للاشتراك
الاتصال بنا
روابط
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية
يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.)أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء). ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة. الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
نلفت انتباه قرائنا الأعزاءإلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء منالمجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكرالمصدر .
توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة