من أجل توسيع أحد الشوارع الفرعية في المدينة
بلدية الخليل تقطع أشجاراً تزيد أعمارها عن مائة عام

!صنع في بلدية الخليل

                                                        
ثائر فقوسة
خاص بآفاق البيئة والتنمية

كان المار من شارع "طلعة العماره" وسط مدينة الخليل، يشعر انه يسير وسط غابة خضراء، حيث تصطف نحو 40 شجرة صنوبر يزيد عمرها عن مئة عام بانتظام على جانبي الطريق، بحيث تتعانق أغصانها بتناسق جميل صانعة مظلة طبيعية تكسو الشارع. حتى انه كان يعرف بشارع الأشجار. ولكن هذه اللوحة البيئية الجميلة سرعان ما تلاشت عندما أقدمت بلدية الخليل على قطعها بحجة توسيع الشارع .

مواطنون يحتجون ضد الانتهاك البيئي لبلدية الخليل

 

                                 الأراضي الخضراء تختفي
تعاني مدينة الخليل مثل كثير من المدن الفلسطينية من ظاهرة الزحف العمراني باتجاه الأراضي الزراعية، ما يقلل المساحات الخضراء، والتي أصبحت لا تتجاوز نسبتها 11% من المساحة الكلية للمدينة، ويتوقع المختصون أن تضمحل الأراضي الزراعية نتيجة التطور المتصاعد في الحركة التجارية والاقتصادية التي تساهم في انتشار البناء خاصة المنشآت الصناعية على حساب الأراضي الخضراء، وبات ذلك واضحا في أحياء مثل عين ساره والحاوز وشارع السلام وغيرها من المناطق.

 

بلدية الخليل تدمر وتجتث أشجارا معمرة من وسط المدينة

غير قانوني
مدير وزارة الزراعة في الخليل بدر حوامده، قال في هذا الصدد: "قيام بلدية الخليل بقطع الأشجار تصرف غير قانوني ويضر بالبيئة، حيث ينص القانون على ضرورة التنسيق مع وزارة الزراعة في أي اعتداء ضد البيئة، وعلى الوزارة التأكد من أن قطع الأشجار يحقق المصلحة العامة، وأنه لا يوجد حل آخر". وأكد حوامدة بأن هناك شكاوىً قد وصلت للوزارة ضد البلدية، وان الوزارة وجهت كتاباً تطالب فيه البلدية بضرورة توضيح ما حدث إلا أنها لم ترد .

هذا ليس من فعل عابثين بالبيئة بل من صنع بلدية الخليل

قطع الأشجار للمصلحة العامة
     مصادر من بلدية الخليل أشارت إلى أن الحالة التنظيمية للطرق التي تهدف لتوسيعها وإعادة تأهيلها تدفع في بعض المناطق إلى قطع الأشجار المتواجدة على طرفي الشارع والتي تحول دون تنفيذ المشروع، ولكن البلدية تقوم في نفس الوقت بزراعة أشجار بديلة بعد توسعة الشارع وإعادة تأهيله، كما تضم البلدية مختصين في مجال الزراعة يعملون على دراسة وضع المدينة بهدف زيادة المساحة الخضراء، وقد نفذت مشاريع من أجل ذلك، وحول عدم الرد على كتاب وزارة الزراعة، أفاد نفس المصدر بأن مبدأ الإهمال لأي جهة من الجهات الرسمية أو الشعبية نهج غير مقبول لدى بلدية الخليل ولا بد من وجود لبس في الموضوع،  مؤكدا أن هناك اعتراضات من البعض على قطع الأشجار، إلا أن البلدية تعطي التفسير الواضح لهم والمقنع، وأضاف أن عملية تخضير المدينة والحفاظ على بيئتها ليست مسؤولية بلدية الخليل وحدها بل هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.

تشويه متعمد للمعالم الخضراء في وسط مدينة الخليل

احتجاجات
من جهتهم، قام العديد من المواطنين القاطنين بالقرب من الشارع  بتنظيم احتجاجات على قطع الأشجار عبر  إغلاق الشارع  وتعطيل حركة السير، مطالبين البلدية بالحفاظ على الأشجار التي بدأت تتلاشى في المدينة، مقدمين شكاوى لوزارة الزراعة تطالبها بوضع حد للتعديات على المساحات الخضراء وغرس الأشجار بدلا من قطعها.

لفتة نظر
وهنا لا بد من القول ان زيادة المساحة الخضراء في مدينة الخليل بشكل خاص وفلسطين بشكل عام ضرورة ملحة لما لها من أهمية بيئية وصحية، حيث لا تقتصر فائدة النباتات سواءً الأشجار أو الشجيرات على التجميل بل لها فوائد كثيرة وهامة جدًا في حياتنا. فالأشجار تحمي البيئة من التلوث ما ينعكس على الناحية الصحية للمواطنين، كذلك فإنها من العوامل الهامة في الحد من تصاعد الغبار عن طريق تثبيت التربة بجذورها وذلك يساعد على الوقاية من الأمراض الصدرية، ومن فوائد الأشجار تقليل الإشعاع الضوئي عن طريق انعكاسات الأشعة على الأوراق ما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة والتخفيف من حدة الإشعاع الشمسي ومنع وصول الرياح وتقليل حركتها مما يساهم في رفع الرطوبة الجوية، كما أن زراعة الأشجار تؤدي إلى تقليل الضوضاء الناتجة عن حركة المركبات عن طريق انكسار الصوت وامتصاصه من قبل الأشجار، وتزيد الشجرة من إنتاج الأكسجين عن طريق عملية التمثيل الضوئي، وبالتالي يكون الجو صحيًا ونقيًا. كما أنها تنظم الهواء داخل المدن وتساعد على تحديد مسارات الرياح عند زراعتها في الاتجاهات التي تهب منها.

التعليقات
الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية