نحو إنتاج الكهرباء من النفايات العضوية الفلسطينية
النفايات العضوية في الضفة والقطاع قادرة على إنتاج أكثر من 30 ميغاواط كهرباء

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية

يفترض بمخلفات طعامنا ألا تشكل أذىً بيئيا وصحيا يدفن في الأرض.  إذ أن العديد من دول العالم، ومنذ زمن بعيد، أخذت تُدَوِّر هذه المخلفات لإنتاج الكهرباء.  أما في المستوى الفلسطيني، وفي ظل تبعيتنا الكاملة للطاقة بكافة أشكالها لإسرائيل، فإن مصير معظم مخلفاتنا العضوية هو مكبات النفايات.  إذن، لا بد من التفكير والتخطيط الجديين لتشجيع التوجه نحو إنتاج الكهرباء النظيفة من النفايات العضوية؛ وبالتالي، تعزيز الاعتماد على الذات في استهلاك الطاقة. 
وحتى في المستوى الفلسطيني الأسهل، وتحديدا تدوير النفايات العضوية إلى أسمدة عضوية، فإن الصورة غير مشجعة حتى الآن.  إذ يفترض بالنسبة المرتفعة للنفايات الصلبة ذات الأصل العضوي في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تتراوح بين 60 – 70% من إجمالي النفايات الصلبة، أن تجعل مشاريع تصنيع السماد العضوي (الكمبوست) وسيلة أساسية لتقليل حجم النفايات الصلبة، بحيث يمكن لعملية التصنيع هذه أن تزيد كثيرا معدل التدوير، علما بأن تصنيع "الكمبوست" يتطلب تقنية بسيطة وغير مكلفة.  لكن، للأسف، ممارسة تصنيع "الكمبوست" في المستوى الفلسطيني هامشية.
وكنقطة انطلاق، يمكننا اقتراح مشروع طليعي مشترك بين بعض المؤسسات والشركات الفلسطينية المعنية؛ مثل سلطة البيئة وشركة الكهرباء، بحيث تشجع الناس والمؤسسات على إنتاج الكهرباء من المخلفات العضوية؛ وذلك من خلال دفع تعريفة معينة لكل كيلو واط ساعة من الكهرباء التي يتم إنتاجها من الغاز الحيوي (القابل للاشتعال) والذي يتم إنتاجه من النفايات العضوية.  ويمكن، في البداية، الاعتماد بشكل أساسي على نفايات المدن، وتحديدا النفايات الناتجة من منازل المواطنين، أو المخلفات الزراعية المتمثلة في مخلفات التقليم والمحاصيل والمواد العضوية المختلفة.
ووفقا لتقديرات مجلة آفاق البيئة والتنمية، فإن كمية النفايات العضوية التي يمكننا أن ننتج منها طاقة الغاز الحيوي في الضفة الغربية وقطاع غزة تتجاوز المليون ونصف طن سنويا؛ وهذه الكمية، باعتقادنا، قادرة على إنتاج أكثر من 30 ميغاواط.
إن إقامة منشآت لإنتاج الطاقة من النفايات العضوية غير مكلفة نسبيا.  ولا بأس من أن تحاول الجهات الحكومية وغير الحكومية الحصول على مساعدات مالية لإقامة مثل هذه المنشآت بجوار المدن الرئيسية، لتوفير التكلفة في عمليات نقل النفايات المنزلية إلى أماكن بعيدة.
وبالطبع؛ هدف تدوير النفايات العضوية ليس فقط إنتاج كهرباء صديقة للبيئة، بل أيضا تقليص حجم النفايات العضوية التي يدفن معظمها في مكبات عشوائية وغير صحية منتشرة في مختلف أنحاء الضفة والقطاع.  وفي المحصلة، زيادة معدلات التدوير والتقليل من حجم النفايات التي تدفن في باطن الأرض أو تلقى في المكبات العشوائية؛ علما بأن معظم المكبات القائمة وصلت حد الإشباع، ومن الصعوبة بمكان توفير مساحات جديدة لإقامة مكبات إضافية.  
ولتشجيع السلطات المحلية على التحرك الجدي نحو فصل النفايات وتدويرها، وبالتالي، التقليل من النفايات التي تدفن في المكبات، وتحويلها إلى ثروة اقتصادية وبيئية، لا بد من فرض رسوم طمر وأرضيات مرتفعة في المكبات (لكل طن نفايات).

 

التعليقات

من الناحية الفنية والعملية يمكن تنفيذ ما هو مطروح هنا...لكن الأمر يحتاج
إلى رؤية واستراتيجية تنموية وط
نية بعيدة المدى وهو ما ينقصنا على المستوى الفلسطيني الرسمي والأهلي ... 

عاصف القيرواني

 

الأسم
البريد الألكتروني
التعليق
 
مجلة افاق البيئة و التنمية
دعوة للمساهمة في مجلة آفاق البيئة والتنمية

يتوجه مركز العمل التنموي / معاً إلى جميع المهتمين بقضايا البيئة والتنمية، أفرادا ومؤسسات، أطفالا وأندية بيئية، للمساهمة في الكتابة لهذه المجلة، حول ملف العدد القادم (العولمة...التدهور البيئي...والتغير المناخي.) أو في الزوايا الثابتة (منبر البيئة والتنمية، أخبار البيئة والتنمية، أريد حلا، الراصد البيئي، أصدقاء البيئة، إصدارات بيئية – تنموية، قراءة في كتاب، مبادرات بيئية، تراثيات بيئية، سp,ياحة بيئية وأثرية، البيئة والتنمية في صور، ورسائل القراء).  ترسل المواد إلى العنوان المذكور أسفل هذه الصفحة.  الحد الزمني الأقصى لإرسال المادة 22 نيسان 2010..
 

  نلفت انتباه قرائنا الأعزاء إلى أنه بإمكان أي كان إعادة نشر أي نص ورد في هذه المجلة، أو الاستشهاد بأي جزء من المجلة أو نسخه أو إرساله لآخرين، شريطة الالتزام بذكر المصدر .

 

توصيــة
هذا الموقع صديق للبيئة ويشجع تقليص إنتاج النفايات، لذا يرجى التفكير قبل طباعة أي من مواد هذه المجلة
 
 

 

 
 
الصفحة الرئيسية | ارشيف المجلة | افاق البيئة والتنمية